"للأسف هناك من لا يفهم ماذا يعني أن تكون لبنانيتنا فوق كل شيء وماذا يعني أن نشعر برابطة الدم وماذا تعني عبارة الأرض بتجمع وماذا يعني أن الانتماء اللبناني هو انتماء لحضارة وتاريخ". هذه تغريدة من التغريدات الأخيرة لوزير الخارجية اللبناني جبران باسيل. في الغالب هو الذي لم يفهم ماذا يعني أن تكون لبنانيته فوق كل شيء.
ضاع الوزير وضيّعنا إذاً حول مسائل الهوية والانتماء والمواطنة والوطنية. في تغريداته، يختبئ الوزير وراء "الوطنية اللبنانية" في تكريسه للهوية، دون أن يعترف بأن الطائفية والدين هما في الغالب ما يقصده من هذه الهوية. ربما غفل عنه أن الواقع والتاريخ في لبنان يشير إلى أن الهوية الوطنية مجزأة ومقسّمة بسبب نظام طائفي وسياسي واقتصادي قائم على أيديولوجيات مذهبية ودينية. ولعله حين أشار إلى أن "الأرض بتجمع" فعلى الأرجح هو ليس واعياً لما يدور في لبنان من حروب طائفية باردة وأحياناً حامية في بعض المناطق، حيث لم نشهد أي تكريس فعلي، منذ انتهاء الحرب الأهلية، لعبارة "الأرض بتجمع".
لا يمكن عزل تغريدات الوزير عن السياق التمييزي العنصري والجندري. في خطاب الوزير، والذي هو في الغالب يعبّر عن مزاج فئة سياسية وطائفية كاملة، أبعاد ذكورية وعنصرية وأخرى تحمل مركب عقدة النقص - التفوق التي تبدت في أكثر من مكان.
كيف يشعر الوزير برابطة الدم، وهو يقتصرها على الدم الرجولي لجهة الأب فقط؟ وكيف يصرّ الوزير على الهوية اللبنانية كأساس، ويوكل للمحاكم الشرعية والروحية البت بالمسائل الخاصة بالزواج والحضانة والإرث؟ ولماذا يتم تكريس الحقوق السياسية بناءً على الانتماء الطائفي والمذهبي والحزبي؟
اقــرأ أيضاً
وفي عنصرية خطابه، نرى أن كل مسائل الهوية والوطنية والمواطنة انطلقت في كليتها من "الآخر" المختلف، وكأنما ليس هناك من معيار أو عامل محلي "وطني" لتكريس الهوية اللبنانية على أساسها سوى بتعريفها بضدها، أي ما هو غير لبناني، وفي حالة الوزير، تكون "الفوبيا" الأكبر لديه قائمة على تقاطع الجنسية مع الدين، لتصبح الجنسية السورية والفلسطينية والذين/ اللواتي في الغالب ممن يحملونها مسلمين/ات هو بنظره ما هو الـ"ليس لبنانياً" بالهوية والمواطنة والانتماء الذي يخشى منه.
في ظل تخبط الوزير وحالة النكران التي يعيش فيها، لا بد أنه يعيش حالة من الفانتازم في "التفوق" في الهوية، وليكمل هذا الفانتازم "البطولي" هو بحاجة إلى اختراع "الأشرار". هؤلاء الأشرار هم بالنسبة لباسيل "الآخرين والأخريات" الذي جاؤوا في هويات تتقاطع بين الجندر والجنسية والدين والجغرافيا (النساء والرجال السوريون/ات والفلسطينيون/ات)، والذين لولاهن ولولاهم لما كان لباسيل أي عذر للبقاء حيث هو.
(ناشطة نسوية)
ضاع الوزير وضيّعنا إذاً حول مسائل الهوية والانتماء والمواطنة والوطنية. في تغريداته، يختبئ الوزير وراء "الوطنية اللبنانية" في تكريسه للهوية، دون أن يعترف بأن الطائفية والدين هما في الغالب ما يقصده من هذه الهوية. ربما غفل عنه أن الواقع والتاريخ في لبنان يشير إلى أن الهوية الوطنية مجزأة ومقسّمة بسبب نظام طائفي وسياسي واقتصادي قائم على أيديولوجيات مذهبية ودينية. ولعله حين أشار إلى أن "الأرض بتجمع" فعلى الأرجح هو ليس واعياً لما يدور في لبنان من حروب طائفية باردة وأحياناً حامية في بعض المناطق، حيث لم نشهد أي تكريس فعلي، منذ انتهاء الحرب الأهلية، لعبارة "الأرض بتجمع".
لا يمكن عزل تغريدات الوزير عن السياق التمييزي العنصري والجندري. في خطاب الوزير، والذي هو في الغالب يعبّر عن مزاج فئة سياسية وطائفية كاملة، أبعاد ذكورية وعنصرية وأخرى تحمل مركب عقدة النقص - التفوق التي تبدت في أكثر من مكان.
كيف يشعر الوزير برابطة الدم، وهو يقتصرها على الدم الرجولي لجهة الأب فقط؟ وكيف يصرّ الوزير على الهوية اللبنانية كأساس، ويوكل للمحاكم الشرعية والروحية البت بالمسائل الخاصة بالزواج والحضانة والإرث؟ ولماذا يتم تكريس الحقوق السياسية بناءً على الانتماء الطائفي والمذهبي والحزبي؟
وفي عنصرية خطابه، نرى أن كل مسائل الهوية والوطنية والمواطنة انطلقت في كليتها من "الآخر" المختلف، وكأنما ليس هناك من معيار أو عامل محلي "وطني" لتكريس الهوية اللبنانية على أساسها سوى بتعريفها بضدها، أي ما هو غير لبناني، وفي حالة الوزير، تكون "الفوبيا" الأكبر لديه قائمة على تقاطع الجنسية مع الدين، لتصبح الجنسية السورية والفلسطينية والذين/ اللواتي في الغالب ممن يحملونها مسلمين/ات هو بنظره ما هو الـ"ليس لبنانياً" بالهوية والمواطنة والانتماء الذي يخشى منه.
في ظل تخبط الوزير وحالة النكران التي يعيش فيها، لا بد أنه يعيش حالة من الفانتازم في "التفوق" في الهوية، وليكمل هذا الفانتازم "البطولي" هو بحاجة إلى اختراع "الأشرار". هؤلاء الأشرار هم بالنسبة لباسيل "الآخرين والأخريات" الذي جاؤوا في هويات تتقاطع بين الجندر والجنسية والدين والجغرافيا (النساء والرجال السوريون/ات والفلسطينيون/ات)، والذين لولاهن ولولاهم لما كان لباسيل أي عذر للبقاء حيث هو.
(ناشطة نسوية)