أصبحت التقنيات المتطورة لتشغيل السيارات ذاتية القيادة محط استثمار الشركات العالمية، لا سيما في ظل التوقعات بأن ثلث مبيعات السيارات في العالم خلال العقد المقبل سيكون من نصيب هذه النوعية من المركبات.
وكشفت شركتا "فولفو للسيارات" و"لومينار" المتخصصتان في مجال تطوير تكنولوجيا الاستشعار الأساسية للمركبات ذاتية القيادة، عن مستشعر "ليدار" (LiDAR) الذي يعتبر لغاية الآن الأكثر تقدماً.
ويشكل التطوير المستمر لتقنية "ليدار" التي تعتمد إشارات الليزر النبضي لكشف الأجسام، عنصراً حاسماً في عملية صناعة السيارات ذاتية القيادة، التي تحقق معايير السلامة.
وتتيح هذه التقنية للسيارات ذاتية القيادة التنقل بأمان في بيئات المرور المعقدة وبسرعات أعلى من خلال تزويدها بقدرات إدراكية طويلة المدى وموثوقة.
وتستطيع تقنية مثل "ليدار" مساعدة "فولفو للسيارات" في تحقيق رؤيتها المتعلقة بالسفر باستخدام سيارات ذاتية القيادة، التي كشفت عنها في وقت سابق من العام الجاري 2018.
ويعتبر التطوير المستمر لتقنية "ليدار" المتقدمة وللقدرات الإدراكية، عنصراً من بين مجموعة عناصر متعددة تعمل عليها "فولفو للسيارات" وشركاؤها من أجل توفير بداية آمنة لاعتماد السيارات ذاتية القيادة بالكامل، وفق ما أعلنت عنه الشركة خلال معرض لوس أنجليس للسيارات، الذي بدأ أعماله في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ويستمر حتى التاسع من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
كما أن القدرات الإداركية الجديدة التي تطورها "لومينار" بالشراكة مع "فولفو للسيارات" ستمكن هذا النظام من اكتشاف الأجسام البشرية، بما في ذلك الأطراف الفردية مثل الذراعين والساقين، وهو مستوى من التفصيل لم يكن ممكناً من قبل مع هذا النوع من أجهزة الاستشعار.
والتقنية الجديدة قادرة، حسب فولفو، على اكتشاف الأجسام في نطاق يصل إلى 250 متراً أيضا، وهو نطاق أكبر بكثير من أي تقنية متوفرة حالياً.
وقال هنريك غرين، نائب الرئيس الأول للأبحاث والتطوير في "فولفو للسيارات"، إن تقنية القيادة الذاتية للسيارات سوف ترتقي بمعايير السلامة إلى مستوى جديد يتجاوز القيود البشرية.
واستحوذت "فولفو للسيارات" في وقت سابق من العام الجاري، على حصة في "لومينار" عبر صندوق فولفو الاستثماري، الذي يستهدف شركات التقنية الناشئة.
وكانت فولفو السويدية قد أعلنت في وقت سابق، أنها تشارك في معرض لوس أنجليس للسيارت، رافعة شعار "لا وجود لأي سيارة على المنصة"، وهو أمر يحدث للمرة الأولى على مستوى العالم. وعوضاً عن ذلك، تقوم الشركة بعرض رؤيتها المتعلقة بإعادة تحديد مفهوم ما يمكن أن تكون عليه السيارة.
وبحلول منتصف العقد المقبل، سوف يكون نصف حجم السيارات السنوي كهربائياً بالكامل، وثلثها ذاتي القيادة، وسوف تقوم فولفو بالتعامل مع أكثر من 5 ملايين مستهلك، وفق تقرير لها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وسجّلت مجموعة فولفو للسيارات أرباحاً تشغيلية بلغت 14.06 مليار كرونة سويدية (1.74 مليار دولار) العام الماضي، 2017، مقابل 11.01 ملياراً (1.36 مليار دولار) في 2016.