في لعبة الضغط..فاز كلوب على غوارديولا تورينو وأنطونيو لندن!

17 سبتمبر 2016
كلوب تفوّق في أول مواجهة مع كونتي (Getty)
+ الخط -


"إنه غوارديولا تورينو، لقد صنع شيئاً كبيراً مع يوفنتوس وقدم بطولة يورو رائعة رفقة منتخب بلاده"، هكذا وصف يورغن كلوب غريمه أنطونيو كونتي، قبل قمة هذا الأسبوع بين ليفربول وتشيلسي، والتي انتهت بفوز مهم لزعيم ميرسيسايد، ليُكمل المسيرة الرائعة أمام الكبار، بالانتصار على آرسنال، ليستر، تشيلسي في افتتاحية البريمرليغ.

الخطة السباعية
ليفربول رائع جدا هجوميا لكنه أقل من الجيد دفاعيا، هذا هو ملخص مردود كتيبة كلوب باختصار، فالفريق يسجل أهدافاً غزيرة، يصل إلى مرمى المنافسين كثيرا، ويعتبر أكثر فريق في إنكلترا صناعة للفرص، لكنه يعاني بعض الشيء عند الضغط عليه، مع انخفاض الأداء ككل في النصف الأخير من عمر المباراة، نتيجة سياسة الركض التي يتبعها المدرب الألماني في كافة المباريات.

يعتمد يورغن على مرونة كبيرة في منطقة المنتصف، لدرجة أنه يلعب هجوميا بخطة قريبة من 2-7-1، بسبب وجود قلبي الدفاع فقط أمام المرمى، وصعود الظهيرين كلاين وميلنر إلى الأمام، رفقة الخماسي الآخر الحر، فينالدوم بجوار هيندرسون، مع التحركات المستمرة من جانب كوتينهو، ساديو ماني، وآدم لالانا، كل هؤلاء خلف المهاجم ستوريدج.

نتيجة وجود هذا الكم الكبير من اللاعبين في نصف ملعب المنافس، يضغط ليفربول بشكل راديكالي دون الكرة، يحاول دائما قطع الهجمة سريعا، مع الرد بتمريرات سريعة عمودية من الخلف إلى قلب الهجوم، إنها استراتيجية "الغيغن برسينغ" التي يتقنها كلوب، ويعيدها في تدريبات فريقه قبل كل مواجهة، لذلك تفوق الضيوف على أصحاب الأرض في الشوط الأول.

مشاكل تشيلسي
تشيلسي في المقابل لم يقدم أداء جيداً، حتى بعد سيطرته على مجريات اللعب في الشوط الثاني، انعدمت الفرص الخطيرة حتى صافرة الحكم. ويحتاج كونتي إلى عمل كبير في القادم، خصوصا حول منطقة الوسط، المكان الأضعف على الإطلاق في تكتيك النادي اللندني، على الرغم من وجود لاعب ارتكاز بقيمة نغولو كانتي داخل الدائرة.

يعاني الفريق الأزرق كثيرا لأن كانتي يبدو كأنه وحيد أمام الفرق التي تضغط بقوة، بسبب انخفاض مستوى ماتيتش، اللاعب الذي يواجه انحدارا غريبا منذ فترة ليست بالقصيرة، ورغم صناعته هدف كوستا، إلا أنه لم يدخل أبدا في أجواء القمة، وترك زميله الفرنسي وحيدا أمام هجمات ليفربول.

ماتيتش ليس بمفرده، فأوسكار أيضا يعاني على مستوى صناعة الفرص، البرازيلي يميل كثيرا للطرف من أجل المساندة الدفاعية والتغطية، لكنه بعيد كل البعد عن كوستا، وبالتالي أي مراقبة قوية على هازارد في الجانب الآخر، تعني خروج الإسباني البرازيلي عن سير اللعب، نتيجة ندرة الكرات التي تصل إليه من منطقة الوسط.

القادم أهم
يصل ليفربول إلى مرمى منافسيه بسهولة، يضغط على طول الخط، لكنه يحتاج إلى ثبات أقوى في منطقة الارتكاز، خصوصا أمام خط الدفاع، وفي المساحات بين الظهير والقلب، هذه هي المناطق التي تحتاج إلى عمل مضاعف من كلوب ورفاقه، لكي يستطيع المنافسة على لقب الدوري حتى النهاية.

يعرف كونتي جيدا أن أفضل خطة لمواجهة ليفربول ترك الكرة لهم، والعودة إلى المناطق الخلفية، أملا في الحصول على الكرات في أماكن أفضل، ورغم أن الإيطالي ترك لعبة الضغط التي يشتهر بها، إلا أنه لم يصل إلى أهدافه المرجوة. الأمر لا يتعلق فقط بجودة فريق كلوب، ولكن لأن تشيلسي يحتاج إلى أدوات أخرى لنقل الكرة إلى المهاجمين.

لذلك كانت الرهانات متبادلة، فأنطونيو لجأ إلى الخطط الإضافية، بينما تعامل يورغن بنفس أسلوبه، الكرة الهجومية السريعة وعدم اللجوء إلى الخلف كثيرا، لذلك سجل فريقه هدفين في البدايات، وبسبب تحوله إلى الدفاع في الشوط الثاني، استقبل هدفا بكل سهولة، كلها مجرد رهانات على من يبدأ بالضغط، والفائز في النهاية كان المبادر بذلك.

تبقى عملية دخول سيسك خطة بديلة جيدة، لكنها غير كافية أبدا لتحقيق النقاط الكاملة، ربما في القادم سيتم تغيير اللعبة إلى ثنائي هجومي وثلاثي بالخلف، حتى يقلل هذا الرسم من الضعف الواضح في المنتصف، بينما سيواصل كلوب مغامرته حتى النهاية بهذه الأدوات، إلا في حالة تعاقده مع لاعب ارتكاز صريح، في كل الأحوال هذا الثنائي مرشح فوق العادة للمنافسة حتى النهاية.

المساهمون