خسائر فادحة سيتحمَّلها منتجو العديد من الأفلام السينمائية الموجودة حالياً في دور العرض بعد قرار تعليقها بقرار وزاري، هي وكافة الأعمال المسرحية، وذلك للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
ومن الأعمال السينمائية التي كانت معروضة حتى يوم الثلاثاء الماضي، قبل اتخاذ القرار الذي بالتأكيد شكّل صدمة كبيرة لصناعها، هي "رأس السنة" للفنانة بسمة. واستقبلت دور العرض "رأس السنة" في 6 شباط/ فبراير الماضي.
ومن الأفلام التي تعرَّضت أيضاً لإيقافٍ فوري، فيلم "يوم وليلة" للفنان خالد النبوي الذي عُرض في يناير/ كانون الثاني الماضي، و"صندوق الدنيا" للفنانين رانيا يوسف وباسم سمرة، والذي عرض يوم 19 فبراير الماضي، و"بعلم الوصول" للفنانة بسمة الذي بدأ عرضه يوم 26 شهر فبراير الماضي، و"بنات ثانوي" للفنانين جميلة عوض وهنادي مهنا وهدى المفتي، والذي كان اليوم الأول لعرضه هو 7 يناير الماضي. أمّا الأفلام الأكثر تواجدًا في دور العرض لفترة طويلة، فهي أفلام "الفلوس" للفنان تامر حسني، إذْ إنَّ هذا العمل كان لا يزال يُعرض بسبب كثرة الإقبال عليه من الجمهور، على الرغم من أنه موجود على العديد من مواقع الإنترنت. وبلغت فترة مكوثه سينمائيّاً حوالى ثلاثة شهور، إذْ كان العرض الأول له يوم 24 ديسمبر/ كانون الأوّل الماضي. وكذلك فيلم "لص بغداد" للفنان محمد عادل إمام، والذي كان العرض الأول له يوم 22 يناير/ كانون الثاني الماضي، وحقق الفيلم إيراداتٍ ضخمة.
وحول رأيها في تعليق فيلم "صندوق الدنيا" الذي ما لبث أن عُرض مُؤخّراً، قالت بطلة العمل، رانيا يوسف، لـ"العربي الجديد"، إنّها بالتأكيد حزينة على غلق دور العرض، موضحة أن سبب حزنها ليس على فيلمها، بقدر ما هي حزينة على مشهد غلق السينمات. وعادت رانيا لتؤكد أنَّ الحكومة المصرية تبذل "قصارى جهدها للحد من انتشار الفيروس"، ولأن الحكومة ترى خطوة تعليق السينما ضرورية، "فلا بد من أن نصفق لها جميعاً، لأنَّ الأزمة التي نمر بها أكبر من الأفلام"، كما قالت.
من ناحيتها، قالت الفنانة، شيرين رضا، وهي من أبطال فيلم "رأس السنة" في تصريحات خاصة لـ"لعربي الجديد" إنها مع القرار الوزاري وتؤيده جداً، و"تثق برؤيتهم"، في ظل ما نمر به من أزمة كبيرة، "فلا يجدي أي شيء سوى التفكير في صحة المواطن فقط، ثم يأتي التفكير بعد ذلك في أي شيء"، كما أضافت.
أمَّا هشام عبد الخالق، عضو غرفة صناعة السينما، فأشار إلى أنَّ قرار الحكومة لا بد من أن يتم الالتزام به، حتّى نتجاوز هذه الأزمة التي نعيشها منذ أسابيع. وأضاف أنَّ السينما تأثَّرت إلى حدٍ كبير بكورونا، فيما يخص الإقبال الجماهيري، فكان الرواد قليلين للغاية، مقارنة بالأيام التي سبقت الحديث عن الفيروس. وعن دور العرض الموجودة في المولات التجارية، والتي سبق وأكدت غرفة صناعة السينما، أن هناك تعاقدات بينها على عدم إغلاقها، قال هشام إن غرفة صناعة السينما لا دخل لها بدور العرض في المولات، بل يجب أنّ يصدر القرار من رئاسة الوزراء، والذي لا بد من أن يسري على الجميع.
وكانت غرفة صناعة السينما قد أصدرت قبل القرار الوزاري بتعليق السينما، بياناً يوضَّح الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس، فيما يخص دور العرض. ونص على تخفيض نسبة الإشغال في جميع دور العرض إلى 25 في المائة مع تطبيق إجراءات السلامة والتطهير الدوري، وذلك لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.
على النطاق المسرحي، توقفت تماماً كل من عروض "أفراح القبة"، والتي كان العرض الأخير لها قبل قرار التعليق الأسبوع الماضي على "المسرح العائم الصغير"، إضافة إلى توقُّف مسرحيَّة "حواديت الأراجوز" التي تعرض ثلاثة أيام أسبوعياً على خشبة "مسرح ميامي"، قبل القرار الوزاري بالتعليق. كما أنَّ عرض "صبايا مخدة الكحل" على خشبة "مسرح الطليعة" توقَّف أيضًا. وتوقف عرض مسرحية الأطفال "فركش لما يكش" التي كانت تعرض يومين أسبوعياً على خشبة "مسرح العرائس". كما توقفت عروض "كايرو شو" للمخرج والمنتج مجدي الهواري الذي علق على قرار الغلق قائلاً في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" إنه مهما كان حجم الخسائر المادية، فهي لا تساوي شيئاً مقابل خطر يداهمنا جميعاً، وهو ليس كأي خطر، فالفيروس أصبح منتشراً بشكل كبير و"لا نملك من الله سوى الدعاء"، مُوضّحاً أن كل شيء يهون، ومؤكّداً أنَّ قرار رئاسة الوزراء بتعليق السينما والمسارح، هو قرارٌ محترم وصائب، وكان الكثيرون يتوقعونه.
أما إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح، فقال إن قرار تعليق المسارح قرار محترم لا غبار عليه، "خاصة أننا نمر بمرحلة حرجة جداً في حياتنا، ولا بد أن يتكاتف الجميع حتى نعبر الأزمة التي نمر بها، فنحن الآن أمام تحدٍّ كبير، ولا بد أن يكون الجميع بقدره. فلا معنى لخسارة مادية وسط أرواح تموت". وأنهى مختار كلامه قائلاً إنه يثق بأنها مرحلة وستمر، و"سنستطيع عبورها".
وأشادت ماجدة خير الله بالقرار، موضحة أنَّ الفيروس ينتشر في التجمعات، لذا فكان من الضروري اتخاذ هذا القرار، "فصحتنا حالياً هي أهم من كل شيء والخسائر المادية تعوض، وعلى الجميع أن يدرك خطورة الفترة التي نعيش فيها جميعاً". وكان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، قد اتخذ قراراً، يوم الثلاثاء الماضي، بتعليق العروض التي تُقام في دور السينما والمسارح، أيا كانت تبعيتها، لحين صدور إشعار آخر؛ كتدبير احترازي في إطار خطة الدولة الشاملة للتعامل مع أي تداعيات محتملة لفيروس كورونا المستجد.