أدت احتجاجات قام بها أسر شهداء الثورة وجرحاها، اليوم الأربعاء، في تونس إلى إنهاء الاحتفال الرسمي بالذكرى الرابعة لـ"ثورة الحرية والكرامة" قبل أوانه، وحين أنهى الرئيس، الباجي قائد السبسي، خطابه بالمناسبة وبدأ بتقليد المكرمين أوسمة، ارتفعت أصوات الاحتجاج في القاعة.
وهتف أفراد أسر شهداء الثورة وجرحاها الحاضرين "أين العدالة لأبنائنا؟" و"أوفياء أوفياء لدماء الشهداء"، وقالت محجوبة نصري، التي قتل زوجها في يناير/كانون الثاني، "هذه مسخرة، نحن لم نأت من أجل سماع خطب رنانة، جئنا لأجل تكريم رمزي على الأقل لمن فقدنا".
وحاول قائد السبسي الذي بدا منزعجاً من الجلبة التي أحدثها أسر الشهداء والجرحى، مواصلة الحفل وخاطب الجمع المحتج قائلاً "لو كان الشهداء أحياء لما وافقوكم على ما تفعلون".
وحين استمر الأمر عاد من جديد بعد دقائق وخاطب الجمع بلهجة لا تخلو من بعض العتب قبل أن يغادر القاعة، قائلاً "كل الشهداء في بالنا وسيتم توسيمهم، ما تفعلون ليس ضرورياً، هيا ليساعدكم الله".
ويؤكد الحادث أن هذا الملف المؤلم لشهداء الثورة التونسية وجرحاها لم يغلق بعد مرور أربع سنوات على "ثورة الحرية والكرامة".
وبحسب حصيلة رسمية فإن قمع الثورة التي أطاحت بالرئيس، زين العابدين بن علي، أدى إلى سقوط أكثر من 300 شهيد ومئات الجرحى بمن فيهم أشخاص قتلوا أو جرحوا في الايام التي تلت فرار الدكتاتور السابق.
كما تظاهر العشرات من أفراد أسر شهداء الثورة وجرحاها، اليوم الأربعاء، في شارع الحبيب بورقيبة حيث تجمع مئات الأشخاص في حلقات منفصلة تحت حراسة أمنية مشددة، وتم غلق الشارع والشوارع المتفرعة عنه أمام حركة مرور السيارات.
وأقام حزب "النهضة"، منصة وشاشة عملاقة وسط الشارع لاحياء المناسبة بالاناشيد والخطب، وفي مكان آخر من الشارع تجمع عشرات من أنصار حزب "التحرير".
وتوزعت في الشارع مجموعات صغيرة أخرى من المتظاهرين الذين طالب بعضهم بالافراج عن المدون، ياسين العياري، الذي حكم عليه بالسجن بعد أن دين بتهمة الاساءة للجيش.