لن يكون سهلاً التغاضي عن أفعالٍ حميدة للناقد السينمائيّ المصريّ الراحل سمير فريد (1943 ـ 2017)، أثناء تولّيه إدارة "مهرجان القاهرة السينمائيّ الدوليّ"، في دورته الـ36 (9 ـ 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014)، من دون تناسي حضوره المتنوّع والمديد، في النقد والتأريخ والأرشفة. عشية انتهاء عام 2017، يستعيد كثيرون حضوره هذا، خصوصاً ذاك الذي يُعتَبَر "مساهمةً حقيقية" في انتشال المهرجان من كبوته، في أحلك ظرفٍ، في السياسة والاقتصاد والاجتماع والأمان.
دورةٌ واحدة ـ تُقام بعد غيابٍ ناشئ من ارتباك الحالة العامة في مصر، بعد "ثورة 25 يناير" (2011) ومساراتها المتناقضة ـ كفيلةٌ بمنح المهرجان طاقةً، ثقافية وسينمائية وجمالية، في استعادة بعض مكانته في المشهد المصري ـ العربي، كما في حضوره الدولي، في ظلّ ضغوطٍ متنوّعة، يمارسها أناسٌ مختلفو المهن والوظائف والمسؤوليات والالتزامات، تؤدّي (الضغوط) إلى استقالة فريد من منصبه.
أفعالٌ حميدة تُختزل بسماتٍ يتمكّن مسؤولو المهرجان، لغاية الآن، من الحفاظ على بعضها، كما على شيءٍ من تأثيراتها الإيجابية. فرغم أن الانفتاح على التجارب السينمائية الشابّة، الجديدة والتجديدية، في مصر والعالم العربي، الذي يُمارسه سمير فريد، كناقدٍ ومبرمج ومتابع ومهتمّ، غير قادرٍ على تحريض الإدارة اللاحقة (3 دورات بين عامي 2015 و2017) على استكمال تلك الخطوة المهمّة، في المسابقة الرسمية، كما في برامج مختلفة؛ إلا أن إتاحة الفرصة أمام جيلٍ شبابيّ للإمساك بـ"زمام" بعض أمور المهرجان، التي تُشكِّل أحد تلك الأفعال الحميدة، تُفعَّل دورة إثر أخرى، في مقابل بلورة مسارات برامج منطلقة في الدورة الـ36، كـ"مسابقة آفاق السينما العربية الجديدة" (أفلام روائية ووثائقية)، و"مسابقة سينما الغد الدولية" (أفلام قصيرة)، و"مسابقة أسبوع النقّاد الدوليّ" (أفلام روائية ووثائقية طويلة).
برامج يتولّى إداراتها نقّاد وصحافيون سينمائيون مصريون شباب، يمتلكون وعياً معرفياً بأولوية الصورة وجمالياتها، وبأهمية التنقيب الدائم عن المختلف والمتميّز، رغم أن دوراتٍ سابقة شاهدةٌ على خياراتٍ عاديّة، كما هو حاصل في الدورة الـ39 (21 ـ 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017) أيضاً، إنْ لم تكن الخيارات أقلّ من العاديّ، أحياناً.
التذكير بأفعال حميدة لسمير فريد نابعٌ من رغبةٍ في تحية له. تذكيرٌ لن يغفل حماسة فريد إزاء تجارب شبابية، تتمثّل باختيار "باب الوداع" (2014) لكريم حنفي في المسابقة الرسمية. اختيار يُحدث صدمة (الفيلم المصري الوحيد المُشارك في المسابقة)، ويؤدّي إلى نقاشٍ جمالي وفني ودرامي وثقافي وإنساني، لن ينتبه إليه مصريون كثيرون، لانهماكهم بقشور المسائل، لا بأعماق المطروح.
مهرجان القاهرة جزءٌ من عمل سمير فريد. تأثيراته يُفترض بها أن تُجدِّد المهرجان، وتدفعه خطوات إيجابية أفضل وأكثر إلى الأمام، علماً أن خطواتٍ كهذه محتاجة إلى إدارةٍ يقودها أناسٌ يُشبهونه في حماسة المواجهة والتجديد.
اقــرأ أيضاً
أفعالٌ حميدة تُختزل بسماتٍ يتمكّن مسؤولو المهرجان، لغاية الآن، من الحفاظ على بعضها، كما على شيءٍ من تأثيراتها الإيجابية. فرغم أن الانفتاح على التجارب السينمائية الشابّة، الجديدة والتجديدية، في مصر والعالم العربي، الذي يُمارسه سمير فريد، كناقدٍ ومبرمج ومتابع ومهتمّ، غير قادرٍ على تحريض الإدارة اللاحقة (3 دورات بين عامي 2015 و2017) على استكمال تلك الخطوة المهمّة، في المسابقة الرسمية، كما في برامج مختلفة؛ إلا أن إتاحة الفرصة أمام جيلٍ شبابيّ للإمساك بـ"زمام" بعض أمور المهرجان، التي تُشكِّل أحد تلك الأفعال الحميدة، تُفعَّل دورة إثر أخرى، في مقابل بلورة مسارات برامج منطلقة في الدورة الـ36، كـ"مسابقة آفاق السينما العربية الجديدة" (أفلام روائية ووثائقية)، و"مسابقة سينما الغد الدولية" (أفلام قصيرة)، و"مسابقة أسبوع النقّاد الدوليّ" (أفلام روائية ووثائقية طويلة).
برامج يتولّى إداراتها نقّاد وصحافيون سينمائيون مصريون شباب، يمتلكون وعياً معرفياً بأولوية الصورة وجمالياتها، وبأهمية التنقيب الدائم عن المختلف والمتميّز، رغم أن دوراتٍ سابقة شاهدةٌ على خياراتٍ عاديّة، كما هو حاصل في الدورة الـ39 (21 ـ 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017) أيضاً، إنْ لم تكن الخيارات أقلّ من العاديّ، أحياناً.
التذكير بأفعال حميدة لسمير فريد نابعٌ من رغبةٍ في تحية له. تذكيرٌ لن يغفل حماسة فريد إزاء تجارب شبابية، تتمثّل باختيار "باب الوداع" (2014) لكريم حنفي في المسابقة الرسمية. اختيار يُحدث صدمة (الفيلم المصري الوحيد المُشارك في المسابقة)، ويؤدّي إلى نقاشٍ جمالي وفني ودرامي وثقافي وإنساني، لن ينتبه إليه مصريون كثيرون، لانهماكهم بقشور المسائل، لا بأعماق المطروح.
مهرجان القاهرة جزءٌ من عمل سمير فريد. تأثيراته يُفترض بها أن تُجدِّد المهرجان، وتدفعه خطوات إيجابية أفضل وأكثر إلى الأمام، علماً أن خطواتٍ كهذه محتاجة إلى إدارةٍ يقودها أناسٌ يُشبهونه في حماسة المواجهة والتجديد.