فنانون يهربون من لعنة الدور الواحد

25 ابريل 2017
محمد سعد (Getty)
+ الخط -
مع اقتراب شهر رمضان، وانطلاق الماراثون الدرامي، ثمّ موسم أفلام العيد، تتجه الأنظار نحو أبطال هذين الموسمين أو نجومه.

وهذا العام يبدو أن النجوم العرب يحاولون الخروج من عباءة شخصيات التصقت بهم وكانت سبباً في نجاحهم، مثل نيللي كريم التي تحاول تقديم شخصية مختلفة، فيما يغيب محمد رمضان الذي اكتسب الشهرة الأوسع في مسلسل "الأسطورة" العام الماضي.

كذلك الأمر بالنسبة للنجوم السوريين الذين فشل قسم منهم في الخروج من عباءة الشخصيات التي كانت سبباً في نجاحهم الكبير، مثل سامر المصري وميلاد رزق اللذين اشتهرا في "باب الحارة". 


لكن الدور المميز الذي يقدمه فنان ما، يدفع المشاهد إلى مقارنة أعماله الجديدة دائماً بالشخصية أو الدور الذي كان سبباً في شهرته.

غالباً ما تكون النتيجة سلبية ونقدية في حق الشخصية الجديدة. ولعل التاريخ الفني الحديث يكشف لنا 3 أمثلة هي دليل على هذه النظرية.


أبرز ضحايا هذه المقارنة هو الفنان المصري حمدي أحمد. كان دور "محجوب عبد الدايم" بمثابة اللعنة التي ظلت تلاحق أحمد، وكان النجاح الذي جعل صاحبه يفشل. جسد الفنان "حمدي" دور "محجوب عبد الدايم" في فيلم "القاهرة 30" للمؤلف نجيب محفوظ والمخرج صلاح أبوسيف ببراعة نادرة، استحال معها تحقيق نجاح مشابه للنجاح الذي حققه في الدور أو حتى اقترب منه. نتج عن الدور الذي انفعل به الفنان وأرغمه على إظهار قدرته الفنية الكبيرة وموهبته غير المكررة مقارنة دائمة بين أعماله التي تلت ذلك الدور، وكانت النتيجة دائما في غير صالحه.


أما حمدي الوزير فقدّم، خلال مشواره الفني، حوالي 100 عمل فني متنوع ما بين السينما والمسرح والتلفزيون، وقدم الكثير من الشخصيات المختلفة خلال أعماله، لكن لا يمكن تذكره إلا وهو الشخص المتحرش والمغتصب في فيلم "المغتصبون".


كذلك قدّم الفنان عبدالله مشرف العديد من الأدوار الفنية منذ عام 1969، لكنه لم يحظ ببطولة قط، كانت أدواره دائما أدوار مساعدة، وعلى ضرورتها وأهمية وجودها إلا أنها لم تعلق في وجدان المشاهد، ما عدا شخصية "عبدالله" التي قدمها من خلال مسلسل "يوميات ونيس" واشتهر بها.


لكن الضحية الأشهر لهذه المقارنة الظالمة يبقى محمد سعد الذي ظلّ أسير شخصية "اللمبي" التي قدمها لأول مرة في فيلم "الناظر" للمخرج شريف عرفة، ورغم تقديمه أدواراً تسبق ذلك الدور وتقديمه أدواراً أخرى غير دور "اللمبي" الذي تكرر في أكثر من عمل فني، إلا أنه لم يستطع تحقيق نفس النجاح الذي حققه في دور اللمبي.


دلالات
المساهمون