وبعد نشر مواقع إلكترونية مغربية رابط فيديو يعرض مشاهد للممثلين المغاربة ضمن أحداث الفيلم، عادت للانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات تكفير للأسماء المغربية المشاركة.
أبعد من ذلك، قال الممثل المغربي سعيد باي، المشارك بالفيلم، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّه تلقّى، وعدداً من زملائه، تهديدات بالقتل "الأمر الذي يدعو للأسف"، بحسب قوله "ويدقّ ناقوس الخطر بشأن حرية الإبداع والمبدعين".
وأضاف باي أنّ "الدولة المغربية ممثّلة في المركز السينمائي المغربي، منحت ترخيصاً رسمياً لتصوير الفيلم بالمغرب، وهو ترخيص يمنحه المركز بعد قراءة سيناريوهات الأفلام لتجنّب خلقها أيّ أزمات عقائدية أو غيرها، وبالتالي فلو كان هناك ما هو مسيء في الفيلم لاعترض عليه المركز أوّلاً".
ودافع باي عن اختياره المشاركة في فيلم "ابن الربّ" قائلاً إنّه لعب دور أحد أتباع السيّد المسيح، "ولم يتضمّن الدور أيّ إساءة للمسلمين ولا مساس فيه بالإسلام"، مشدّداً على أنّ "عيسى عليه السلام نبيّ يؤمن به المسلمون أيضاً. وأنا مغربي عربي مسلم أعتزّ بانتمائي الديني ومستعدّ للعمل مجاناً في أيّ عمل مغربي أو عربي عن الإسلام".
ودافع باي أيضاً عن اختيار المغرب لتصوير الفيلم المثير للجدل بالقول، إنّ "الميزانية الضخمة لهذا العمل وللأعمال السينمائية العالمية التي تختار مواقع مغربية، تساهم في تنمية اقتصاد البلاد وتخلق فرص عمل مهمة للآلاف من المغاربة".
وختم باي بالقول إنّه يعيش حياته بشكل عادي ولا يلقي بالاً لنعته من قبل مهاجميه بـ"الضالّ" أو تهديده بالقتل، لأنّ ذلك برأيه "يصدر عن أشخاص يستعملون حسابات وهمية ويختبئون خلف صور الآخرين ولا يملكون الشجاعة للتعبير عن آرائهم"، وهو ما يمنح، بحسب باي، مبرّراً للغير لـ"الركوب على هذه النقيصة".
وعلى الجهة الأخرى من تصريحات باي، هناك الممثل المغربي المشارك أيضاً بالفيلم رفيق بوبكر، الذي قال في تصريح لـ"العربي الجديد" إنّ مشاركته في "ابن الربّ" مسألة تتعلّق بالجانب المادي من ألفها إلى يائها: "لا عن قناعة فكرية أو عقائدية بالنظر إلى الظروف المزرية للسوق الفنية بالمغرب".
جدير بالذكر أن فيلم "ابن الرب" لاقى رفضاً واسعاً في بلدان أخرى كمصر، حيث أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى بتحريم تجسيد شخصيات الأنبياء والرسل "احتراماً وتوقيراً لمكانتهم في النفوس"، بحسب بيان صادر عن الأزهر. على اعتبار أنّ "الأعمال الفنية التي تتناول الأنبياء والرسل "تتنافى مع مقاماتهم".
فيما شدّد سينمائيون على أنّ عرض أفلام دينية وظهور الأنبياء فيها والصحابة لا مانع شرعيّ له، سواء في القرآن الكريم أو في السنّة النبوية، بل "لا يعدو كونه اجتهاداً لفقهاء".