في قمة الأبطال..أسباب أداء رونالدو المتواضع وضعف تهديف باريس

04 نوفمبر 2015
+ الخط -


انتهت قمة ريال مدريد وباريس بهدف واحد فقط، مع علامات استفهام تخص الفريقين، أكثر من نقاط القوة التي يجب أن تظهر في مثل هذه المباريات، خصوصاً مع ظهور النجوم الكبار بمستوى أقل، وعدم وجود أي بصمة قوية رغم حجم الأسماء في الجانبين، ويكفي أن مسجل هدف المباراة هو البديل ناتشو، في لقطة لا تتكرر كثيراً.

رونالدو
لم يسجل رونالدو أي هدف في الجولتين الأخيرتين، وظهر الدون البرتغالي بصورة ضعيفة بعض الشيء، خصوصاً على مستوى النجاعة الهجومية، مصدر قوته العظمى خلال السنة الأخيرة. لكن الأمر لا يتعلق أبداً بمستوى الرقم 7، بل يخص تكتيك الفريق الأبيض ككل، نظراً لضعف خاصية صناعة الهجمات أثناء حيازة الكرة.

لعب ريال مدريد بخطة أقرب إلى 4-3-3، كاسيميرو كارتكاز دفاعي صريح، أمامه لوكا مودريتش وكروس على طرفي الوسط، مع تمركز رونالدو كمهاجم صريح، بين الأطراف المتقدمة، إيسكو على اليسار وخيسي على اليمين، مع الاعتماد على الثلاثي "كروس، لوكا، إيسكو" في صناعة اللعب.

في المقابل، استحوذ باريس سان جيرمان على الكرة في معظم فترات اللعب، ودخل دي ماريا العمق كثيراً، ليحقق الزيادة العددية رفقة لاعبي المنتصف، مما أجبر مودريتش وكروس على الاكتفاء بالواجبات الدفاعية، وتم فصل كاسيميرو عن بقية أفراد الفريق، فوجد الريال صعوبات عديدة على مستوى بناء الهجمة.

رودريغز
يمتاز إيسكو بالقدرة على المراوغات، مع امتلاكه لمهارة فائقة في التلاعب بالكرة، لكنه غير إيجابي بالشكل الفعلي في الثلث الهجومي الأخير، ويجيد أكثر كلاعب وسط ثالث خلف الهدافين، لكنه لم يكن كذلك في مركز الجناح الصريح، لأنه يدخل كثيراً في العمق، وسط غابة الأقدام بجوار كروس، مودريتش والبقية، فافتقد الريال الدعم الطرفي المطلوب.

جيميس رودريغز هو الحل السحري في مثل هذه المواقف، لأنه بمثابة صانع اللعب غير التقليدي في الكرة الحديثة، نتيجة قدرته على صناعة اللعب من الطرف، مع تحركه المستمر بشكل عمودي في العمق، عكس إيسكو الذي يتحرك بالعرض أكثر، فيظهر وكأنه أكثر مهارة، لكن بكل تأكيد أقل تاثيرا من الكولومبي.

ونتيجة كل هذه الأسباب، يسجل رونالدو أهدافا أقل في المباريات الكبيرة، نتيجة غياب الدعم المطلوب الخاص بصناعة الفرص، الناتج عن غياب رودريغز، وثقل المهام الدفاعية الملقاة على مودريتش، مع تنافر التحركات بين كروس وإيسكو، الألماني يتحرك يسار الوسط، والإسباني يقطع دائماً في نفس المكان، وبالتالي كان الأفضل البدء بفاسكيز مع خيسي وليس على حسابه، من أجل لعب مباراة تعتمد أولاً واخيراً على المرتدات، كما حدث أمام سيلتا فيغو بالدوري.

رابيو
لعب لوران بلان في بداية المباراة بالثنائي فيراتي وتياغو موتا مع ماتويدي، الإيطالي الصغير في المركز 8 بالملعب أمام مواطنه موتا الذي تراجع بضع خطوات أمام دفاعه، في طريقة لعب باريس المعهودة، 4-3-3 الهجومية. وبعد إصابة فيراتي، اضطر المدرب الفرنسي إلى إشراك البديل رابيو في مباراة البرنابيو.

الحقيقة أن الأداء الباريسي لم يتأثر كثيراً على الصعيد الهجومي بعد خروج فيراتي، لأن رابيو مميز جداً في التمرير، بالإضافة إلى تمركزه المثالي أثناء التحولات. رابيو أفضل هجومياً من فيراتي، لكن بكل تأكيد الإيطالي أكمل وأقوى كطريقة لعب، لكن الخلاصة أن موتا وجد لاعبا آخر بجواره، يساعده في صعود الكرة بأريحية كاملة من الخلف إلى الأمام.

مشكلة الفريق الفرنسي كانت في إنهاء الهجمات، بسبب رعونة كافاني المستمرة في المباريات الكبيرة، مع عودة إبراهيموفيتش المستمرة إلى الخلف بعيداً عن المرمى. تنجح تحركات السويدي في البطولة المحلية، لكن أمام فريق بحجم ريال مدريد، احتاج سان جيرمان إلى عمق أقوى داخل منطقة الجزاء، حتى يتكامل مع مجهود دي ماريا في الثلث الأخير.

مهاجم واحد
أنهى ريال مدريد المباراة بأقل عدد ممكن من الفرص، بينما أضاع باريس هجمات عديدة، وفشل في تسجيل أي هدف في مرمى نافاس خلال 180 دقيقة، رغم أنه يلعب بثنائي هجومي صريح، إبراهيموفيتش وكافاني في الأمام. صحيح أن كافاني يميل إلى الطرف كجناح، لكنه يستمر في دوره كساعد رئيسي على مقربة من زلاتان.

المثير للاهتمام أن أداء باريس يصبح أفضل في المباريات الكبيرة، حينما يتخلى بلان عن مهاجم من الثنائي، لأن أي تشكيلة تضم لاعبا سريعا على الطرف كمورا، ولاعبا آخر مهاريا كدي ماريا، مع مهاجم واحد متقدم، تعتبر أكثر نجاعة وأقل خطورة أثناء المرتدات.

في النهاية فاز الريال بالأهم، وحقق ثلاث نقاط غالية، لكن المشوار لا يزال طويلا في مباريات الشامبيونز، لأن المراحل الإقصائية ستكون أكثر إثارة وندية، والحسم لن يظهر أبداً في الوقت الحالي.

المساهمون