17 مارس 2022
فيلم Wonder... لا للتنمر
بعد فيلمه الأول سنة 2012، عاد المؤلف والمخرج ستيفن شبوسكي إلى صيغته المفضلة وهي أفلام (Coming of Age) أو أفلام الوصول إلى سن الرشد، أفلام تركز على الأطفال/ المراهقين، وتصوير حياتهم وهم يحاولون التوغل داخل المجتمع رغم أفكارهم وأيديولوجياتهم المختلفة عن الكبار..
هنا ينجح شبوسكي في إظهار ووصف المعاناة الداخلية والخارجية التي يعاني منها المراهقون من أجل فهم عالم آبائهم وأمهاتهم، وإدراك أن الكبار يريدون فقط الخير لأبنائهم، لكن لمعرفة ذلك، يجب عليهم أن يعيشوا تجارب مختلفة تؤكد لهم بالملموس أنهم يوما ما سيصبحون جزءا لا يتجزأ من المجتمع، وهنا تحاول هذه الأفلام تصوير الطريق الذي يأخذه الصغار للوصول إلى عالم الكبار.
فيلم Wonder ليس غريبا عن هذه النوعية من الأفلام، فهو يحكي قصة (أوغست بولمان) ذي العشر سنوات الذي يعاني من متلازمة (تريتشر كولينز)، وهي حالة وراثية نادرة تسبب اضطرابا في نمو عضلات وعظام الوجه. قام أوغوست بـ27 عملية جراحية ليصبح ما هو عليه الآن.
طيلة حياته، كان يُدَرس في المنزل من طرف والديه، لكن عند وصوله للصف الخامس، قرر والداه أن يسجلاه في مدرسة خاصة. بعدها توجه أوغوست مع والدته إلى مكتب المدير (السيد توشمان)، الذي رتب لأوغست جولة في المدرسة مع ثلاثة من زملائه لتبدأ هنا مغامرته محاولا تكوين صداقات وأيضا المثابرة لإيجاد ذاته في هذا العالم المختلف عنه.
من جماليات سيناريو هذا الفيلم إعطاء الحق لكل شخصية في أن تحكي قصتها بكل حرية، من خلال إضافة أفكارها الداخلية على شكل تعليق Voice over، هذه التقنية تساعد المشاهد/المتفرج، على الالتحام مع الشخصيات، باعتبار أن الجمهور سيفكر ويحس مثلهم، الأمر الذي يشبه نوعا ما ألعاب الفيديو (Video Games)، و فيها يصبح الـ(Gamer) مطابقا للشخصية التي يلعب بها في اللعبة (كان هناك بعض المشاهد في الفيلم تحتوي على ألعاب الفيديو وتم ربطها بالشخصيات بطريقة ذكية)، ويتم ذلك، (حكي كل شخصية لقصتها) في هذا الفيلم العائلي عبر سرد القصة العامة من خلال مجموعة من القصص الثانوية (Subplots) للشخصيات الرئيسية وأيضا لبعض الشخصيات الثانوية التي تساهم في البناء الدرامي.
قدم الممثل الصغير (جاكوب ترابلاي) أداء استثنائيا في هذا الفيلم، جعلنا نحس بشخصية (أوغست) وما يشعر به من آلام داخلية، فبعد شخصيته جاك في فيلم (غرفة) سنة 2015، أصبح الممثل الكندي يكشف عن أداءات تمثيلية مذهلة بدءا بغرفة ثم أعجوبة (2017) انتقالا إلى دوره القصير والمميز في فيلم Doctor sleep العام الفائت.
هنا ينجح شبوسكي في إظهار ووصف المعاناة الداخلية والخارجية التي يعاني منها المراهقون من أجل فهم عالم آبائهم وأمهاتهم، وإدراك أن الكبار يريدون فقط الخير لأبنائهم، لكن لمعرفة ذلك، يجب عليهم أن يعيشوا تجارب مختلفة تؤكد لهم بالملموس أنهم يوما ما سيصبحون جزءا لا يتجزأ من المجتمع، وهنا تحاول هذه الأفلام تصوير الطريق الذي يأخذه الصغار للوصول إلى عالم الكبار.
