15 ابريل 2017
في عيد الحبّ
بشير ذياب (تونس)
الحبّ في الأرض بعض من تخيّلنا/ لو لم نجده عليها لآخترعناه.
هكذا قال نزار قباني، آخر ثمرة في عنقود الحب، حب المودّة والصدق والحياء والأمانة. عندما تعود بي الذاكرة إلى شعر قيس ابن الملوّح أو جميل بثينة أو عنترة وعبلة، وأقرأ آخر الإحصائيات في نسب الطلاق في العالم العربي، أقول: ما هذا الانحدارالجنوني الذي أصاب الأسرة العربية؟ وما هي أسبابه المباشرة التي أدّت إليه؟ وهل النخبة العربية مدركة ما نحن فيه من انحدار قيمي وتربوي وأخلاقي؟
ويمكن أيضاً أن نتساءل عن دور النخبة هنا، كما يمكن أيضاً أن نتساءل إن كان الإنتاج الثقافي يواكب مشاغل الناس ويطرحها بالشكل الجيد واللائق، أم أنّه إنتاج استهلاكي على قارعة حياة الناس، يبحث في فضلات المجتمع عن ظواهر سلبية أوجدتها خيارات سياسية وتربوية واجتماعية واقتصادية خاطئة لمزيد من تكريسها والتطبيع معها وتقديم نجومها على أنّهم قدوة يقتدي بهم تلاميذ المدارس والمعاهد ويأخذون معهم صوراً تذكارية .
بمناسبة عيد الحب، وهذا الوضع المحزن من التفكّك الأسري، يمكن أن نسأل: ماذا تبقّى لنا من الحب كقيمة؟ وعن أي حب نتحدّث، ونحن في أعلى سلّم الترتيب العالمي في الطلاق، وفي أسفله في التعليم؟ أين برامجنا المدرسية من تعليم قيم الحب والمودّة كطاقة إيجابية تحرّك الناس في اتجاه بعضها بعيداً عن غريزتي الجنس والمصلحة؟ وماذا يعني الحب عند شبابنا المدرسي غير إشباع الغريزة؟
كنّا في برامجنا المدرسية ندرس شعر الحبّ العذري، فتتربّى في نفوسنا صورة حب قيس لليلى، فأين نحن يا أهل العقول في المجتمع العربي من قول مجنون بني عامر:
لا والذي تسجد الجباه له/ ما لي بما دون ثوبها خبر
ولا بفيها ولا هممت بـه/ ما كان إلا الحديث والنّظر
اليوم وأمام تقلّص دور الأسرة في تربية الناشئة بسبب تسارع نسق الحياة اليومية ودخول المرأة سوق الشغل، كان يفترض أن يوكل دور التربية للمؤسسة التعليمية، وللمؤسسات الثقافية والإعلامية التي يجب أن تلعب دورها التعديلي في المحافظة على كينونة المجتمع وحضارته وقيمه. لكن، يبدو أنّنا انخرطنا بوعي أو بغير وعي في استعمال منتجات الحداثة المتطورة في الجوانب الإقتصادية والتجارية والمادية عموماً، من دون أن نهيء أنفسنا من النواحي التربوية والثقافية والاجتماعية والإعلامية، ونحن اليوم نحصد ثمرة خيارات سياسيات خاطئة، طالما طبّل لها المطبّلون ورقص على أنغامها المتملّقون. والغريب أنّنا مازلنا نسمع من يتحدّث عن دولة الحداثة، فأيّ المقاييس يتم من خلالها وضع مفاهيم هذه المصطلحات عند نخبنا العربية؟
هكذا قال نزار قباني، آخر ثمرة في عنقود الحب، حب المودّة والصدق والحياء والأمانة. عندما تعود بي الذاكرة إلى شعر قيس ابن الملوّح أو جميل بثينة أو عنترة وعبلة، وأقرأ آخر الإحصائيات في نسب الطلاق في العالم العربي، أقول: ما هذا الانحدارالجنوني الذي أصاب الأسرة العربية؟ وما هي أسبابه المباشرة التي أدّت إليه؟ وهل النخبة العربية مدركة ما نحن فيه من انحدار قيمي وتربوي وأخلاقي؟
ويمكن أيضاً أن نتساءل عن دور النخبة هنا، كما يمكن أيضاً أن نتساءل إن كان الإنتاج الثقافي يواكب مشاغل الناس ويطرحها بالشكل الجيد واللائق، أم أنّه إنتاج استهلاكي على قارعة حياة الناس، يبحث في فضلات المجتمع عن ظواهر سلبية أوجدتها خيارات سياسية وتربوية واجتماعية واقتصادية خاطئة لمزيد من تكريسها والتطبيع معها وتقديم نجومها على أنّهم قدوة يقتدي بهم تلاميذ المدارس والمعاهد ويأخذون معهم صوراً تذكارية .
بمناسبة عيد الحب، وهذا الوضع المحزن من التفكّك الأسري، يمكن أن نسأل: ماذا تبقّى لنا من الحب كقيمة؟ وعن أي حب نتحدّث، ونحن في أعلى سلّم الترتيب العالمي في الطلاق، وفي أسفله في التعليم؟ أين برامجنا المدرسية من تعليم قيم الحب والمودّة كطاقة إيجابية تحرّك الناس في اتجاه بعضها بعيداً عن غريزتي الجنس والمصلحة؟ وماذا يعني الحب عند شبابنا المدرسي غير إشباع الغريزة؟
كنّا في برامجنا المدرسية ندرس شعر الحبّ العذري، فتتربّى في نفوسنا صورة حب قيس لليلى، فأين نحن يا أهل العقول في المجتمع العربي من قول مجنون بني عامر:
لا والذي تسجد الجباه له/ ما لي بما دون ثوبها خبر
ولا بفيها ولا هممت بـه/ ما كان إلا الحديث والنّظر
اليوم وأمام تقلّص دور الأسرة في تربية الناشئة بسبب تسارع نسق الحياة اليومية ودخول المرأة سوق الشغل، كان يفترض أن يوكل دور التربية للمؤسسة التعليمية، وللمؤسسات الثقافية والإعلامية التي يجب أن تلعب دورها التعديلي في المحافظة على كينونة المجتمع وحضارته وقيمه. لكن، يبدو أنّنا انخرطنا بوعي أو بغير وعي في استعمال منتجات الحداثة المتطورة في الجوانب الإقتصادية والتجارية والمادية عموماً، من دون أن نهيء أنفسنا من النواحي التربوية والثقافية والاجتماعية والإعلامية، ونحن اليوم نحصد ثمرة خيارات سياسيات خاطئة، طالما طبّل لها المطبّلون ورقص على أنغامها المتملّقون. والغريب أنّنا مازلنا نسمع من يتحدّث عن دولة الحداثة، فأيّ المقاييس يتم من خلالها وضع مفاهيم هذه المصطلحات عند نخبنا العربية؟
مقالات أخرى
26 مارس 2017
16 مارس 2017
10 مارس 2017