حمّلت قبيلة "العقيدات" في بيان لها اليوم الثلاثاء، التحالف الدولي بقيادة واشنطن مسؤولية ما يجري من توتر في مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بريف دير الزور الشرقي، مطالبة بإيجاد "حل جذري"، وإنشاء لجنة تحقيق في حادثة اغتيال أحد شيوخ القبيلة.
وكان شيوخ القبيلة ووجهاؤها قد عقدوا في وقت سابق اليوم اجتماعاً في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، عقب أيام عدة من المفاوضات مع وفود من القوات الأميركية المنخرطة في التحالف الدولي ضد "داعش" في المنطقة.
وأصدر شيوخ القبيلة في نهاية اجتماعهم بياناً موجهاً إلى قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، جاء فيه أن التحالف الدولي يتحمل المسؤولية عما يجري في مناطق سيطرة "قسد" بمحافظة دير الزور، كونه مؤسس سلطة الأمر الواقع في المنطقة.
وطالب البيان التحالف الدولي بتسليم إدارة المنطقة لأهلها ولأصحابها، وطرد "قسد" منها، بالإضافة إلى تشكيل لجنة تحقيق في حادثة اغتيال الشيخ مطشر الهفل وقريبه دعار الخلف.
كما طالب البيان أيضاً بـ"الإفراج عن المعتقلين، وإيجاد حلّ جذري للمخيمات، وإعادة النساء والأطفال إلى ذويهم، والدفع بحلّ سياسي يضمن حقوق جميع السوريين ووحدة سورية واستقلالها".
وحدّد البيان في ختامه مدة زمنية لا تتجاوز شهراً واحداً منذ صدور البيان، للاستجابة إلى مطالب القبيلة، معبراً عن الأمل بأن يتجاوب التحالف الدولي مع تلك المطالب. وخُتم البيان بتوقيع الشيخ إبراهيم خليل الهفل شيخ قبيلة العقيدات الزبيدية.
وشهد ريف دير الزور أخيراً، توتراً على خلفية مقتل وإصابة شيوخ من القبائل العربية بهجمات من مجهولين في مناطق سيطرة "قسد"، حيث وجهت اتهامات لـ"قسد" بالوقوف وراء الاغتيالات، وهو ما نفته الأخيرة في بيانات رسمية.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أمس الإثنين، أن المفاوضات بين شيوخ "العقيدات" ووفود التحالف الدولي لم تحرز تقدماً، إذ يطالب الوجهاء "قسد" والتحالف، بالكشف أولاً عن منفذي الهجوم الذي أدى إلى مقتل الشيخ مطشر الهفل.
وقالت المصادر إن التحالف الدولي زار منزل الشيخ إبراهيم خليل جدعان الهفل مرات عدة بهدف التوصل إلى اتفاق من أجل إنهاء التوتر في المنطقة، لكن التحرك باء بالفشل.
وكانت قبيلة "العقيدات" قد أنذرت "قسد" في بيان لها سابقاً، وحددت مهلة شهر من أجل قيام الأخيرة بالكشف عن منفذي اغتيال مطشر الهفل، حيث يطالب البعض من وجهاء "العقيدات"، "قسد" بترك المنطقة وتسليم إدارتها لأهلها.