فيلم تيتانيك.. النسخة السورية

08 مارس 2015
+ الخط -
على الرغم من مشاهدتها فيلم (التيتانيك) مرات عديدة، مازالت تصّر ابنة صديق لي على حضوره مجدداً، المرة تلو الأخرى، على أمل أن تتغير النهاية المفجعة للفيلم. وما لم تتوقعه أبداً وبعد مشاهداتها المتعددة للفيلم، أن تتحول إلى ممثلة حقيقية فيه، فقد عاشت أحداث الفيلم نفسه بنسخته السورية، أربع سنوات مضت، كما عاشها كثيرون من الشباب السوريين على ظهر سفينةٍ، تتأرجح على وشك الغرق، بعد أن وجهت سفينتهم لتصطدم بجبل جليدي من عصور الجاهلية، لتدمير أي حلم لهم بالتغيير.
وأخيراً هاهم من كانوا يأملون بنهاية مفرحة لفيلم كتبت نهايته، لا يجدون سوى الهجرة واللجوء والسفر حلاً طلباً للسلامة والعلم والحياة الكريمة.
من بلد سقطت فيه جدران الخوف، وبقيت نوافذ الأمل معلقة على حلم، يرحل أبناء البلد ومستقبله، ليطاردوا أحلامهم، ولربما يعيشونها ويحولونها حقيقة في غير بلدهم. ومن بلد أُزيلت فيه كل الطرق، خوفاً من خارطة طريق لبلد عزيز يضمن لمواطنيه حياة حرة كريمة، يغامر أبناؤنا، براً وبحراً وجواً، ليتركوا بلدهم، لعلّهم يجدون طريقاً يوصلهم إلى بلدان أخرى، يجدون فيها ما فقدوه.
تلك الفرقة (اللاموسيقية) لازالت تعزف لحن الموت والدمار، تتناغم فيه أصوات القصف والقذائف والانفجارات، لتشكل نوتة سيمفونية الوداع، لحن حزين ما تمنياه في وداعهما.
التيتانيك السوري فيلم طويل مازلنا نعيش أحداثه، كان بإمكاننا أن نؤثر في مجرياته ونهايته، ولأن ربّان الخوف يحكمنا غرقت السفينة.
avata
avata
عزمي مخول (سورية)
عزمي مخول (سورية)