قال رئيس قبرص الجنوبية، نيكوس أناستاسياديس، اليوم الاثنين، إن بلاده ترحب بنقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى تركيا عبر أراضيها بعد حل النزاع القائم بين شطري الجزيرة.
وأضاف أناستاسياديس، أن الشركات العاملة في مجال التنقيب عن الغاز الطبيعي في المياه الإقليمية الإسرائيلية تستعد لاستخراج كمية من الغاز خلال العام الجاري.
وأوضح أن أرخص طريقة لنقل هذه الكميات إلى أوروبا هي مد خط أنابيب إلى تركيا عبر الأراضي القبرصية، مشيراً الى أنه في الوقت الذي ستكون كلفة خط أنابيب يمتد مباشرة من إسرائيل إلى تركيا 3.5 مليارات دولار، فإن هذا المبلغ لن يتعدى المليار دولار إذا مرّ بقبرص أولاً.
وتهدف إسرائيل لإنشاء مركز تسييل الغاز الطبيعي على أراضي قبرص الجنوبية، ليتم نقل الغاز مباشرة إلى تركيا ومنها إلى أوروبا.
ويقول الخبراء إن هذا المشروع يستلزم ضخ استثمارات تتخطى الـ10 مليارات دولار.
وبالفعل، بدأت شركة "ديريك ـ نوبل" الإسرائيلية، مفاوضات مع أربع شركات تركية في شأن مد خط أنابيب طوله 500 كيلومتر، ينقل 8 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً من إسرائيل إلى تركيا عبر جزيرة قبرص.
لكن تلك المباحثات تبقى رهن نجاح جولة المفاوضات التي انطلقت أخيراً بين حكومتي شطري جزيرة قبرص؛ إذ تشكل محطة قبرص أكبر عقبة أمام نقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى تركيا.
ويتخوّف مراقبون دوليون من اندلاع حرب طاقة في منطقة حوض البحر المتوسط في شأن ثروات الغاز الهائلة الكامنة تحت مياهه العميقة، خاصة في ظل عدم ترسيم الحدود بين كامل بلدان الحوض وتداخل بعض الأحواض في المياه الإقليمية لأكثر من بلد.
وكان لإسرائيل سبق الاستفادة من ثروات الغاز في المياه العميقة في البحر المتوسط، من خلال التنقيب في أربعة حقول، وبالفعل بدأت إسرائيل، التي كانت تعتمد على الغاز المصري حتى مايو/ أيار 2012، تبحث عن أسواق دولية لعرض الفائض لديها من الغاز، بعدما أقر القضاء الإسرائيلي حق الحكومة في بيع حصة لا تتجاوز 40% من احتياطي الغاز المستخرج.
ولم يخفِ المسؤولون والمراقبون في مصر ولبنان، تخوفاتهم في شأن سطو إسرائيل على الغاز الموجود في حدود بلادهم الإقليمية مع إسرائيل، وكذا مع قبرص، التي شرعت أخيراً في استخراج الغاز من حقل "أفروديت" القريب نسبياً من المياه الإقليمية لمصر عند مدينة دمياط (شمال البلاد).
وقالت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إن هناك احتمالاً لنقل الغاز الطبيعي اللبناني عبر خط الغاز نفسه الذي سيمتد من إسرائيل إلى تركيا عبر مياه البحر الأبيض المتوسط، موضحة أن المسؤولين عن إنشاء هذا الخط سيأخذون في الاعتبار هذأ الاحتمال أثناء مد الخط.