21 سبتمبر 2019
في وداع رمضان
عبد الحفيظ العمري
كاتب ومهندس من اليمن، مهتم بالعلوم ونشر الثقافة العلمية. لديه عدّة كتب منشورة إلكترونيا. الحكمة التي يؤمن بها: "قيمة الانسان هي ما يضيفه للحياة ما بين حياته ومماته" للدكتور مصطفى محمود.
ها هو الضيف الكريم الذي استراح لدينا شهراً كاملاً قد بدأ يلملم حاجياته ليرحل عنا. هو سيعود في العام المقبل، نحن الذين نتأرجح على كف القدر بين أن يعود ونحن موجودون أم لا؟
المهم سيرحل الشهر الكريم قريباً، فهل تراه راحل بذنوبنا وإسرافنا في أمرنا؟ كان شهراً كريماً علينا، فهل كنا نحن كرماء معه؟ وليس الأمر مجرد ركعات وصلوات وعطش وجوع، لكي نكون كرماء مع رمضان، فكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وقائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب. المهم ما تركه فينا من أثر يدمغ سلوكنا طوال العام. وهل ترك رمضان بصمته الخاصة فينا، حتى إذا ما رحل ظللنا على تلك البصمة (العهدة) حتى مجيئه في العام المقبل.
لقد تعوّدنا في رمضان عادات جميلة وأخرى قبيحة في الوقت نفسه، فمن العادات الجميلة؛ التآلف الذي يُشاهد في رمضان بين أفراد المجتمع، وهم يجتمعون على مائدة الفطور معاً، هذه الحميمية التي نراها قبيل وقت الإفطار، والناس تدعو إلى الفطور منْ تعرف ومنْ لا تعرف.
هذه المواظبة على الصلوات وفي أوقاتها، سواءً في الليل أو في النهار. كل هذه عادات جميلة، لا أدري هل ستظل فينا بعد رمضان؟ وفي المقابل، هناك عادات قبيحة اكتسبناها طوال هذا الشهر (طبعاً لا دخل لرمضان بذلك)، ومن ذلك السهر الطويل في أثناء الليل والنوم الطويل في أثناء النهار، وافق ذلك الإجازات السنوية التي يأخذها أغلب الموظفين الحكوميين وغير الحكوميين في رمضان، فانقلب الشهر الكريم إلى شهر أكل وشرب وسهر ونوم. حتى إذا ما جاء العيد، كان أول أيامه إرهاقاً، لأنه يضاد الترتيب الذي دأبنا عليه طوال الشهر الكريم.
ومن العادات القبيحة في رمضان الإسراف الذي يلفنا طوال هذا الشهر الكريم، على الرغم من صعوبة الحالة الاقتصادية التي نمر بها جميعاً. شغلتنا السياسة وأخبارها في كل أقطارنا العربية عن الاحتفاء بهذا الشهر الكريم، ومنْ يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر وغيرهما) سيعرف ذلك من كثرة المجادلات والمخاصمات بين الفرقاء في السياسة بشأن أحداث اليمن أو سورية أو غيرها طوال ليالي الشهر الكريم.
أقول ليس خطأً أن يتحاور الناس بشأن ذلك، ويختلفوا ويتفاوتوا، لكن الخطأ أن يصل بهم هذا التفاوت والاختلاف إلى الخصومة والشقاق في هذه الليالي المباركات.
أقول للجميع إن ذهابك إلى السرير للنوم وقلبك خالٍ من أي حقد أو شحناء على أحد من المسلمين، هو خير من قيام شهر رمضان كله والشحناء والأحقاد تملأ قلبك ضد المسلمين.
