أكد قائد الجيش اللبناني، العماد جان قهوجي، اليوم الثلاثاء، أن الجيش "عازم على مواصلة مهماته، كائنة ما كانت المصاعب والتضحيات، خصوصا محاربة الإرهاب". وأشار إلى أن قرار الجيش "ينطلق من واجبه الأساس في حماية لبنان، كما من مشاركة الدولة اللبنانية المجتمع الدولي في النظرة إلى خطر الإرهاب الذي بات يتهدد الجميع، وضرورة أن يسهم لبنان في التصدي له بكل الإمكانات المتوافرة لديه".
كلام قهوجي جاء خلال اجتماع خاص للجنة التنسيق العليا المكلفة بمتابعة دعم قدرات الجيش اللبناني على مستوى السفراء، بدعوة من المنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ، وحضره قائد قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان الجنرال لوتشيانو بورتولانو، ورئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان، إلى جانب عدد من سفراء الدول الداعمة والمشاركة في القوات الدولية، وعدد من كبار ضباط القيادة.
وشكر قهوجي "الدول الداعمة للجيش ومواكبتها المستمرة لأوضاعه، واهتمامها بتطوير قدراته العسكرية"، مشيرا إلى "المهمات الجسام الملقاة على عاتق الجيش في هذه المرحلة، وأبرزها مهمة الدفاع عن الحدود الجنوبية، والحدود الشرقية والشمالية بين لبنان وسورية، والتي يبلغ طولها نحو 375 كيلومترا، إلى جانب مهمة حفظ الأمن في الداخل، في ظل وجود أكثر من مليون ونصف المليون نازح سوري على الأراضي اللبنانية، وما يتطلبه هذا النزوح من إجراءات أمنية وإنسانية استثنائية".
بدورها أكدت سيغرد كاغ على "قرار المجتمع الدولي بمواصلة دعم الجيش، والعمل على تأمين احتياجاته في ضوء مسؤولياته الوطنية الكبيرة، والتحديات الأمنية التي يواجهها لبنان"، ونوهت بـ"الإنجازات الكبيرة التي حققها في مواجهة الإرهاب، وباستخدامه الأسلحة والمعدات التي تلقاها من الدول الداعمة بفعالية وكفاءة".
من جهته، أعرب الجنرال بورتولانو عن "تقديره لمستوى التعاون والتنسيق الذي يبديه الجيش اللبناني مع القوات الدولية، التي ستواصل بدورها دعمه بكل الإمكانات المتوافرة لديها، للحفاظ على استقرار المناطق الحدودية وتنفيذ القرار 1701".
في سياق متصل، أعلن الجيش اللبناني أن أحد الموقوفين يدعى إبراهيم قاسم الأطرش، أقر بـ "انتمائه إلى تنظيم إرهابي واعتدائه على مراكز للجيش، وتورطه مع آخرين في أعمال إرهابية"، واعترف خلال التحقيقات بأنه "باشر اعتباراً من عام 2011، بتجارة الأسلحة والذخائر الحربية، واشتراكه مع آخرين في نقلها إلى عرسال ومنها إلى الداخل السوري، لصالح أحد التنظيمات الإرهابية".
وأضاف بيان الجيش أن المتهم أوقف من قبل مديرية الاستخبارات في الجيش عام 2012 وبعد "انقضاء مدة محكوميته، عاود تواصله مع التنظيمات الإرهابية، وبايع لواء "جند الحق"، وأنشأ مجموعة إرهابية قامت بتفخيخ السيارات، بمساعدة أبو جعفر القسطلاني (قائد كتيبة شهداء القسطل)، الذي نسق معه عمليات شراء السيارات وتفخيخها، وإرسالها إلى سورية ولبنان، ومنها جيب نوع GMC كان معداً للتفجير في البزالية، لكنه انفجر وأدى إلى مقتل المدعوين عمر الأطرش وسامر الحجيري، وجيب نوع غراند شيروكي، كان معداً للتفجير في الضاحية الجنوبية، لكن تم ضبطه من قبل الجيش".
ولفت بيان الجيش إلى وجود سيارات أخرى، "أتم (الأطرش) تفخيخها وسلمها إلى آخرين ولم يعرف مصيرها"، مشيرا إلى أن الموقوف أقر بمشاركته في القتال مع "كتيبة "جند الحقّ" تحت قيادة أبو مالك التلي، وبعد مبايعته تنظيم "داعش"، انتقل مع مجموعته إلى مدينة الرقة السورية، حيث التقى قياديين في التنظيم المذكور، وبعد عودته إلى لبنان، شارك في القتال ضدّ الجيش في عرسال، وفي الهجوم على مركز المصيدة التابع للجيش". وأضاف البيان أن التحقيقات لا تزال مستمرة مع "كشف تورطه في قضايا إرهابية أخرى".
اقرأ أيضا: باسيل للأوروبيين:الحل بقاء السوريين في بلدهم وفق حل سياسي