وتتشارك الأمهات في مجمل القضايا التي تمس حياتهن. يعشن الأمومة بصعوباتها وسهولتها، ويسعين بحسب قدراتهن وإمكاناتهن إلى تحسين حياة أطفالهن وأسرهن، يطالبن بالدعم والمساعدة جهارا حينا، ويصبرن وينتظرن ذلك أحيانا.
ويضفي استعراض حال الأمهات في بلداننا العربية اليوم صورة قاتمة على المشهد. فالنزوح والتهجير والخوف ينال من ملايين الأسر في أكثر من بلد عربي، وهو واقع قسري ظالم بكل المقاييس يحرم الأمهات والجميع من أبسط الحقوق الإنسانية.
ويحرم الأسر والاعتقال أمهات كثيرات من عيش أمومتهن. في حين تعرقل مشاكل الزواج والطلاق والحضانة والجنسية للأبناء حياة أخريات، وتحول العادات والتقاليد في أكثر الدول العربية من تحقيق طموحات الأمهات في حماية أنفسهن من العنف والزواج المبكر وحقهن في العمل والحرية في الاختيار والتعبير.
الأم تصبح أماً أفضل كلما تحسنت ظروف حياتها، وهذه ليست مسؤولية فردية وأسرية بل مسؤولية مجتمعات وحكومات عليها أن تعتني بالإنسان عموماً وبالأمهات على وجه الخصوص كي تنشئ أجيالاً قادرة على بناء الأوطان.