قبيل دخول المدارس في مصر شهدت منصات التواصل الاجتماعي وخاصة موقع فيسبوك اهتماماً وسخرية لاذعة من قائمة المستلزمات المدرسية التي تطلبها المدارس الخاصة من الطلاب مع بداية العام الدراسي، أو ما يُعرف بالإنكليزية بالـ"Supplies List".
تَندّر العديد من الآباء والأمهات على القائمة الطويلة التي تصل أحياناً إلى ثلاث أو أربع صفحات من الأدوات المكتبية، والأقلام، والألوان، ومستلزمات الأعمال الفنية والملفات بأنواعها لأطفال في الروضة، واستخدموا وسوماً (هاشتاغات) مثل: #سبلايز_ليست، #مرار_طافح، #احنا_بنقلع_رسمي!
كتبت سارة الذهبي على صفحتها عبر فيسبوك تقول: "فين أيام الكشكول الصفحة وصفحة والكراسة التسعة أسطر ودمتم".
عبء مادي
تعد قائمة المستلزمات صداعاً في رأس الآباء والأمهات الذين اختاروا إدراج أبنائهم في مدارس خاصة، فمن ناحية تعتبر القائمة عبئاً مادياً زائداً على مصروفات الدراسة التي هي باهظة بالفعل وتزيد سنوياً، ومن ناحية أخرى هو عمل يتطلب مجهوداً في البحث عن المستلزمات في أكثر من مكان في وقت تزدحم فيه المكتبات بالجميع لأن توقيت بدء الدراسة يكون واحداً.
تقول هبة عبد السلام معلمة بإحدى المدارس الخاصة بالقاهرة، "المستلزمات مهمة وضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها في كثير من الأحيان، خاصة في التعليم الدولي لأنه قائم بشكل كبير على الأنشطة والمشاريع".
ربما يكون المبدأ مقبولاً لكن الشيطان يكمن في التفاصيل، فبينما يحتاج الطلبة إلى هذه المستلزمات أو بعضها، نرى كيف تعقّد المدرسة الأمور بأن تطلب الأدوات من علامات تجارية معينة، فيجد الأب نفسه مضطراً لشراء أغلى نوع من كل شيء، وبكمية أكبر مما سيحتاجه الطالب طوال العام الدراسي.
توضح عبد السلام، "أنا كأم، قررت أن أذهب للشراء من مكتبة تبيع بسعر الجملة، وشراء المستلزمات منها بدلاً من مكتبات أخرى معروفة لأن فارق السعر يستحق المحاولة".
جاءت المداخلات الساخرة تنتقد القوائم الطويلة ومقارنتها بالدول الأخرى مثل ما كتبت هبة السواح عن تجربة إحدى الأمهات في كندا، فتقول بشكل ساخر إن الأم صدمت حينما عرفت أنه ليس مطلوباً منها سوى أن تحضر الأطفال ومعهم ما سيأكلونه فقط، وحينما سألت هل توجد قائمة بالأدوات المكتبية التي سيحتاجونها، استنكروا الموضوع بشدة، مؤكدين على أن المدرسة توفر كل ذلك بسهولة.
تحتوي قائمة الطلبات المدرسية على أساسيات من المفترض توفرها المدرسة نفسها مثل الطباشير، أو أقلام السبورة، أو المناديل الورقية، بالإضافة إلى أشياء لا يستعملها عادة الأولاد، مثل ما يسمى بالحقيبة الصحية أو “The Hygiene pack”، بحيث يطلب من التلاميذ إحضار أنواع بعينها من المناديل المبللة والجيل المنظف.
الخليج العربي
في منطقة الخليج العربي لا يختلف الوضع كثيراً، ففي بعض المدارس الخاصة بالمملكة العربية السعودية، يتم إرسال قائمة خاصة بالمستلزمات المطلوبة، والتي تكون كثيرة أيضاً بالذات في مرحلة الروضة. أما في الإمارات العربية المتحدة، فتقول منى عبد الغفار إحدى الأمهات، "ربما يبدو الموضوع تافهاً لكن موضوع المستلزمات يمثل عبئاً للآباء سواء سيشترونها أو
ستوفرها المدرسة وندفع الثمن مضاعفاً".
تضيف عبد الغفار أن الجميع يشعر بأن هناك مبالغة في الكميات المطلوبة، فلا يعقل مثلاً أن يحتاج كل طالب رزنامة أوراق ملونة بالكامل.
تأتي قائمة المستلزمات نموذجاً لاحتياج ضروري لدى الأطفال، وقد دخل عليه من المبالغة ما دخل على غيره من أساسيات التعليم الخاص، والذي يرسي دعائمه على التباهي والتفاخر أو الـshow، في محاولة دائمة لإثبات أن المدرسة هي الأفضل؛ وبهذا يتم تسويق المدرسة على أنها راعية الأنشطة الفنية والعلمية وبالتالي جذب المزيد من التلاميذ في الأعوام المقبلة.