وتسببت الحادثة بصدمة كبيرة خاصة لمن اعتادوا على متابعة القاضي صبحي عبد الله المعروف باسم حاكم كوران وهي إحدى مناطق إقليم كردستان قرب محافظة دهوك، إذ أقدم على وضع بندقية القنص بشكل مقلوب ووجهها نحو قلبه مباشرة وأطلق النار ما أدى إلى سقوطه أرضاً قبل أن تعلن الشرطة وفاته.
وأصدرت شرطة محافظة دهوك بياناً مقتضباً، صباح اليوم الأربعاء، قالت فيه إن" صبحي عبد الله قد فارق الحياة في مستشفى "تنكافيا" في قضاء عقرة متأثراً بجراحه".
وفي التفاصيل، ذكرت مواقع كردية عراقية، أنّ القاضي انتقل للعيش في أحد جبال دهوك بعد إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان عام 2017 وتعهد بعدم العودة إلى المدينة حتى يتم إعلان الاستقلال عن العراق.
وذكرت قناة كردستان 24 على موقعها الرسمي، أن القاضي أقدم على الانتحار وخلفه لافتة مكتوب عليها " وحدة الصف، الإصلاح، الاستقلال" في قضاء عقرة بمحافظة دهوك ليلة أمس الثلاثاء.
ونقل الموقع أنه أصيب بجروح بليغة نقل إثرها إلى المستشفى، فيما ترفض عائلته إعطاء أي توضيحات بخصوص وضعه الصحي.
ويأتي هذا الحادث وسط حمى انتحار جنونية تجتاح العراق منذ أشهر راح ضحيتها العديد من الشباب والشابات من مختلف الأعمار انتحروا لدوافع مختلفة، بعضهم استغل موقع فيسبوك لتوثيق عملية الانتحار في موجة لم تشهد البلاد لها مثيلاً.
وانتشر مقطع انتحاره بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي وسط صدمة كبيرة، وأظهر المقطع القاضي وهو يتحدث باللغة الكردية أمام صيحات أشخاص آخرين يبدو أنهم كانوا يحاولون منعه وهو يحمل في يده بندقية من نوع كلاشينكوف.
وقام القاضي بتوجيه فوهة البندقية إلى صدره وأطلق منها ثلاث رصاصات دفعة واحدة وسكن لثوانٍ ثم تحركت إحدى رجليه ليظهر بعدها شخص من خلف اللافتة التي كانت معلقة خلفه محاولاً إنقاذه.
وقال الإعلامي فراس الحمداني إنه "بحسب إعلام كردستان فإن القاضي صبحي عبد الله كان يطالب باتفاق الأحزاب السياسية وتشكيل حكومة من أجل السلام والاستقرار والإصلاح في مؤسسات الحكومة والتقى بكوادر الأحزاب السياسية، وطالب بالاتفاق وإنهاء المشاكل والخلافات الداخلية، لكن حسب قوله، فشل في المهمة وكرد فعل قام بقتل نفسه".
وأضاف الحمداني معلقاً على الحادثة على صفحته الرسمية: "القاضي اسمه صبحي عبد الله ويلقب بحاكم رزكار وكوران وهو حاكم في مدينة دهوك يحمل الجنسية الهولندية سكن أحد جبال دهوك أيام الاستفتاء وعاش هناك لمدة عامين، حالياً دخل غرفة العمليات وهناك ثلاث إطلاقات نارية في صدره والوضع محرج".
وتصدر العراق مراتب متقدمة في نسب الانتحار بين دول الشرق الأوسط في ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ البلاد، بحسب تقارير دولية ومحلية.
وتعددت وسائل الانتحار في البلاد بإطلاق الرصاص الحي أو الشنق أو تناول السم أو القفز عن الجسور المرتفعة في النهر، ما دفع السلطات إلى تكثيف دوريات الشرطة النهرية حول الجسور ومصبات الأنهار.
ويعزو علماء النفس ارتفاع هذه النسبة إلى كون المواطنين العراقيين يمرون بظروف نفسية قاسية للغاية بسبب أوضاع البلاد السياسية والأمنية وارتفاع نسبة الفقر والبطالة بين الشباب بشكل خاص والكبت النفسي الذي يحاصر الشعب وعدم وجود فرصة أمل للخلاص من الوضع السياسي المتردي.