قبل مواجهة المنتخب اللبناني نظيرَه الكويتي ضمن الجولة الأولى من تصفيات كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019، تظهر قضية اللاعب فهد العنيزي إلى الواجهة من جديد، وهو اللاعب الذي يمثل المنتخب الكويتي من دون أن يكون حاملاً للجنسية الكويتية، الأمر الذي أثار الكثير من الشكوك حول أحقية المشاركة من عدمها.
ما هي جنسية فهد العنيزي؟
يعتبر فهد العنيزي من فئة ما يعرف بـ "البدون" والتي يبلغ عددها حوالي 130 ألف شخص في الكويت استناداً إلى أرقام من الصحف المحلية في الكويت، وتعاني هذه الفئة منذ سنوات طويلة من عدم حصول أفرادها على الجنسية الكويتية التي تُعد حقاً شرعياً لها، وعلى الرغم من أن أفراد "البدون" ولدوا على الأراضي الكويتية، إلا أن قضية الجنسية ما زالت عالقة منذ عام 1965 ولم يتم حل القضية حتى الآن.
وبالنسبة لفهد العنيزي الذي يعتبر من أبرز لاعبي كرة القدم في العالم العربي وآسيا، فهو من فئة "البدون"، لكنه يلعب مع المنتخب الكويتي لكرة القدم، ولا يملك الجنسية الكويتية، بل يملك جواز سفر يمكنه السفر به خارج البلاد، وكان العنيزي حصل على بطاقة مدنية مؤقتة من الدولة الكويتية في عام 2010 من أجل تمثيل الكويت في كأس آسيا 2011، ثم تم سحب البطاقة بتهمة التزوير.
هل يستغل الاتحاد الكويتي العنيزي؟
انتشرت أخبار، في السنوات الماضية أن الاتحاد الكويتي يريد منح الجنسية لنجم المنتخب فهد العنيزي، وحتى الآن لم يحصل اللاعب على الجنسية، إذ إنه منح بطاقة مؤقتة في عام 2010 ثم تم سحبها منه، الأمر الذي تم تصنيفه ضمن خانة خداع اتحاد الكرة الكويتي للعنيزي، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً في الصحافة الرياضية، نظراً لأن العنيزي يمثل المنتخب الكويتي وهو لا يملك الجنسية الكويتية أصلاً.
والأمر المثير هي المقابلة التي ظهر فيها الكويتي، أحمد الفهد، رئيس اللجنة الأولمبية الآسيوية مع قناة "الكأس" القطرية، والذي أشار فيه إلى أن الجميع مع تجنيس فهد العنيزي، وهناك كتاب رسمي من الأمير الكويتي، صباح الأحمد الصباح الجبر، يدعو فيه أحمد الفهد وأعضاء الاتحاد الكويتي إلى منح الجنسية الكويتية لفهد العنيزي، وهذا الأمر أكده الفهد على لسانه خلال المقابلة، عندما أشار إلى أن الكتاب ما زال عنده.
بعد ذلك قام الفهد بتسليم الكتاب إلى الحكومة الكويتية والمعنيين بملف التجنيس، ثم اختفت القضية بشكل مفاجئ ودُفنت قضية العنيزي والجنسية الكويتية لأسباب لم تُعرف حتى هذه اللحظة، على الرغم من أن قانون دولة الكويت ينصُ على أن اللاعب الذي يمثل المنتخب الوطني هو مثل الجندي في الجيش الكويتي الذي يملك الجنسية الكويتية ويدافع عن أرض الوطن، ومثل العنيزي الذي يدافع عن ألوان منتخبه الوطني عبر كرة القدم.
قانون "فيفا" وتمثيل العنيزي للكويت
ينصُ قانون "فيفا" على أن أي لاعب يُمثل منتخباً وطنياً عليه أن يستوفي الشروط التالية، أن يكون مولوداً على الأراضي التي يلعب لمنتخبها، وهذا الأمر الذي يستوفيه العنيزي إذ إنه من مواليد الكويت في عام 1988، والشرط الثاني أن يكون أحد الوالدين (الأب أو الأم) من مواليد الكويت، وهذا الأمر، أيضاً، يستوفيه العنيزي، لأن والده وأمه مولودان على الأراضي الكويتية.
يُضاف إلى ذلك، أن جده أو جدته يكونان مولودين، أيضاً، على الأراضي الكويتية، والشرط الأخير والذي يبدو مناسباً للعنيزي، وهو بحسب "فيفا" أن يكون اللاعب عاش أكثر من سنتين على أراضي المنتخب الذي يمثله، وهذا الأمر ينطبق على العنيزي أيضاً، لكن السؤال الأساسي هنا هو، لماذا لا يستطيع المنتخب الكويتي التخلي عنه، وفي الوقت نفسه لا يتم منحه الجنسية الكويتية بشكل رسمي؟
اقرأ أيضاً: "فيفا" ينفي سحب ملفي كأس العالم من روسيا وقطر