رمال وغراء ولوحة بيضاء فقط، هذا كل ما يتطلبه الأمر. في البداية لم يكن الفنان الجزائري، الطاهر جديد، يعلم أن ما يعانيه من هبوب للرياح في فناء منزله ذي الأرضية الرملية أثناء رسمه إحدى لوحاته؛ سيكون باباً لفن جديد لم يخطر على باله من قبل.
ترك الرجل لوحته وذهب ليحضر بعض الألوان، ثم عاد ليجد أن اللوحة انكفأت على الأرض والتصق الرمل بزيت الألوان مُشكِّلاً صورة جديدة التقطها حس الفنان، وعلم وقتها أن الرمال قد تكون أغنى إحساسا بأهل الصحراء من الألوان التقليدية.
بدأ الرجل يعمل على تطوير فنه باستخدام رمال مختلفة الألوان الطبيعية دون تدخل كيميائي من طرفه سوى مزجها بالغراء النقي الشفاف ثم وضعها على اللوحة البيضاء.
التقى الفنان في أحد معارضه بناقد فني بلجيكي ساعده على اجتياز عقبة المكان ليعرض لوحاته في أوروبا، ولقيت أعماله رواجاً كبيراً، ونال عدة جوائز في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا.
كانت البداية في نهاية السبعينيات في مدينة الأغواط الجزائرية التي تشتهر ببساتينها ونخيلها وجذورها التاريخية العميقة التي استمدت منها اسمها، فالغوطة تعني السهل المنخفض الواسع الذي يجتمع فيه الماء والنبات معا. انتقل فن الرسم بالرمل إلى فنانين جزائريين آخرين تأثروا به مثل بن خليفة والعيدي الطيب وقلوزة والعمري الذين أثرو الفن ونقلوه للشباب بعد ذلك لينشأ جيل جديد يبتكر ويبدع، وسرعان ما انتشر الأمر في بلدان كثيرة أفريقية تتمتع بأنواع وألوان من التراب الملون والرمال.
مثلما يمزج الفنانون التقليديون بين الألوان لرسم أشكال جديدة، يمزج أيضا فنانو الترميل بين الرمل والألوان في فروع وتخصصات عديدة نمت وتفرعت من الفن الأصلي. لم يعد الأمر مقتصراًعلى الرسم أو على اللوحات فقط، بل صار المبدعون يضيفون إليها ملحقات جديدة كالصخور والأحجار الصحراوية الملونة، وعمل قواعد من الرمل الملون يوضع عليها أعمال فنية أخرى منحوتة، أو تشكيل تماثيل من الرمال والتراب الملون الممزوج بالغراء. كما تطور من ذلك الفن نوع آخر يملأ الزجاجات الشفافة بالرمل والتراب الملون الصافي في أشكال إبداعية وتصوير حي للطبيعة داخل جوف الزجاجة. كما تطور الرسم على اللوحات بعمل عدة طبقات من الرمل فوق بعضها لإعطائها شكلاً مُجسّماً وبعداً ثالثاً دون أي ألوان زيتية.
(العربي الجديد)
ترك الرجل لوحته وذهب ليحضر بعض الألوان، ثم عاد ليجد أن اللوحة انكفأت على الأرض والتصق الرمل بزيت الألوان مُشكِّلاً صورة جديدة التقطها حس الفنان، وعلم وقتها أن الرمال قد تكون أغنى إحساسا بأهل الصحراء من الألوان التقليدية.
بدأ الرجل يعمل على تطوير فنه باستخدام رمال مختلفة الألوان الطبيعية دون تدخل كيميائي من طرفه سوى مزجها بالغراء النقي الشفاف ثم وضعها على اللوحة البيضاء.
التقى الفنان في أحد معارضه بناقد فني بلجيكي ساعده على اجتياز عقبة المكان ليعرض لوحاته في أوروبا، ولقيت أعماله رواجاً كبيراً، ونال عدة جوائز في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا.
كانت البداية في نهاية السبعينيات في مدينة الأغواط الجزائرية التي تشتهر ببساتينها ونخيلها وجذورها التاريخية العميقة التي استمدت منها اسمها، فالغوطة تعني السهل المنخفض الواسع الذي يجتمع فيه الماء والنبات معا. انتقل فن الرسم بالرمل إلى فنانين جزائريين آخرين تأثروا به مثل بن خليفة والعيدي الطيب وقلوزة والعمري الذين أثرو الفن ونقلوه للشباب بعد ذلك لينشأ جيل جديد يبتكر ويبدع، وسرعان ما انتشر الأمر في بلدان كثيرة أفريقية تتمتع بأنواع وألوان من التراب الملون والرمال.
مثلما يمزج الفنانون التقليديون بين الألوان لرسم أشكال جديدة، يمزج أيضا فنانو الترميل بين الرمل والألوان في فروع وتخصصات عديدة نمت وتفرعت من الفن الأصلي. لم يعد الأمر مقتصراًعلى الرسم أو على اللوحات فقط، بل صار المبدعون يضيفون إليها ملحقات جديدة كالصخور والأحجار الصحراوية الملونة، وعمل قواعد من الرمل الملون يوضع عليها أعمال فنية أخرى منحوتة، أو تشكيل تماثيل من الرمال والتراب الملون الممزوج بالغراء. كما تطور من ذلك الفن نوع آخر يملأ الزجاجات الشفافة بالرمل والتراب الملون الصافي في أشكال إبداعية وتصوير حي للطبيعة داخل جوف الزجاجة. كما تطور الرسم على اللوحات بعمل عدة طبقات من الرمل فوق بعضها لإعطائها شكلاً مُجسّماً وبعداً ثالثاً دون أي ألوان زيتية.
(العربي الجديد)