يتواصل المعرض الجماعي الذي ينظمه غاليري "المرخية" في الدوحة، لمجموعة من التشكيليات العربيات، حتى 19 آذار/ مارس المقبل.
الفنانات اللواتي تحضر أعمالهن في المعرض الذي افتتح الثلاثاء الماضي، هن ابتسام الصفار وفاطمة الشيباني ووضحى السليطي من قطر، وفتوح شموه من الكويت، وآمنة النصيري من اليمن، وجنو شويري ومنى نحلة من لبنان، ودينا مطر من فلسطين، وهيلدا الحياري من الاردن، وإيمان الحاصباني، وريم يسوف من سورية.
المشترك بين هذه التجارب معاصرتها للراهن في أمكنتها وأوطانها، وقربها من هواجس المرأة العربية وهمومها. في لوحة جنو شويري مثلاً، نرى عيني امرأة محاطة بالسواد تتلصص على العالم من خلفية ليلكية تحيط بها، كأن الحياة في الخارج ليست قريبة ومن الصعب اختراق المستطيل المغلق الذي يؤطر العينين.
فيما تذهب منى نحلة إلى التجريد، وترسم ثلاث شخصيات، اثنتنان منها في حالة مواجهة مع شخصية امرأة تمثل السلطة الأمومية وليس البطريركية.
أما دينا مطر فتعيد إنتاج البيئة الفلسطينية الريفية بألوانها وأزيائها، وترسم علاقة الأم بالابنة والأرض، في لوحة مكتظة بالألوان القوية.
بالنسبة لريم يسوف، فتعمل على ثيمتها المعروفة في لوحة يهيمن عليها اللون الأبيض ويتخللها البني بتدرجاته والرمادي، تصوّر فيها أربعة أشباح أو أرواح تصعد إلى السماء محلقة تلتمس شيئاً وتوجه أصابعها إلى الأعلى لعل الحياة هي في مكان آخر بعيد عن الحرب الدائرة على الأرض.
منحوتات فاطمة الشيباني تفاجئناً بتصويرها للمرأة، مجسدة الزي التقليدي للمرأة مفرغاً من المرأة، نرى الزي من دون الجسد الذي يحمله، في ثلاث منحوتات زجاجية سوداء مطعمة بالذهبي في محاكاة لألوان غطاء الرأس المألوف.
لوحة الفنانة فتوح شموة تذهب إلى أفق مختلف، حيث تعيد توظيف الرموز المألوفة في قالب جديد، المرأة المكتملة الجمال لكنها بلا فم وتمسك خلفها بطائر، وثمة بيت يطير بدلاً من العصفور.
فيما تشارك هيلدا الحياري بعمل من التوجه الذي سلكته في السنوات الأخيرة، المرأة ذات القناع، التي تشبه شخصيات المسرح الياباني في مكياجها، وهي امرأة تحاول أن ترمي بطائرة من ورق، لكن ومن خلال وقفتها والتفاتتها يبدو أن ثمة شيء يقاطعها.
انفردت وضحى السليطي بعمل حروفي، يبدو فيه الخط وتداخل الحروف مثل ستارة تخفي خلفها ظل امرأة. أما ابتسام الصفار فتشارك بـ بورتريه مموه الملامح لسيدة تتداخل حدود وجهها مع التفاصيل من حولها، وتحمل ألوانا انطباعية فتظهر كما لو كانت بقعة من العشب وخلفها بحيرة.
في حين تخلط آمنة النصيري بين النبات والحيوان، فتجسد العصافير على شكل أوراق الأشجار في الخريف، البرتقالي والأخضر الباهت، وفي الخلف ثمة ليل وقمر يحاول الظهور.
أما لوحة إيمان الحاصباني المشاركة، فتجسد الضحية في سورية، الدمية هي الطفل وهي الإنسان الذي لا تكترث به الحرب وتحوله إلى جثة، والذباب الذي يجتمع حول الضحية يمثل كل من يستفيد من صور الضحايا العزل في الحروب.
ليست هذه هي المرة الأولى التي ينظم فيها "المرخية" معرضاً يقدّم فرصة للاطلاع على تجارب مختلفة للمرأة العربية، إذ يبدو أن ثمة حرصاً لدى الغاليري على توفير منصة لأجيال وتجارب مختلفة، بمجموعها تمثل قطع الموزاييك في تجربة التشكيل العربية لهذا الجيل أو ذاك.