فوق جبل

27 أكتوبر 2018
اغناسيو زولواغا/ إسبانيا
+ الخط -

بمزاجٍ طغى عليه جيل 27، أقرأ إسبانيا: إسبانيا التي لم تعد موجودة.
أمشي في لُبِّ راهنِها، وأتذكّر.
أتذكّر ذلك الجيل الذهبي البعيد، أبا الشعر الإسباني الحقيقي، العهدَ الذي هو من ألمع عهود ثقافتِك.
حياة مفعمة وجريئة، عاشوها ببراءتهم وطهارتهم الثورية، فانجابت عن كل هذا البرق العظيم.
الشعر الذي أشتري كتبه بيورو واحدٍ للكتاب، من على أبسطة الرصيف في شوارع ومحطات المترو ببرشلونة.
مجلّدات أعمال كاملة والمجلد بيورو. طبعات قديمة فاخرة، أيام عصر الطباعة الماسي، وكلّها ببخس.
أشتري مجلّدات متشادو من نفق مترو كتالونيا، ثيرنودا وساليناس، مجلّدات نيرودا ـ الذي ليس من ذلك الجيل، بنفس السعر.
من ساحة تطوان أشتري الأعمال الكاملة لأستاذهم روبين داريّو.
لوركا الأبهى أيضاً، من محطة فونتانا، حيث يخبّئه لي صديقي الباغابندو مانولو سيتا.
رامون خمنيث، وسواه من ساحة نسيت اسمها.
أيّ كرم أيتها العزيزة، وأنت تبذلين أفضل ما تمخضت عنه عبقرية جمالك، لعابري السبيل أمثالي، بكل هذه الأريحية؟
الشفتان لا تكفّان عن شكرك.
الشفتان اللتان تسافران بمفردهما في ليل العالم.
تعبران قوسَي الألم والبهجة، بلحظة.
تقفزان فوق حدود مصطنعة، وتصلان إلى النبع.
أبطالك هؤلاء، وقد نسيهم جيل اليوم ـ كما لو أن الحرب والمنفى لم يحدثا أبداً.
أبطالك هؤلاء هم التميمة والخُبزة.
جرعة النبيذ فوق جبل من أعالي صيفك المنعش.

المساهمون