فيضانات غير مسبوقة في جنوب فرنسا وخسائر فادحة

15 أكتوبر 2018
غرقت السيارات والمنازل (سيلفان توماس/ فرانس برس)
+ الخط -
يعيش الجنوب الفرنسي، خصوصاً إقليم أود، على وقع تساقطات مطرية سببتها عواصف رعدية. وهي تساقطات غير مسبوقة منذ عقود عديدة (ما تساقط في بضع ساعات، من ليلة الأحد - الإثنين، يعادل تساقطات أربعة أشهر على الأقل)، تسببت في فيضانات خطيرة أودت بالعديد من الضحايا. وما زال الخطر من تساقطات مقبلة قائماً في المنطقة نفسها.

تبدو الخسائر المادية كبيرة جداً، ويجب انتظار بعض الوقت لمعرفة الحجم الحقيقي لها. وقد تطلب الأمر إفراغ بعض البلدات من سكانها خوفاً من تصاعد مستوى المياه، وهو ما حدث في بلدة بيزينس، حيث جرى إجلاء 1000 شخص بسبب مخاطر انهيار أحد السدود.

ما فاقم الأمر هو حدوث التساقطات المطرية في الليل، عند الثالثة فجراً، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي. وأمام ضخامة الأمر، تراجع الحديث عن التعديل الوزاري المنتظر منذ ما نحو أسبوعين، وبات التصدي لهذه الكارثة التي لم تشهدها المنطقة منذ سنة 1891، الشغل الشاغل للحكومة الفرنسية. وهو ما دفع رئيس الحكومة إدوار فيليب، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الداخلية، لزيارة المنطقة المنكوبة زيارة تفقدية، مصحوباً بوزير البيئة فرانسوا دو ريغي، للتعبير عن تعاطف الحكومة والالتقاء بممثلي المنطقة، والتعرف إلى الحاجات الأولية للمواطنين، وخصوصاً أن نحو 10 آلاف منزل، ما زالت محرومة من الكهرباء.

 رئيس الحكومة إدوار فيليب يطلع على الأضرار (فرانس برس) 












تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الفرنسية سارعت على الفور، إلى تسخير إمكانات كبيرة جداً للغاية لتقديم العون للمتضررين، تضمنت أكثر من 800 رجل إنقاذ وإسعاف والعديد من فرق الغوص، ورجال الدرك، تساعدهم طائرات مروحية لرصد الأماكن المتضررة، والتعجيل بالوصول إلى الأماكن المحاصرة بالمياه، من أجل إنقاذ المهددين بارتفاع مستوى المياه وإجلائهم من هذه الأماكن الخطيرة.

وقد أدت الفيضانات، التي تسببت في انهيار العديد من الجسور، إلى مقتل 13 شخصاً، منهم 9 في مدينة تريب، واعتبار أحد المواطنين في عداد المفقودين، وخسارة كثير من المواطنين لكلّ ممتلكاتهم، إذ دمرت المياه الكثير من المنازل وجرفت السيارات. ويتحدث مواطنون، أنهم لم يروا من قبل مثل هذا الحجم من الخراب والدمار الذي يشبه القصف.



وقد غرق كثير من المنازل تحت المياه، التي جرفت معظم السيارات أيضاً، كما قطع كثيرٌ من الطرقات، وتوقف سير القطارات. أما المؤسسات التعليمية فقد ظلت مغلقة. 
 
من جهته، أكد الإيليزيه الذي ينسّق بشكل وثيق مع الحكومة لمعالجة هذه المستجدات، أنّ رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، سينتقل إلى المكان في أقرب وقت ممكن.




بدوره، دعا جان - لوك ميلانشون رئيس حركة "فرنسا غير الخاضعة" إلى التعبئة لدعم ضحايا فيضانات لود، والتوجه لـ"تقديم المساعدة حين يتعين تنظيف المنطقة بعد الكارثة". ورأى أنّ فرنسا تدفع ثمن من لا يعيرون اهتماماً للاحتباس الحراري. وأعلن الحاجة إلى "حكومة إنقاذ إيكولوجي".