يرى كثيرون أن العالم لم يقدم للسوريين طوال خمسة أعوام مضت، سوى الكلام، وإذ فشلت، عن قصد أو من دون قصد، أنظمة سياسية ومنظمات إنسانية ووسائل إعلام عربية وعالمية، في مد يد العون للسوريين، أو شرح حقيقة ما يجري في سورية حقاً، فإنها لا تفلح في قلب الحقائق مهما سعت، كما يفلح ثلة من الفنانين السوريين المؤيدين لنظام الأسد.
وفي هذه الساعات، وبينما يقف العالم كله قلقاً أو (هكذا يدعي)، من مجزرة بدأت وستنتهي بواحدة لم يشهد التاريخ مثلها، بحق أكثر من 150 ألف مدني محاصر في حلب، من أطفال ونساء وشيوخ، اذ ينتظرون مصيرهم البائس سحقاً على يد نظام الأسد السفاح رفقة المليشيات الطائفية، وقصف العدوان الروسي... يخرج هؤلاء الفنانون كعادتهم مهللين لـ "نصر" آثم على بحر من دماء مواطنيهم الأبرياء.
حيث احتفى حازم الشريف، بالمجزرة القادمة عبر أغنية جديدة بعنوان "راجعلك يا سورية"، مهديا إياها لكل مغترب عنها، متناسيا ملايين السوريين من أبناء شعبه الذين أجبروا على الاغتراب من نظام هدد حياتهم، وغاضاً البصر عن تهجير أبناء مدينة حلب نفسها.
Facebook Post |
أما عارف الطويل وكعادته في حمل لواء بروباغندا النظام السوري، الذي يلهج بالوفاء له، فواظب عبر صفحته الشخصية في "فيسبوك" على نقل ما يريده من أخبار عن "انتصار حلب" كمراسل حربي، غير آبه بمعاناة سكان المدينة بل على العكس ناعتاً إياهم بالإرهابيين ومحذرا من مغبة تمكين طريق آمن لهم، لتعقب عليه الممثلة دينا خانكان مطالبة بإبادتهم.
Facebook Post |
وربما كان لافتا من عارف الطويل المتمترس في أحضان "الممانعة" أن ينقل بسعادة تصريح صحف إسرائيلية، بأن استيلاء الأسد على حلب هو نصر مصيري له!!
Facebook Post |
كذلك احتفى توفيق إسكندر بإنجازات الجيش السوري في تحرير حلب من أهلها، مرحبا أيضاً بالمرتزقة الذين جاء بهم النظام من خارج سورية، ليكونوا عونا له على سحق شعبه، من دون أدنى إشارة للانتهاكات التي واظب جيش الأسد على فعلها، من قتل وتنكيل وإذلال واغتصاب وسرقة.
Facebook Post |
أما سلاف فواخرجي التي تقضي هذه الأيام حداداً على أختها الأكبر، التي فارقت الحياة قبل أيام، فاختارت أن تهلل لـ"نصر حلب" من وحي حزنها الشخصي، مطالبة "أختها المتوفاة بالعودة إلى الحياة والابتسام إذ تحررت حلب" في تجاهل تام وأناني لآلاف من النساء جاوزن حزنها، إذ يترقبن بهلع مصيراً مأساوياً ينتظرهن وأحبتهن على يد نظام سفاح، استماتت فواخرجي ولا تزال لتحسين صورته وسمعته.
(العربي الجديد)