لا أدري لماذا "الغلو" في البحث عن موعد ليلة القدر، على الرغم من معرفة الجميع أن العلامات التي تشير إليها لا تظهر إلا بعد مرورها؟ الأفضل من ذلك الاهتمام برمضان عامة وبالعشر الأواخر خصوصاً. والأدلة العلمية التي يتحفنا بها أصحاب "الإعجاز العلمي" عن ليلة القدر من حركة الشهب وضوء الشمس وخلافه، كل هذه لا يفهمها المسلم البسيط الذي يريد أن يعبد الله ويؤمن به، عقيدة راسخة عنده، وليس نتيجة تجربة علمية.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبّل منا الصيام والقيام، ويجعله في ميزان حسناتنا جميعاً، ونسأله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين في بلادنا وسائر بلاد المسلمين، إنه سميعٌ مجيب.
لقد تعوّدنا في رمضان عادات جميلة وأخرى قبيحة في الوقت نفسه، فمن العادات الجميلة؛ التآلف الذي يُشاهد في رمضان بين أفراد المجتمع، وهم يجتمعون على مائدة الفطور معاً، هذه الحميمية التي نراها قبيل وقت الإفطار، والناس تدعو إلى الفطور منْ تعرف ومنْ لا تعرف.
هذه المواظبة على الصلوات وفي أوقاتها، سواءً في الليل أو في النهار. كل هذه عادات جميلة، لا أدري هل ستظل فينا بعد رمضان؟ وفي المقابل، هناك عادات قبيحة اكتسبناها طوال هذا الشهر (طبعاً لا دخل لرمضان بذلك)، ومن ذلك السهر الطويل في أثناء الليل والنوم الطويل في أثناء النهار، وافق ذلك الإجازات السنوية التي يأخذها أغلب الموظفين الحكوميين وغير الحكوميين في رمضان، فانقلب الشهر الكريم إلى شهر أكل وشرب وسهر ونوم. حتى إذا ما جاء العيد، كان أول أيامه إرهاقاً، لأنه يضاد الترتيب الذي دأبنا عليه طوال الشهر الكريم.
ومن العادات القبيحة في رمضان الإسراف الذي يلفنا طوال هذا الشهر الكريم، على الرغم من صعوبة الحالة الاقتصادية التي نمر بها جميعاً. شغلتنا السياسة وأخبارها في كل أقطارنا العربية عن الاحتفاء بهذا الشهر الكريم، ومنْ يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر وغيرهما) سيعرف ذلك من كثرة المجادلات والمخاصمات بين الفرقاء في السياسة بشأن أحداث اليمن أو سورية أو غيرها طوال ليالي الشهر الكريم.
أقول ليس خطأً أن يتحاور الناس بشأن ذلك، ويختلفوا ويتفاوتوا، لكن الخطأ أن يصل بهم هذا التفاوت والاختلاف إلى الخصومة والشقاق في هذه الليالي المباركات.
أقول للجميع إن ذهابك إلى السرير للنوم وقلبك خالٍ من أي حقد أو شحناء على أحد من المسلمين، هو خير من قيام شهر رمضان كله والشحناء والأحقاد تملأ قلبك ضد المسلمين.
لا أدري لماذا "الغلو" في البحث عن موعد ليلة القدر، على الرغم من معرفة الجميع أن العلامات التي تشير إليها لا تظهر إلا بعد مرورها؟ الأفضل من ذلك الاهتمام برمضان عامة وبالعشر الأواخر خصوصاً. والأدلة العلمية التي يتحفنا بها أصحاب "الإعجاز العلمي" عن ليلة القدر من حركة الشهب وضوء الشمس وخلافه، كل هذه لا يفهمها المسلم البسيط الذي يريد أن يعبد الله ويؤمن به، عقيدة راسخة عنده، وليس نتيجة تجربة علمية.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبّل منا الصيام والقيام، ويجعله في ميزان حسناتنا جميعاً، ونسأله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين في بلادنا وسائر بلاد المسلمين، إنه سميعٌ مجيب.
عبد الحفيظ العمري
كاتب ومهندس من اليمن، مهتم بالعلوم ونشر الثقافة العلمية. لديه عدّة كتب منشورة إلكترونيا. الحكمة التي يؤمن بها: "قيمة الانسان هي ما يضيفه للحياة ما بين حياته ومماته" للدكتور مصطفى محمود.
عبد الحفيظ العمري