في يوم وليلة أوقفت قناة "العرب"... فما هي الخلفيات؟

03 فبراير 2015
كواليس قناة "العرب" (تويتر)
+ الخط -
عصر الأحد وبعد حوالى 5 سنوات، من التحضير انطلقت قناة "العرب" من المنامة في البحرين. القناة التي يملكها الأمير السعودي الوليد بن طلال، وعدت مشاهديها في إعلاناتها أن تستقبل كل الآراء السياسية، في البحرين وخارجها. وهو ما حاولت فعله في اليوم الأول للبث. إذ استضافت القناة المعارض البحريني، مساعد الأمين العام لجمعية "الوفاق" المعارضة في البحرين، خليل مرزوق. لكن يبدو أن هذه الاستضافة أزعجت السلطات البحرينية وهو ما أدى إلى إعلان القناة عن توقّف بثّها "لأسباب إدارية وفنية... وسنعود قريباً ان شاء الله " وفق تغريدة القناة على حسابها الرسمي.

لم تتنوّع التكهنات كثيراً حول سبب توقيف القناة. إذ هناك شبه إجماع على أن ظهور مرزوق وكلامه عن الانتهاكات التي يتعرّض لها المعارضون في البحرين لم يمرّ بسلام. الصحف الخليجية اعتمدت صياغة شبه موحّدة لأسباب إيقاف القناة وهي "عدم التزامها بالأعراف السائدة في دول مجلس التعاون الخليجي، ومن بينها حيادية المواقف الإعلامية، وعدم المساس بكل ما يؤثر سلباً على روح الوحدة الخليجية وتوجهاتها".

مصدر من داخل القناة أكد لـ"العربي الجديد" أن "القناة ستعود بين أمس واليوم للظهور بعد الاتفاق مع المنامة، وتوقيع تعهد بألا يتم تناول البحرين في القناة إلا بإذن مكتوب، على أن يأخذ كل ضيف بحريني تصريحاً مكتوباً قبل ظهوره الإعلامي".

لكن بعيداً عن البحرين والمشهد السياسي المعقّد فيها، يدور على مواقع التواصل الاجتماعي نقاش مختلف عن أسباب إيقاف القناة. وإن كان الجميع متأكداً من أن استضافة مرزوق هي أحد أسباب حظر المحطة (مؤقتاً)، فإن آخرين استعادوا مواقف الوليد بن طلال التي تلت رحيل الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، وتسلم الملك سلمان العرش، ومعه ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد محمد بن نايف.

واعتبر بعض المغردين أن عدم مبايعة الوليد بن طلال للأمير محمد في تغريدته على تويتر التي جاء فيها: "بايعت والدي #سلمان_بن_عبدالعزيز ملكاً، وبايعت والدي #مقرن_بن_عبدالعزيز ولياً للعهد، وهنأت أخي الأمير #محمد_بن_نايف"، اثارت اعتراضات في السعودية، وهو ما أدى إلى الضغط لإقاف قناته بعد ساعات من إنطلاق بثها، في رسالة غير مباشرة للامير الوليد بن طلال.

وذهب أحد الصحافيين السعوديين إلى حد القول على حسابه على "تويتر": "اختارت قناة العرب مكاناً سيئاً للبث، لا البحرين ولا دبي ولا حتى عندنا سيتحملون الرأي والرأي الآخر، الأفضل إما قطر أو لندن". وأضاف: "#إيقاف_قناة_العرب بعد يوم واحد فقط من البث سابقة كبرى في تاريخ الإعلام ، ووصمة عار جديدة في جبين حريات الرأي بالخليج".

التغريدات هذه جاءت في إطار الوسم الذي أطلقه المغردون للحديث عن الموضوع. ونشر أحدهم تغريدات سابقة لمدير القناة، جمال خاشقجي، عبّر عن سعادته فيها لإيقاف قناة "الجزيرة مباشر مصر"، وقناة "وصال". وكتب مُعلقاً: "لا تستطيع أن تدير قناة مهنية وأنت تفرح بمصادرة حق مخالفيك".

لكن كل هذه التحليلات تبقى في إطار التكهنات في وقت لم يصدر أي بيان رسمي عن السلطات البحرينية أو أي تصريح من المسؤولين في القناة. وعند عودة القناة، هل ستكمل وفق الخط الذي روّجته لنفسها وهو "منبر لكل الآراء السياسية"؟ أم أن الخط التحريري الجديد سيجعلها تلتزم بمحظورات على صعيد الضيوف والمواضيع المطروحة، خصوصاً الخليجية منها.

هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة، في وقت يستعيد البعض تصريحات الوليد بن طلال حول القناة والتي أكد فيها أنه "غير محظور استضافة أحد... فإذا أُعلن عن حل تنظيم الإخوان في البحرين مثلاً، فمن حق المشاهد أن نأتي بمتحدث من تنظيم الإخوان إلى الاستوديو...إذا كان أبو بكر البغدادي مستعداً للظهور معنا سنستضيفه بالتأكيد". فهل يحصل ذلك، أم أن أحلام البدايات، لا تشبه الواقع؟
المساهمون