تتّجه عاصفتان مداريتان، نحو ساحل خليج المكسيك في الولايات المتحدة، ويتوقّع خبراء الأرصاد تحوّلهما إلى إعصارين، الاثنين.
وذكرت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية أنّ العاصفتين ستضربان المنطقة في الوقت ذاته، وذلك في حدث مناخي نادر قد يسبّب تعطيلاً هائلاً.
وقال فيل كلوتزباخ، عالم الغلاف الجوي في جامعة ولاية كولورادو الأميركية، إنّ ساحل خليج المكسيك لم يشهد من قبل إعصارين في آن واحد، وهو مشابه لحدث وقع عام 1933، عندما اجتاح إعصار كبير جنوب ولاية تكساس الأميركية، وتحوّل إعصار آخر إلى عاصفة بعد عبوره فلوريدا.
وأضاف كلوتزباخ أنّ العاصفة المدارية "لورا"، والمنخفض المداري "فورتيين" الذي يتشكّل قرب هندوراس، قد يصلان إلى خليج المكسيك بعد تحوّلهما إلى إعصارين، الاثنين، في منطقة تمتد بين ولايتي تكساس وفلوريدا.
وقال خبراء أرصاد إنّ من الصعب توقع تأثير وجود الإعصارين معاً في خليج المكسيك، لكن يمكن أن تحدث ظاهرة مناخية تسمى "تأثير فوجيهارا"، إذا تقاربا في مسافة نحو 1500 كيلومتر، وهو ما يؤدي إلى أن يدور الإعصاران معاً حول نقطة مركزية مشتركة.
"لورا" في هايتي
من جهة أخرى، دعت سلطات هايتي سكّان البلاد إلى أخذ الحيطة والحذر تحسباً للعاصفة الاستوائية "لورا" التي يتوقّع أن تؤدي إلى تساقط أمطار غزيرة في مناطق شاسعة من البلاد بين مساء السبت وصباح الأحد.
وظهر السبت، أعلن مدير الحماية المدنية في هايتي، جيري تشاندلر، أنّ الأمطار بدأت تهطل في مناطق عدّة مصحوبة ببعض الرياح، محذراً من أن الظروف المناخية ستزداد سوءاً في ساعات الليل. ودعا تشاندلر "المقيمين في مناطق خطرة يمكن أن تشهد انزلاقات أرضية وفيضانات إلى البقاء على استعداد للإخلاء إذا طلبت منهم السلطات ذلك". وتابع: "إذا طلب منكم المغادرة، رجاءً لا تعاندوا وغادروا: هناك ملاجئ في كل المناطق تلبي احتياجاتكم بالحد الأدنى".
وهايتي، منذ الجمعة، في حالة تأهب بسبب سوء الأحوال الجوية جرّاء العاصفة الاستوائية "لورا" التي اشتدت رياحها لدى عبورها جنوب بورتوريكو صباح السبت. وعلّقت السلطات الهايتية الرحلات البحرية بين الموانئ على طول سواحل البلاد حتى إشعار آخر.
وتسعى سلطات البلاد التي تشهد تفشياً ضعيفاً نسبياً لوباء كوفيد-19، مع 8050 إصابة مؤكدة و196 وفاة، إلى الحؤول دون تسارع تفشي الفيروس على خلفية الكوارث الطبيعية، ولا سيما العاصفة "لورا".
ودعا وزير الداخلية، أودان فيس برناديل، في مؤتمر صحافي، المواطنين إلى "وضع الكمامات والتقيّد بالتباعد، وخصوصاً في الملاجئ الموقتة"، وأضاف أنّ "كوفيد-19 قلّص كثيراً قدرتنا على الاستقبال".
وتواجه هايتي سنوياً بين شهري يونيو/ حزيران ونوفمبر/ تشرين الثاني، مخاطر أعاصير وأمطار غزيرة تهدّد حياة المواطنين الأكثر حرماناً، الذين يعيشون في مناطق خطرة قرب قنوات مائية وسَواقٍ تسدّ النفاياتُ مجاريها.
وحذّر المركز الأميركي للوقاية من الأعاصير من خطر اشتداد العاصفة "لورا" لدى اقترابها من سواحل فلوريدا، مطلع الأسبوع المقبل، بعد مرورها بكوبا وجزر باهاماس. وحذّر المركز أيضاً من خطر تعرّض المنطقة لعاصفة ثانية تحمل اسم ماركو. وفي حال حصول هذا الأمر، ستكون هذه المرة الأولى على الإطلاق التي تضرب فيها عاصفتان متزامنتان خليج المكسيك، إلّا أنّ المركز نبّه إلى أنّ التوقّعات طويلة الأمد غالباً ما تفتقر إلى الدقة.
(الأناضول، فرانس برس)