فيلم Wonder ليس غريبا عن هذه النوعية من الأفلام، فهو يحكي قصة (أوغست بولمان) ذي العشر سنوات الذي يعاني من متلازمة (تريتشر كولينز)، وهي حالة وراثية نادرة تسبب اضطرابا في نمو عضلات وعظام الوجه. قام أوغوست بـ27 عملية جراحية ليصبح ما هو عليه الآن.
طيلة حياته، كان يُدَرس في المنزل من طرف والديه، لكن عند وصوله للصف الخامس، قرر والداه أن يسجلاه في مدرسة خاصة. بعدها توجه أوغوست مع والدته إلى مكتب المدير (السيد توشمان)، الذي رتب لأوغست جولة في المدرسة مع ثلاثة من زملائه لتبدأ هنا مغامرته محاولا تكوين صداقات وأيضا المثابرة لإيجاد ذاته في هذا العالم المختلف عنه.
من جماليات سيناريو هذا الفيلم إعطاء الحق لكل شخصية في أن تحكي قصتها بكل حرية، من خلال إضافة أفكارها الداخلية على شكل تعليق Voice over، هذه التقنية تساعد المشاهد/المتفرج، على الالتحام مع الشخصيات، باعتبار أن الجمهور سيفكر ويحس مثلهم، الأمر الذي يشبه نوعا ما ألعاب الفيديو (Video Games)، و فيها يصبح الـ(Gamer) مطابقا للشخصية التي يلعب بها في اللعبة (كان هناك بعض المشاهد في الفيلم تحتوي على ألعاب الفيديو وتم ربطها بالشخصيات بطريقة ذكية)، ويتم ذلك، (حكي كل شخصية لقصتها) في هذا الفيلم العائلي عبر سرد القصة العامة من خلال مجموعة من القصص الثانوية (Subplots) للشخصيات الرئيسية وأيضا لبعض الشخصيات الثانوية التي تساهم في البناء الدرامي.
قدم الممثل الصغير (جاكوب ترابلاي) أداء استثنائيا في هذا الفيلم، جعلنا نحس بشخصية (أوغست) وما يشعر به من آلام داخلية، فبعد شخصيته جاك في فيلم (غرفة) سنة 2015، أصبح الممثل الكندي يكشف عن أداءات تمثيلية مذهلة بدءا بغرفة ثم أعجوبة (2017) انتقالا إلى دوره القصير والمميز في فيلم Doctor sleep العام الفائت.
يحاول الفيلم أن يعالج مجموعة من المواضيع و الثيمات لعل أبرزها: القسوة التي يتملكها بعض الأطفال تجاه بعض آخر منهم (وهنا تجاه أوغست) وأيضا معالجة موضوع التنمر وما يسببه للضحية من خوف ورعب طيلة الوقت ويجعله غير آمن بشكل كبير.
في خضم ذلك، يدخل (أوغست) لهذا العالم الجديد (لم يسبق أن تتلمذ في مدرسة من قبل)، لذا يحاول أن يشق طريقه في هذه الحياة المختلفة عنه، وفي هذا الصدد نذكر حادثة التنمر قبل حوالي 4 أسابيع، التي هزت الرأي العام العالمي، عندما نشرت إحدى الأمهات فيديو قصيرا على موقع فيسبوك لابنها الأسترالي (كادين باييلز) الذي يعاني من داء التقزم، ويظهر فيه الطفل المسكين وهو يبكي بسبب أنه تم التنمر عليه في المدرسة، وهنا تعلق الأم أثناء الفيديو وترد: "هذا ما يفعله التنمر، هل يمكنكم أن تُثَقفوا أبناءكم وعائلاتكم وأصدقاءكم؟"..
من خلال هذه الأفلام يمكننا حقا أن نستخلص بعض القيم الإنسانية التي يجب علينا التحلي بها كبشر.. قيم مثل التسامح والإخاء وحب الآخر.