فيديو يُقيل موظفاً سعودياً من منصبه في الطائف

إلا أن التعاطي مع الفيديوهين كان مختلفاً، ويظهر في الأول وكيل مدرسة وهو يتلفظ على أحد أولياء الأمور، أما في الثاني فيظهر وكيل أمانة الطائف وهو يطرد موظفاً من مكتبه. ووصل الأمر إلى أن صدر، قبل قليل، قرار من وزير الشؤون البلدية والقروية، المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ، قرار بإعفاء وكيل أمين محافظة الطائف للتعمير من منصبه، وتكليف الدكتور أحمد القثامي بأعمال الوكالة.

وكان المغردون قد تعاطفوا مع الفيديو الأول، معتبرين أن ولي أمر الطالب هو من استفز وكيل المدرسة، فيما هاجموا وكيل أمانة الطائف لأسلوبه الفظ مع المواطن، خاصة أن أنباء صحافية ذكرت أن المواطن توفي بعد يوم من نشر الفيديو في حادث سير.

ولم يشفع التعاطف الشعبي لوكيل المدرسة، حيث أصدر مدير تعليم طريف قرارا بتوقيف مهام الوكيل لحين الانتهاء من التحقيق، فيما فتحت أمانة مدينة الطائف تحقيقاً موسعاً مع الوكيل. وأكّد المتحدث الرسمي لأمانة الطائف، إسماعيل إبراهيم، أن أمين محافظة الطائف المهندس محمد المخرج "يتابع الموضوع شخصياً، وأنه يؤكد دوماً لجميع منسوبي الأمانة أن المواطن دائماً على حق"، وأضاف "هناك تحقيق فُتح حول فيديو شجار وكيل الأمين للتعمير مع مواطن"، مشيراً إلى أنه سيتم اتخاذ الإجراء المناسب، مع حفظ الحقوق لكل الأطراف.

وكان مقطع مصور تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر وكيل أمين الطائف وهو يقوم بطرد مواطن من مكتبه بعد جدال وتلاسن حصل بينهما. وبحسب المقطع الذي تم تداوله بشكل واسع، قصد المواطن مكتب وكيل أمين محافظة الطائف، المهندس حسين آل فايع، للمراجعة في معاملة تتعلق بالحصول على رخصة بناء، وأمام اعتراضه على تأخير معاملته رفع المسؤول صوته قائلاً: "تبي تشتكي روح اشتكي.. ماني شايف أحد شي"، وأمام انفعال المراجع وتأكيده على أنه مواطن ومن حقه الحصول على الخدمة، رد المسؤول بالقول: "بلا مواطن.. بلا هم"، وذلك بحضور عدة أشخاص، منهم أحد منسوبي الأمانة.

وأبدى المغردون استياءهم من تعامل مسؤول الأمانة مع المواطن، منتقدين انفعاله الزائد. أما ما رفع حدة الهجوم فكان وفاة المواطن في حادث سير بعد المشادة الكلامية بساعات، وهو من منسوبي الشرطة العسكرية في القاعدة الجوية بالطائف، ثابر قرابة العامين بمراجعة الأمانة للحصول على تصريح سكني.

وانتشر وسم #وكيل_أمانة_الطائف_يطرد_مواطن على تويتر، حيث جمع أكثر من 420 ألف تغريدة خلال اليومين الماضيين. وأكد مسفر الغامدي أن "الموظف الحكومي وضع لخدمة المواطن، فيجب عليه احترام المواطن والمراجع ومساعدته بكل ما يستطيع، على عكس ما رأينا في مقطع الفيديو"، فيما اعتبر صالح أبوعميره أنّ ما حدث "يلخص حواراً يكشف شفافية المسؤول".

من جهته، علّق المحامي عمرو الرافعي على حديث المسؤول، مؤكداً أنه خير دليل على غياب الأنظمة، وكتب: "باتت كلمة "روح اشتكي" من الموظف الحكومي مصدر قوة وثبات، لصعوبة تطبيق العقوبات عليه"، بينما اعتبر فهد العنزي ما حدث أمراً طبيعياً في الدوائر الحكومية السعودية، وكتب: "99.99% من الموظفين السعوديين في الدوائر الحكومية نفس التعامل ونفس الأسلوب، تعطيل مصالح الناس ومزاجية تعامل".

وعلى المقلب الآخر، كانت ردود الفعل أقل حدة تجاه وكيل مدرسة طريف الذي طرد وليّ أمر أحد الطلاب، خاصة أن التصوير جاء مجتزأ، ولم يُظهر ما قاله الطرف الآخر.

وأكّد خبير قانوني، فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن لوكيل المدرسة، الذي تم تحويله هو الآخر للتحقيق، الحق في مقاضاة مصور الفيديو، معتبراً أن هذا التصرف من"الجرائم المعلوماتية، الصادر بالأمر الملكي الذي ينص على حرمة المساس بالحياة الخاصة، عن طريق إساءة استخدام الهواتف النقالة المزودة بالكاميرا، أو ما في حكمها، والتشهير بالآخرين، وإلحاق الضرر بهم، عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة".

ويعاقب القانون المعتدي بالسجن مدة لا تزيد على عام، وبغرامة مالية لا تزيد على 500 ألف ريال، أو بإحدى العقوبتين.


اقرأ أيضاً: المصداقية مشكلة الصحافة الإلكترونية في السعودية