شهدت المباراة التي جمعت بين المنتخبين السويسري والألباني، ضمن منافسات الجولة الأولى من مباريات المجموعة الأولى لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم "يورو 2016" التي تستضيفها ملاعب كرة القدم الفرنسية، حدثاً فريداً من نوعه تمثّل في مواجهة الأخوين غرانيت تشاكا، لاعب خط وسط المنتخب السويسري والمنتقل حديثاً إلى صفوف آرسنال الإنجليزي، أمام شقيقه تولانت تشاكا، لاعب المنتخب الألباني.
وواجه غرانيت وتولانت بعضهما بعضا في المواجهة التي أقيمت على ملعب بوليرت ديليليس، لتكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ بطولة أمم أوروبا لكرة القدم، التي يتبارى فيها شقيقان في مباراة واحدة كل منهما يمثل منتخبا مختلفا عن الآخر، علماً أن كلا اللاعبين قد سبق له أن تواجه مع الآخر في مباريات سابقة، لكنها كانت ضمن منافسات الدوري السويسري، حينما كان غرانيت يلعب ضمن صفوف فريق بازل، في حين كان شقيقه تولانت يُدافع عن ألوان نادي زوريخ على سبيل الإعارة.
أندريه وجوردان آيو
كان أبناء أسطورة كرة القدم الغانية، عبيدي بيليه، أندريه آيو، مهاجم فريق سوانزي سيتي الويلزي لكرة القدم، وشقيقه جوردان آيو، مهاجم فريق أستون فيلا الإنجليزي، آخر من فرّقتهم الساحرة المستديرة، التي أثبتت بأنها لعبة عالمية لا تعترف بالحدود والجغرافيا واللغة، حتى وإن كانت بين أبناء المنزل الواحد، حيث واجه الشقيقان بعضهما بعضاً خلال المباراة التي جمعت بين فريقيهما، ضمن منافسات الجولة العاشرة من بطولة الدوري الإنجليزي لكرة القدم.
ولعل اللافت في الأمر أن كل واحد منهما قد تمكن من تسجيل هدف في مرمى الفريق الذي يلعب له شقيقه، إذ افتتح الشقيق الأصغر، جوردان آيو، باب التسجيل لفريق أستون فيلا في الدقيقة الثانية والستين، قبل أن يتعادل الأيسلندي، جيلفي سيجورودسون، للضيوف بعدها بست دقائق، ومن ثم ينجح الشقيق الأكبر، أندريه آيو، في خطف نقاط المباراة الثلاث لصالح فريق سوانزي سيتي.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يلعب فيها أبناء أسطورة كرة القدم الغانية، عبيدي بيليه، في مواجهة بعضهما بعضاً، حيث سبق لهما أن تقابلا عدة مرات أثناء فترة إعارة الشقيق الأصغر، جوردان، إلى فريق لوريان الفرنسي قادماً من أولمبيك مارسيليا، ونجح كل منهما أيضاً في التسجيل في مرمى الفريق الذي يلعب له شقيقه، إذ حدث ذلك في إبريل/نيسان من عام 2015، عندما فاز فريق لوريان على مارسيليا بنتيجة خمسة أهداف مقابل ثلاثة، في المباراة التي جمعت بين الفريقين ضمن منافسات الجولة الرابعة والثلاثين من بطولة الدوري الفرنسي لكرة القدم.
جيروم وكيفن برينس بواتينغ
وليس ببعيد عن أبناء أسطورة كرة القدم الغانية، عبيدي بيليه، فقد دخل الثنائي الغاني، جيروم وكيفن برينس بواتينغ، تاريخ كرة القدم في بطولة كأس العالم 2010 التي أقيمت في دولة جنوب أفريقيا، وذلك عندما أصبحا أول شقيقين يلعبان ضد بعضهما بعضاً في نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم.
وعلى الرغم من نشأتهما وترعرعهما في فرق الناشئين بنادي هرتا برلين، إلا أن كل واحد منهما قد شق طريقه نحو الاحتراف بمفرده، حيث تنقل كيفن برينس بين عدة أندية، هي توتنهام الإنجليزي الذي أعاره لفترة إلى بوروسيا دورتموند الألماني، وبورتسموث الإنجليزي وجنوى وميلان الإيطاليين، قبل أن يعود مرة أخرى إلى الدوري الألماني للدفاع عن ألوان شالكه، الذي أوقفه عن اللعب منذ 11 مايو/ أيار 2015 بعد المباراة التي خسرها فريقه أمام كولونيا في بطولة الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا).
أما جيروم فقد قرّر هو الآخر الدفاع عن ألوان فريق هامبورغ الألماني قبل أن ينتقل إلى مانشستر سيتي ومن ثم يُصبح أحد الأعمدة الأساسية بنادي بايرن ميونخ، الذي وصل إليه عام 2011، حيث واجه شقيقه كيفن برينس في عدة مواجهات طوال مشوارهما الاحترافي، لكن تبقى المباراتان اللتان لعباهما ضد بعضهما بعضاً في بطولتي كأس العالم 2010، و2014، هي الأبرز طيلة مشوارهما الكروي الحافل.
