وشهدت العقود الثلاثة الأخيرة من حياة أسامة أنور عكاشة تألقاً كبيراً للدراما الاجتماعية المصرية، ساهم عكاشة فيها بشكل واضح إلى جانب زملائه من كتاب الدراما التلفزيونية مثل: محمد صفاء عامر ومحمد جلال عبد القوي، إلى جانب طبقة من كبار المخرجين مثل: إسماعيل عبد الحافظ ومجدي أبو عميرة، ومحمد فاضل، ويحيى العلمي. وكانت أعمال عكاشة طوال تلك العقود الأكثر متابعة في كافة أقطار الوطن العربي.
ولد أسامة أنور عكاشة سنة 1941 في مدينة طنطا، وتخرج من كلية الآداب في جامعة عين شمس سنة 1962، قسم الدراسات النفسية والاجتماعية، ومنذ تخرجه ولمدة عقدين ظل مرتبطاً بأعمال حكومية قريبة من تخصصه الدراسي، فتنقل موظفاً بين القاهرة وأسيوط وكفر الشيخ. ثم قدم استقالته سنة 1982 ليتفرغ للكتابة والتأليف.
من خلال كتاباته الصحافية، عرف عن عكاشة أنه ناصري التوجه، لكنه انقلب على هذه الأفكار، وطالب بحل جامعة الدول العربية، وإنشاء منظومة كومنولث للدول الناطقة بالعربية مبني على أساس التعاون الاقتصادي، وأثار لغطاً كبيراً في سنواته الأخيرة، بأحاديثه في التاريخ الإسلامي وانتقاده للصحابي عمرو بن العاص.
شهدت سنة 1967 صدور أول كتاب له، وهو مجموعة قصصية بعنوان "خارج الدنيا"، كما أصدر مجموعة قصصية أخرى في 1985 بعنوان "مقاطع من أغنية قديمة"، وله أيضاً أربع روايات هي "أحلام في برج بابل" 1973، "منخفض الهند الموسمي" 2000، "وهج الصيف" 2001، "سوناتا لتشرين" 2010.
أما أعماله الدرامية فبلغت أكثر من ثلاثين عملاً، العديد منها حظي بنجاح واسع.
واستجابة لهذا النجاح قدَّم عكاشة أجزاءً متعددة للعمل الواحد، وهو أمر لم يكن معهوداً في الدراما المصرية، فكتب "الشهد والدموع" (جزءان)، "ليالي الحلمية" (خمسة أجزاء)، "أرابيسك"، "زيزينيا" (جزءان)، "المصراوية" (جزءان). ومسلسل "رحلة أبو العلا البشري" الذي أتبعه بمسلسل "أبو العلا البشري 90".
ومن أعماله الدرامية أيضاً: "على أبواب المدينة"، و"المشربية"، و"الحب وأشياء أخرى"، و"وأدرك شهريار الصباح"، و"أنا وأنت وبابا في المشمش"، و"الراية البيضا"، و"وقال البحر"، و"ريش على مفيش"، و"لما التعلب فات"، و"عصفور النار"، و"وما زال النيل يجري"، و"ضمير أبلة حكمت"، و"امرأة من زمن الحب"، و"أميرة في عابدين"، و"كناريا وشركاه"، و"عفاريت السيالة"، و"أحلام في البوابة"، و"القاهرة 2000"، و"النوة"، و"عابر سبيل"، و"حب بلا ضفاف"، و"زهرة البنفسج"، و"الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين"، و"سلمى"، و"طيور الصيف"، و"الفارس الأخير"، و"الفجر الأخير"، و"أسوار الحب"، و"الحصار"، و"الإنسان والحقيقة"، و"الأبرياء".
وكتب للسينما مجموعة من الأفلام، منها: "كتيبة الإعدام"، و"تحت الصفر"، و"الهجامة"، و"دماء على الإسفلت"، و"الطعم والسنارة"، و"الإسكندراني"، إلى جانب مجموعة أخرى من المسرحيات والسهرات التلفزيونية والمسلسلات الإذاعية. وقد رحل أسامة أنور عكاشة عن عمر 68 سنة يوم 28 مايو/أيار عام 2009.