بعدما اشتعلت الاحتجاجات في شوارع المدن اللبنانية، أطلق الناشطون في لبنان العديد من الهاشتاغات على مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن الغضب الشعبي من القرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة في بلدهم، أبرزها "لبنان ينتفض". سرعان ما بدأ العرب يتداولون الهاشتاغات الخاصة بالانتفاضة اللبنانية، ولا سيما السوريين منهم، الذين تزينت صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بألوان العلم اللبناني وبشعارات المتظاهرين.
عبر عدد كبير من الفنانين السوريين عن دعمهم للثورة في لبنان، والتي وجدها البعض منهم امتداداً لثورات الربيع العربي. مثلاً، شارك الممثل السوري مكسيم خليل عدة مقاطع فيديو توثق أجواء المظاهرات في لبنان، في أحدها يهتف المتظاهرون اللبنانيون: "سورية نحن معك للموت". وأشار خليل، الذي بدا متحمساً لما يحدث في لبنان، إلى أن ما يحدث هو رد شعبي على كل الادعاءات السابقة عن عنصرية الشعب اللبناني ضد أشقائهم السوريين، وأرفق الفيديو بعبارة: "بس تركوهم وشوفو المحبة الحقيقية يلي بتخوف الاستبداد. كل الحب لأصحاب الحرية".
Twitter Post
|
في المقابل، جاءت منشورات بعض الفنانين السوريين بصيغة النصائح التي قاموا بتوجيهها للشارع اللبناني، باعتبارها خلاصة خبرة ثمانية أعوام عاشوها ثائرين ضد النظام السوري. ومثال على هؤلاء الفنان جمال سليمان، الذي قام بصياغة منشور طويل قسمه إلى درسين أساسيين تعلمهما من الثورة السورية، الأول: "أن العنف هو باب جهنم وهو أقصر طريق نحو خسارة أي قضية مهما كانت نبيلة". والثاني: "هو ضرورة الابتعاد عن أي شعار مناطقي أو عرقي أو طائفي، لأن من شأن ذلك أن يأخذ، لا الثورة فقط، بل البلاد كلها إلى هاوية سحيقة". وكذلك هو الحال في منشورات الممثل السوري فارس الحلو، الذي كتب بعض النصائح لتفادي الأخطار المحتملة التي قد تهدد الانتفاضة اللبنانية في المستقبل، فكتب: "المشكلة المتوقعة للانتفاضة اللبنانية ظهور ثرثاري الأكثريات والأقليات".
وبغض النظر عن طريقة تعاطي الفنانين سابقي الذكر مع التحركات الشعبية في لبنان، سواء بدا عليهم التشاؤم أو الحماسة، فإن مناصرتهم بدت أمراً طبيعياً، لكونهم سبق لهم أن وقفوا في صف الثورة السورية ضد نظام الأسد الحاكم. ولكن الأمر الغريب حقاً هو أن عدداً كبيراً من الفنانين السوريين الموالين للنظام السوري أعلنوا عبر حساباتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي دعمهم للحراك اللبناني؛ أبرزهم الممثلة السورية شكران مرتجى، التي نشرت عبر "إنستغرام" صورة تجمع علم سورية بعلم لبنان، وأرفقتها بأمنياتها بأن يختفي الظلم ويعم السلم في كل مكان. كذلك أيضاً قامت المغنية السورية لينا شماميان بالتعبير عن تضامنها مع اللبنانيين وتمنت لهم السلامة من خلال منشور نشرته على صفحتها الشخصية على فيسبوك. أما المغنية فايا يونان، فقد بدت متحمسة فوق العادة للانتفاضة اللبنانية بمنشورها الذي قامت بنشره على حسابها الشخصي على فيسبوك، وقد أبدت رغبتها بأن تكون شريكة بالحراك اللبناني.
إلا أن بعض الناشطين اللبنانيين ردّوا على منشور فايا يونان وسخروا من تناقضها، كرد جاءها: "ما بيشرفنا تضامنك معنا بوقت وقفتي فيه ضد ولاد بلدك ودعمتي وشبحتي للمجرم بشار الأسد". لتحذف يونان منشورها لاحقاً.