واختار كيفين برينس اللعب لبلد والده الأم، غانا، في الوقت الذي اختار فيه جيروم اللعب للمنتخب الألماني، خلال المباراة التي جمعت المنتخبين ضمن منافسات المجموعة الرابعة لكأس العالم في جنوب أفريقيا 2010، قبل أن يتكرّر المشهد في بطولة كأس العالم 2014 التي أقيمت في البرازيل العام الماضي، عندما واجه الثنائي بعضهما بعضاً في الجولة الثانية من منافسات المجموعة السابعة من البطولة العالمية.
ستيف وبارفيه مانداندا
وفي وقت اصطدم فيه الأخوان بواتينغ خلال المباراة التي جمعت بين منتخبي بلادهما في بطولة كأس العالم، فقد التقى الشقيقان ستيف وبارفيه مانداندا يوم الخامس من شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2008 في مباراة ودية جمعت بين منتخب فرنسا الرديف ومنتخب الكونغو الديمقراطية، لكن اللافت في الأمر أنهما لم يتواجها بشكل مباشر على أرضية الملعب، حيث دافع ستيف عن ألوان المنتخب الفرنسي الرديف في شوط المباراة الأول، بينما شارك بارفيه في شوط المباراة الثاني، علماً بأن كليهما كانا يلعبان في مركز حراسة المرمى، وبالتالي كان الخيار سيكون صعباً لو لعبا للمنتخب نفسه.
يايا وحبيب كولو توريه
يُعتبر الأخوان الإيفواريان يايا وكولو توريه من أشهر اللاعبين الأشقاء المتنافسين في ملاعب كرة القدم، حيث سبق لهما أن واجها بعضهما بعضاً في أكثر من مباراة على صعيد بطولة الدوري الإنجليزي لكرة القدم، كان آخرها المباراة التي جمعت بين فريقي مانشستر سيتي وليفربول الإنجليزيين العام الماضي، ضمن منافسات الجولة السابعة والعشرين من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
وواجه مدافع فريق ليفربول الإنجليزي، الدولي الإيفواري، حبيب كولو توريه، آنذاك شقيقه الأصغر الإيفواري، يايا توريه، لاعب خط وسط فريق مانشستر سيتي، في مباراة عرفت فوز الشقيق الأكبر كولو توريه وفريقه على فريق السيتيزن بنتيجة هدفين مقابل هدف.
التوأم البرازيلي دا سيلفا
جذب ثنائي فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي سابقاً، رافائيل وفابيو دا سيلفا، أنظار وسائل الإعلام الإنجليزية، خلال الفترة التي دافع فيها الثنائي عن ألوان فريق الشياطين الحمر، لدرجة أن معظم الصحف الإنجليزية كانت تجد صعوبة كبيرة في التعرف عليهما بسبب التشابه الكبير بينهما، وهو الأمر الذي كان يُعاني منه أيضاً المدير الفني السابق لفريق مانشستر يونايتد، الأسكتلندي، السير أليكس فيرغسون.
ولعب التوأم البرازيلي (25 عاماً)، ضمن صفوف فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، قبل تفرقهما إثر رحيل فابيو إلى كوينز بارك رينجرز على سبيل الإعارة في بداية عام 2012، ومن ثم إلى صفوف فريق كارديف سيتي في عام 2014، إذ سبق أن واجها بعضهما بعضاً خلال فترة إعارة فابيو إلى صفوف فريق كوينز بارك رينجرز.
غاري وفيل نيفيل
أما ثنائي كرة القدم الإنجليزية، غاري وفيل نيفيل، فقد خطفا الأضواء بشكل لافتٍ خلال العقدين الأخيرين، حيث لعبا جنباً إلى جنب في فريق أكاديمية مانشستر يونايتد، وتدرجا في صفوف فرق الفئات العمرية حتى وصلا للفريق الأول بنادي الشياطين الحمر، إذ قادا معاً فريق "يونايتد" للفوز بستة ألقاب للدوري الممتاز، وثلاث بطولات لكأس الاتحاد، وبطولة واحدة على صعيد دوري أبطال أوروبا.
ولعب الشقيقان معاً حتى عام 2005، عندما انتقل "فيل" إلى صفوف فريق إيفرتون مقابل ما يزيد عن 3.5 ملايين جنيه إسترليني، إذ واجها منذ ذلك الحين بعضهما بعضاً في عدة مناسبات، كانت أبرزها المواجهة التي جمعت بين فريقيهما يوم التاسع والعشرين من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2006، عندما أصبح فيل وشقيقه غاري أول شقيقين يحملان شارة القيادة ضد بعضهما بعضاً في بطولة البريمييرليغ.
ريو وأنطون فرديناند
في إنجلترا كذلك، برز خلال العقدين الماضيين أيضاً وبقوة اسم الثنائي الإنجليزي، ريو وأنطون فرديناند، اللذين لعبا سوياً في صفوف فريق وست هام يونايتد، الذي قدم في عام 1997، ريو فرديناند، كأصغر مدافع يمثل المنتخب الإنجليزي في ذلك الوقت، عندما شارك في أول مباراة دولية له ضد منتخب الكاميرون.
وبعدما كان الثنائي فرديناند يلعبان مع بعضهما بعضاً في صفوف فريق وست هام يونايتد، فإنهما قد تحولا إلى خصمين في أكثر من مواجهة، حيث واجه ريو شقيقه كثيراً عندما كان يلعب في صفوف فريق مانشستر يونايتد، في الوقت الذي كان فيه شقيقه يُدافع عن ألوان فريق كوينز بارك رينجرز وسندرلاند.