فيدال وكاسيميرو..خطط كروية جديدة وهدوء يسبق عاصفة الميركاتو

11 يونيو 2015
+ الخط -



تعاقد برشلونة مؤخراً مع لاعب إشبيلية أليكس فيدال، لتستمر سياسة التعاون المشترك بين بطل الدوري الإسباني وزعيم الأندلس، من خلال صفقات متتالية، راكيتتش بالموسم الماضي وأليكس في الصيف الحالي. اللاعب الذي اشتراه إشبيلية بمبلغ يصل إلى 3 ملايين يورو فقط، وباعه إلى برشلونة بعد فترة ليست بالكبيرة برقم قريب من 20 مليون يورو.

فيدال
يلعب فيدال على الرواق الأيمن، بدأ مسيرته كجناح هجومي صريح ثم تحول لمركز الظهير الحر في طريقة لعب 4-2-3-1، يصعد اللاعب كثيراً للأمام ويقوم بتغطيته مبيا على اليمين، وهذا ما حدث بالنص بين كل من ألفيش وراكيتتش هذا الموسم في برشلونة. يمتاز الظهير الجديد بقدرة على الرقابة الفردية، ويستطيع مواجهة الأجنحة المهارية على الخط، بسبب سرعته وقوته البدنية؛ لذلك أصر أوناي إيمري على عودته بضع خطوات للخلف، وقيامه بدور الظهير وليس الجناح، لذلك راقب اللاعب نجم دنيبرو كونوبليانكا خلال النهائي الأخير.

هجومياً، يستغل فيدال سرعته وخلفيته القديمة في التقدم للأمام، والتعاون مع الجناح الذي يلعب أمامه في تنفيذ فكرة "الأوفر لاب"، حيث يدخل الجناح إلى عمق الملعب، من أجل إتاحة المجال أمام أليكس للجري على الخط الجانبي من الملعب، للقيام بعمل تمريرة حاسمة أو التوغل أكثر تجاه المرمى، في سبيل الوصول إلى هدف بالتسديد من بعيد، وهذا ما فعله اللاعب في أكثر من مناسبة أمام فيورنتينا بكأس الدوري الأوروبي.

رقميا، سجل فيدال أربعة أهداف في الليغا، وصنع خمسة خلال هذا الموسم، لتستمر فكرة الرهان على الأظهرة الهجومية في النادي الكتالوني، بالتعاون مع صانع اللعب الأفضل ليونيل ميسي.

طريقة اللعب
صفقة فيدال بمثابة عودة حلم لويس إنريكي القديم، الخاص بمزج خطط (4-3-3) و (3-4-3) و (3-3-1-3) في طريقة واحدة، وإعطاء حرية كبيرة لصناع اللعب في العمق، ولاعبي الأجنحة بالإضافة إلى أحد الظهيرين. ولأن اللاعب القادم من إشبيلية يجيد المهام الهجومية بشكل أكبر، ويعتبر دوره أقرب إلى الظهير الجناح Wing Back منه إلى الظهير الحقيقي، لذلك يستطيع لوتشو تثبيت ثلاثي خلفي صريح، مع إعطاء فيدال مهام هجومية أكبر.

تبدو هذه الخطة مناسبة جداً في حالة عودة فيرمايلن من الإصابة، ولعبه كظهير أيسر بالتبادل مع ألبا، أو كقلب دفاع صريح رفقة بيكيه لكنه مائل لليسار، مما يجعل فيدال منطلقاً للأمام مع معاونة حقيقية من راكيتتش، وإعطاء ميسي حريته المطلوبة للتجول بين العمق والرواق كما فعل خلال النصف الثاني من الموسم الفائت.

من الصعب الوصول إلى قمة مستوى النجم داني ألفيش، لكن لاعب مثل فيدال مع قدر من التطور والنضج الفني، من الممكن أن يسد ولو جزءا من الفراغ خلال السنوات المقبلة، ومن خلال كل الخيارات المتاحة في السوق، يأتي وافد إشبيلية ليكون الأنسب بالنسبة لخطط وتطلعات بطل الثلاثية.

كاسيميرو
"أنا سعيد جدًا بالعودة لبيتي، أشكر ريال مدريد ورافاييل بينيتيز على الوثوق بي، وأنا متأكد بأنني لن أخون ثقتهم. الريال حلم كبير، ولا أريد أن أفوت الفرصة للتألق هناك"، هكذا عبّر كارلوس هنريكي كاسيميرو عن فرحته غير العادية بالعودة مرة أخرى إلى ريال مدريد، بعد فترة رائعة من التألق مع تنين الدراغاو بورتو بالدوري البرتغالي وبطولة دوري أبطال أوروبا.

يعتبر كاسيميرو من أفضل لاعبي الارتكاز هذا الموسم سواء بالكرة أو بدونها، لأن التمركز هو الأساس في الأصل، ويلعب البرازيلي أمام خط الدفاع كلاعب محور حر، يقطع الكرات ويقوم بتمريرها للأمام في خطة 4-3-3، ويحاول دائماً التغطية خلف ثنائي الوسط المتقدم تجاه مرمى الخصم. وبالإضافة إلى قوته الدفاعية، يعتبر البرازيلي مميزا جداً في عملية التمرير ومن الصعب قطع الكرة منه.

مركز لاعب الريال جديد في خانة الارتكاز، من لاعب وسط دفاعي وحيد إلى شريك حقيقي في ثنائية المحور، أي يستطيع كاسيميرو اللعب بجوار لاعب زميل، يقوم نجم بورتو السابق بالشق الدفاعي، بينما يلعب زميله أكثر إلى الأمام، وهذا ما نجح فيه المدرب لوبيتيجي مع الفريق البرتغالي خلال الموسم الماضي، بتكوين ثنائية ناجحة بين كاسيميرو وهيريرا.

الخطة الجديدة
يعتبر رافا بينيتيز مدربا متحفظا مقارنة بكارلو أنشيلوتي، الإيطالي الذي اعتمد على فكرة الشمولية في الوسط، ورفض اللعب بارتكاز دفاعي صريح، مفضلا التركيز على الثنائي "كروس، مودريتش" في منطقة الدائرة، واللعب بطريقة تكتيكية قريبة من 4-4-2 / 4-3-3 في أسلوب هجومي صريح اشتهر به الرجل حتى آخر لحظة له داخل ملعب سانتياغو برنابيو.

أما الإسباني الجديد فشديد الصلة بخطة 4-2-3-1، ويحب وضع ثنائي محوري في منطقة الوسط، لذلك جاء التعاقد مع كاسيميرو أمرا متوقعا وبسيطا، لأن رافا سيلعب به في خانة الارتكاز أمام رباعي الدفاع، من أجل إعطاء حرية أكبر لتوني كروس في المركز 6 بالملعب، على خطى تشابي ألونسو في ليفربول مع نفس المدرب خلال الحقبة القديمة في البريمييرليغ.

دور مودريتش مع قدوم كاسيميرو سيكون هجوميا بامتياز، الكرواتي قادر على القيام بدور لاعب الوسط الثالث المتقدم، أو صانع اللعب الحر في المركز 10 بين الجناحين، وبالتالي ستكون طريقة لعب الملكي أقرب للنسخة المباشرة السريعة، مع الاعتماد على اللعب العمودي الخاطف من الخلف إلى الأمام.

لمتابعة الكاتب

المساهمون