قادة "الإصلاح" اليمني يلتقون محمد بن زايد في أبوظبي بزيارة غير معلنة

13 نوفمبر 2018
اليدومي والآنسي حضرا اجتماع بن زايد وهانت (تويتر)
+ الخط -
بعد سنوات من الحرب الإماراتية، ضد حزب "التجمع اليمني للإصلاح" المحسوب على "جماعة الإخوان المسلمين"، زار قادة الحزب، العاصمة أبوظبي، والتقوا ولي عهدها محمد بن زايد، في إطار زيارة غير معلنة.

وأظهرت الصور التي بثتها وسائل إعلام إماراتية رسمية، لزيارة وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، العاصمة الإماراتية، وجود رئيس الهيئة العليا لحزب "الإصلاح" محمد اليدومي، والأمين العام للحزب عبد الوهاب الآنسي، بين جملة الحاضرين لاجتماع ولي عهد أبوظبي مع الوزير البريطاني.

وهي المرة الأولى، التي يتم الكشف فيها عن زيارة قيادة حزب "الإصلاح" إلى أبوظبي، بعد أن كان الصراع وما يشبه الحرب الباردة، العنوان الرئيسي لعلاقة الحزب مع الإمارات، في المناطق اليمنية غير الخاضعة لسيطرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين).

الجدير بالذكر، أنّ اليدومي والآنسي، التقيا، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، محمد بن زايد بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في العاصمة السعودية الرياض، إلا أنّ اللقاء، آنذاك، لم يثمر خطوات على الأرض، تتمثّل في وقف الممارسات الإماراتية ضد أحد أكبر الأحزاب اليمنية.

وجاء اللقاء بناءً على جهود سعودية سعت لتقريب وجهات النظر بين أبوظبي، الدولة الفاعلة بالتحالف العسكري الذي تقوده السعودية، وحزب "الإصلاح" اليمني، الذي يُعد أحد أكبر الأحزاب المؤيدة للحكومة للشرعية، إذ كانت العلاقة مشوبة بالشك والخصومة والهجوم المتبادل، خصوصاً من جانب الإمارات، التي قادت توجهاً مناهضاً لنفوذ حزب "الإصلاح" في جنوب البلاد، على الرغم من دوره إلى جانب الشرعية.

واعتُبر الاجتماع مؤشراً قوياً على السياسة التي تتبعها الرياض في اليمن، باستمرار التحالف والشراكة مع حزب "الإصلاح" اليمني، والنأي به، عن معركتها مع جماعة "الإخوان المسلمين"، التي يُحسب عليها "الإصلاح"، وتصنفها أبوظبي والرياض في قوائم "الإرهاب".

وأثار اللقاء، حينها، جدلاً واسعاً في الأوساط اليمنية، التي رأته مؤشراً على مرحلة مختلفة وخارطة تحالفات يمنية جديدة.


وتعرّض حزب "الإصلاح" المعروف بكونه الأكثر تماسكاً، لصدمات وحروب عدة في السنوات الأخيرة، كان أبرزها توسع الحوثيين من صعدة إلى صنعاء، واقتحام مقار الحزب وملاحقة قياداته وأعضائه.

كما نزحت غالبية قياداته إلى خارج البلاد، ثم كان من أوائل الأحزاب التي أعلنت تأييدها "عاصفة الحزم"، لكنه وجد نفسه لاحقاً أمام حسابات الرياض وأبوظبي الغامضة، أو الأخيرة على الأقل، وأيضاً أمام حرب الحوثيين، الذين حاولت قيادات منهم توجيه رسائل قبول بالحزب، بعد فض التحالف بين الحوثيين وحزب المؤتمر بقيادة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.