في أميركا ترامب... هل تظل إسرائيل أولوية الجمهوريين والديمقراطيين؟

26 ابريل 2017
الاحتلال يريد أكثر من دعم ترامب (تشيب صمودفيلا/ Getty)
+ الخط -
هدّد القنصل الإسرائيلي العام في نيويورك، داني دايان، من أن العلاقة المميزة بين حكومة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد تنطوي بعكس المتوقع، على تراجع موقع إسرائيل في أولويات الأميركيين. وهو ما يتصل مع مخاوف إسرائيليين، من أن العلاقة مع اليمين الشعبوي في أوروبا وأميركا، تساهم في تراجع الدعم الدولي لإسرائيل.


وقال دايان، لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن الانقسام الذي نشأ فى المجتمع الأميركي بعد الانتخابات الرئاسية في عام 2016 يجعل من الصعب أكثر من أي وقت مضى إبقاء إسرائيل قضية على أولوية أجندة الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وأضاف دايان، أن أمام ذلك تحديات أكثر من أي وقت مضى، "لأن كل شيء صار حزبياً في هذا البلد: الإجهاض، السلاح، عقوبة الإعدام، وفي الآونة الأخيرة حتى الطقس (الاحبتاس الحراري) صار قضية حزبية في أميركا".

ومع أنه يعتقد أنه يجب مواجهة هذه المشكلة، "ليس لأسباب سياسية استراتيجية فحسب"، فإن "إبقاء إسرائيل، في هذا المشهد، على أنها القضية الوحيدة غير الحزبية في السياسة الأميركية يشكل تحدياً هائلاً".

وأوضح القنصل العام: "إذا اعتقدنا أن تحالفنا ليس فقط مع الحكومة الأميركية، ولكن أيضاً مع الشعب الأميركي، فإن علينا أن نقيم هذا التحالف مع جميع أطراف الشعب الأميركي المهتمة". ثم أضاف: "لا يمكنك إهمال نصف السكان الذين لم يصوتوا للرئيس، دونالد ترامب، وتتوقع أن يبقى التحالف سليماً (...) هذا أمر صعب، لأن هناك أعباء ولأن المجتمع الأميركي مستقطب سياسياً".

وعلى عكس المتوقع، فإن العلاقة الوطيدة بين إدارة ترامب وإدارة الاحتلال الإسرائيلي، قد تنقلب على الموقع الإسرائيلي التقليدي المميز في أولويات السياسات الأميركية، وفي المجتمع الأميركي إجمالاً، وعند اليهود الأميركيين بشكل خاص، إضافة إلى أنها تحول العلاقة مع أميركا إلى علاقة مع الحزب الجمهوري فقط.

ويوضح القنصل الإسرائيلي هذا التناقض، أن "تصور بعض الأميركيين الليبراليين (ومن بينهم اليهود) بأن إسرائيل ودودة للغاية مع إدارة ترامب، التي يكرهونها، يضيف عبئاً على روابطهم معها".

ومع أن دايان أكد ضرورة توطيد العلاقة مع أي إدارة أميركية "تسعى بدورها لتوطيد العلاقة معنا"، إلا أنه لم يخف تخوفاته من كون العلاقة الأميركية الإسرائيلية صارت خاضعة لمنطق الاستقطاب السياسي، والصراع بين الحزبين الأميركيين. وهو ما يجعل الود مع ترامب يزيح العلاقة التاريخية من أولويات الحزبين معاً، ويشكل تهديداً بقدر ما يشكل نفعاً.