في مثل هذا اليوم تأسس ريال مدريد الإسباني وأصبح ذلك الفريق الكبير القادر على جذب أفضل نجوم العالم ويحصد الألقاب في كل مكان، خصوصاً على الصعيد الأوروبي بعد 115 سنة، لكنه عجز عن التعاقد مع أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو مارادونا الذي كان قريباً منه يوماً ما.
لعب مارادونا مع أندية برشلونة وأشبيلية في إسبانيا، كما ومثل نابولي الإيطالي خلال مسيرته الاحترافية في أوروبا بين 1980 و1990. لكن جماهير كرة القدم في العالم كانت قاب قوسين أو أكثر من رؤية أحد أعظم نجوم كرة القدم في العالم بقميص النادي "الملكي".
المحاولة الأولى
في صيف عام 1982، استلم الأسطورة ألفريدو دي ستيفانو تدريب ريال مدريد، وكانت إدارة الفريق آنذاك تأمل في أن ينجح دي ستيفانو بإقناع مارادونا لكي يلعب مع النادي "الملكي" وليس برشلونة كما كانت تُروج وسائل الإعلام، وفي هذا اليوم قال دي ستيفانو بعد تعيينه أمام الصحافيين: "سنرى ما يمكننا فعله".
وفي ذلك الوقت عقد فريق برشلونة الإسباني اتفاقا مبدئيا مع مارادونا والذي انتهى بتوقيع عقد رسمي في العاصمة مدريد بين الطرفين. وبحسب صحيفة "أس" آنذاك، فإن مارادونا حضر إلى العاصمة الإسبانية رفقة وكيل أعماله، خورخي كريستيربيلير، ومكث ليلة واحدة في منزل قريب من ملعب "سانتياغو برنابيو".
لكن وقبل ارتداء دييغو مارادونا قميص النادي "الكتالوني"، كان هناك الكثير من مراحل الشك بسبب دخول ريال مدريد على الخط مباشرةً وعرض مبالغ مالية ضخمة، والمثير أن وكيل أعمال مارادونا كان يتفاوض مع الفريقين.
الخيار الأول لوكيل الأعمال كان برشلونة، لأنه تحدث مع إدارة الفريق أولاً، والخيار السري كان مع فريق ريال مدريد، لأنه لم يعلنها أمام وسائل الإعلام وكان يجري المفاوضات بشكل سري. خصوصاً أن المنزل الذي مكث فيها مارادونا في العاصمة الإسبانية كان بعيداً عن ملعب ريال مدريد 500 متر فقط.
في النهاية فشل ريال مدريد في التوقيع مع أحد أفضل لاعبي كرة القدم في العالم، لينهي وكيل أعماله إجراءات الصفقة مع النادي "الكتالوني"، الذي في نهاية الأمر دفع المبلغ الأكبر وحصل على الأسطورة الأرجنتينية ولعب معه لموسمين.
فترة برشلونة
قضى مارادونا حوالي موسمين مع فريق برشلونة، ورغم أن مسيرته الذهبية كانت مع نابولي الإيطالي، إلا أن مسيرة مارادونا شهدت الكثير من اللحظات المُميزة في "كامب نو". وأبرزها ذلك الهدف الرائع الذي سجله في مرمى ريال مدريد على أرض ملعب "سانتياغو برنابيو"، عندما راوغ حارس المرمى أغوستين ثم راوغ مدافعاً آخر كان ينتظره داخل منطقة الجزاء وسجل الكرة.
حقق مارادونا مع برشلونة ثلاثة ألقاب في عام 1983، لكن في الموسم الذي تلاه تعرض الأرجنتيني لإصابة قوية أبعدته لأشهر إثر تدخل عنيف من لاعب أتلتيك بلباو أندوني غوكويتكسا، الحادثة التي عرفت بعد ذلك بـ "سفاح بلباو"، لتنتهي مسيرة مارادونا بطريقة سيئة في نهائي كأس ملك إسبانيا عام 1984.
شهدت المباراة التي جمعت برشلونة وأتلتيك بلباو في نهائي كأس ملك إسبانيا، ضرب مارادونا للاعب بلباو ميغيل سولا على الرأس، ثم هاجم لاعبين آخرين، واحد ضربه بالكوع، والآخر بركبته، ليأتي موعد رحيل مارادونا عن النادي "الكتالوني"، لأن رئيس النادي لم يتقبل هذه المشاهد من العنف وقرر الاستغناء عن النجم الأرجنتيني.
المحاولة الثانية لريال مدريد
ترك مارادونا برشلونة الإسباني وانتقل إلى نابولي الإيطالي، الذي كان في تلك الفترة يقدم كرة قدم جميلة وراقية على أرض الملعب، وفاز مارادونا بقلوب جماهير فريق "الجنوب" كما يُسمى في إيطاليا. وحقق الفريق مع مارادونا آنذاك لقب الدوري الإيطالي في مرتين ولقب كأس أوروبا، وفي نفس العام تُوج بلقب كأس العالم مع المنتخب الأرجنتيني. ورغم كل النجاح الذي حققه مارادونا في نابولي، حاول ريال مدريد خطف النجم الأرجنتيني في عام 1986، واعترف مارادونا نفسه آنذاك بأنه قد يوقع مع النادي "الملكي".
وتحدثت الصحف العالمية الرياضية حينها عن هذا الأمر، فقد كتبت: "مارادونا أصبح للبيع اليوم، نابولي مهتم ببيع النجم الأرجنتيني في أسرع وقت ممكن قبل انتهاء عقده مع الفريق"، لأنه في حال حصل ذلك سيأتي رئيس ريال مدريد آنذاك رامون ميندوزا ويخطف مارادونا بسهولة.
في عام 1986 دعا رئيسي ريال مدريد، مارادونا، لكي يحضر مباراة للفريق، وقال النجم الأرجنتيني عن الرئيس آنذاك: "الرئيس شخص رائع، يعرف ماذا يريد ويقوم بكل شيء بشكل صحيح". وفتح تصريح لمارادونا العيون أكثر على إمكانية انتقال مارادونا إلى النادي "الملكي" عندما قال: "أريد أن أنهي مسيرتي الكروية في بلد أوروبي كبير، ومن الممكن أن يكون ريال مدريد".
تابع مارادونا مسيرته مع نابولي وكان عقده سينتهي في عام 1989، وكان مارادونا يأمل بتجديد عقده مع الفريق حتى عام 1993، إلا أن رئيس النادي قدم عرضاً لسنة واحدة فقط، وهو القرار الذي أغضب مارادونا قبل مونديال 1990.
حاول مارادونا استغلال مونديال 1990، ومحاولة إثارة اعجاب رئيس نابولي في مباراة أقيمت على ملعب "سان باولو" في نابولي. وفي النهاية بقي مارادونا لعام واحد، لكنه غادر بطريقة سيئة بعد أن حُرم من اللعب لمدة 15 شهراً بسبب المخدرات.
حاول ريال مديد التعاقد معه في عام 1992 بعد أن أصبح لاعباً حراً، لكن مع قضية المخدرات وانخفاض مستواه الفني بعد عودته إلى الملاعب، غيّر النادي "الملكي" رأيه ولم يتعاقد معه، ليلعب أخيراً مع فريق إشبيلية الإسباني تحت قيادة المدرب كارلوس بيلاردو.
(العربي الجديد)