فيروز تلتقي ماكرون في زيارته إلى "وطنها الجريح"

01 سبتمبر 2020
فيروز والرئيس الفرنسي في لقاء أمس (تويتر)
+ الخط -

عاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، أمس الاثنين، البلد الذي يمر بأزمة غير مسبوقة، في زيارة تستغرق يومين، وجدول زمني مليء بالأحداث والمحادثات السياسية التي تهدف إلى رسم مخرج للبلاد.

لكن اجتماعه الأول لم يكن مع رئيس الوزراء الجديد المعين قبل ساعات، ولا مع السياسيين المتناحرين في البلاد أو نشطاء المجتمع المدني. بدلاً من ذلك، اختار ماكرون رؤية مغنية لبنان الأولى فيروز، وهي رمز وطني من الشخصيات النادرة في لبنان المحبوبة وتحظى باحترام في جميع أنحاء البلاد.

ووصف ماكرون زيارته إلى فيروز بأنها "جميلة وقوية للغاية". وقال "تحدثت معها عن كل ما تمثله بالنسبة لي عن لبنان نحبه وينتظره الكثير منا.. عن الحنين الذي ينتابنا".

وعندما سئل عن أغنيته المفضلة لفيروز أجاب بأنها "لبيروت" التي كانت تذيعها القنوات المحلية بينما كانت تعرض صوراً للانفجار وتبعاته.

ونادراً ما تتحدث فيروز (86 عاماً) المنعزلة إلى وسائل الإعلام، مع أن أغانيها تذاع عبر موجات الأثير من الرباط وحتى بغداد.

ونادراً ما شوهدت علناً في السنوات الأخيرة. لكن الكثير من اللبنانيين ما زالوا يبدأون يومهم بالاستماع إلى أغانيها - عادة بجرعة جيدة من الحنين للماضي- ويستمرون في رؤيتها شخصيةً موحدةً في بلد يعاني من الصراع.

اللقاء مع فيروز لفتة شخصية من ماكرون، الذي ندد به منتقدوه من ارتباطه العميق بلبنان باعتباره غزوة استعمارية جديدة في محمية فرنسية سابقة. لكن المدافعين عن ماكرون، بمن في ذلك سكان بيروت الغاضبون من قادتهم، أشادوا به لزيارته أحياء مدمرة في أعقاب انفجار 4 أغسطس/ آب الذي مزق عاصمتهم.

بعد وصوله إلى مطار بيروت، مساء الاثنين، توجه ماكرون مباشرة لزيارة فيروز في منزلها في الرابية شمال بيروت، بعيداً عن وسائل الإعلام بناءً على طلبها.

في الأثناء، اعتصم عدد قليل من النشطاء أمام ماكرون وهو في طريقه إلى الداخل، ورفعوا لافتات تحثه على رفض تعيين رئيس الوزراء الجديد قبل ساعات.

وقوبلت زيارة ماكرون إلى فيروز بمشاعر متباينة، حيث أشاد بها بعض النشطاء اللبنانيين باعتبارها ازدراء ورسالة لقادة لبنان، فيما وصفها آخرون بأنها لفتة لا معنى لها. كما يخطط ماكرون أيضاً لزراعة شجرة أرز بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس الدولة اللبنانية.

وأعرب العديد من اللبنانيين على وسائل التواصل الاجتماعي عن حسدهم من رؤية ماكرون لفيروز.

رافقت أغاني فيروز اللبنانيين خلال 15 عاماً من الحرب الأهلية التي انتهت عام 1990 وما زالت توفر لهم المواساة في الأوقات الصعبة.

وكان الرئيس الفرنسي بعد مغادرته لبنان قبل عدة أسابيع، غرد بالعربية "بحبك يا لبنان" كلمات أغنية شهيرة فيروز.

فيروز، واسمها الحقيقي نهاد حداد، شخصية معروفة في فرنسا. أقامت العديد من الحفلات الموسيقية في البلاد، بما في ذلك حفل أوليمبيا في عام 1979، حيث غنت "باريس يا زهرة الحرية"، وفي واحدة من أكبر قاعات الحفلات الموسيقية في باريس، قصر بيرسي، في عام 1988.

ونالت فيروز إعجاب رؤساء فرنسيين آخرين. فقد منحها الرئيس فرانسوا ميتران وسام قائد الفنون والآداب عام 1988 ومنحها الرئيس جاك شيراك وسام فارس جوقة الشرف في عام 1998.

وكان أول ظهور لفيروز على تلفزيون أوروبي عام 1975 في برنامج فرنسي. وفي عام 1979، وتضمنت أغنيتها "إلى باريس!" كلمات تقول فيها "يا فرنسا شو بقلن لأهلك عن وطني الجريح؟".

وخلال الحرب الأهلية قامت فيروز بجولة في الخارج، وأحيت حفلا ًغنائياً واحداً فقط في لبنان على خشبة مسرح بين شطري بيروت التي كانت مقسمة بسبب الحرب آنذاك.

(أسوشييتد برس، رويترز)

المساهمون