أكد المعلم، نظمي عبدالغني عبد ربه (54 عاماً)، من قرية قوصين غرب نابلس شمالي الضفة الغربية، أنه استفاد من توظيف التكنولوجيا في وسائل التعليم التي يستخدمها لطلبته في تدريسهم مادة اللغة العربية، خاصة خلال السنوات الأخيرة، إذ يوفر استخدام أجهزة الحاسوب والوسائل التعليمية التكنولوجية وقتاً وجهداً في إيصال المعلومة للطلاب ويجعلهم مشاركين في العملية التعليمية.
المعلم عبد ربه، وهو مدرس حالياً للصفوف الثانوية، في قوصين، ويعمل في سلك التدريس منذ 29 عاماً، منها 20 عاماً في التعليم الحكومي الفلسطيني، تعلم في دورات تدريبية كيفية توظيف التكنولوجيا في التعليم، وخاصة استخدام برامج الأوفيس، وكذلك استخدام أشرطة فيديو مرئية من خلال عرض مادته التعليمية، وهو ما أثرى أساليبه التعليمية.
وقال لـ"العربي الجديد"، إنّ عدم توفر أجهزة حاسوب كافية سواء للمعلم والطالب، إلا في قاعة واحدة فقط في المدرسة أثر سلباً وحدّ من الفاعلية الكبيرة لتلك الوسائل التعليمية التكنولوجية، وهو ما يحتم على وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أن توسع من استخدام التكنولوجيا بتوفير أجهزة حاسوب ووسائل تكنولوجية في كل القاعات الدراسية إن أرادت أن تكون الفاعلية لتلك الوسائل بشكل أكبر، وستحل تلك الوسائل من إشكاليات التعليم وترسخ المعلومة أكثر لدى الطالب وتضطره للبحث عن المعلومة من خلال مواقع الإنترنت ويصبح مشاركاً بدلاً من أن يبقى متلقناً.
من جهته، أوضح المعلم عصام منصور من سكان مدينة جنين شمالي الضفة، أن توظيف التكنولوجيا في طرق التعليم مهم، شريطة أن يكون بعد المرحلة الأساسية، لأن استخدام تلك الوسائل ما دون ذلك سيحد من تمكن الطالب من الكتابة بالقلم بشكل فاعل.
وأشار منصور وهو مدرس مادتي التربية الدينية والاجتماعية للصفوف الأساسية الأولى حتى الصف الرابع الأساسي في مدينة جنين، إلى أن قلة الإمكانات كذلك وتوفرها في غرفة واحدة فقط، يضطر المدرس لأن ينتظر أسبوعاً كاملاً كي يحصل على وسائل التكنولوجيا في التعليم.
وأوضح منصور الذي يعمل في سلك التدريس الحكومي منذ 32 عاماً، أن المعلم غير مهيأ لاستخدام وسائل التكنولوجيا بشكل جيد، كما أنه قد تكون المفاجئة في أن الطالب لا يستطيع في المرحلة الأساسية الإجابة عن أسئلة امتحانه باستخدام التكنولوجيا فقط، ما يدعو للنظر بجدية في استخدام تلك الوسائل في مراحل متقدمة أو الملاءمة في الاستخدام.
قبل نحو أسبوعين فازت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بالمركز الأول عالمياً بجائزة تطوير طرائق التعليم الإلكتروني (D4D)، ضمن مسابقة تقدمها الحكومة البلجيكية للمشاريع والبرامج التي تقوم بها الدول من أجل استثمار التكنولوجيا في موضوع التطوير أياً كان المجال في التعليم وغيره.
وقال وكيل وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، بصري صالح، في حديث لـ"العربي الجديد"، على هامش احتفال أقيم بمدينة رام الله، اليوم الإثنين، احتفاءً بحصول فلسطين على تلك الجائزة، وبمشاركة عدد من قناصل وممثليات الدول في فلسطين، إن "وزارة التربية تلقت دعماً من الحكومة البلجيكية على مدار 4 سنوات من أجل بناء منظومة للتعلم الإلكتروني، بما فيها المناهج الإلكترونية وتدريب المعلمين وإنشاء بوابة إلكترونية محوسبة فيها آلاف المواد الدراسية لخدمة المعلمين بشكل أساسي من أجل أن يعيدوا صياغة الواقع التعليمي في فلسطين".
وتنافس على الجائزة العالمية في بلجيكا 22 مشروعاً بمجالات متعددة من دول مختلفة منها 6 مشاريع في التعليم، وقد تم اختيار فلسطين في المرتبة الأولى عالمياً من لجنة تحكيم مكونة من 15 محكماً.
وأشار صالح إلى أن فلسطين استطاعت أن تطور نفسها في مجال التعليم الإلكتروني خلال السنوات الماضية رغم أنها لا زالت في بدايات هذا التطوير، ورغم أنها دولة محدودة الموارد وتعاني من آثار الاحتلال لكنها تنظر إلى الأمام، فقد بدأت رحلة باتجاه تطبيق التكنولوجيا في مدارسها.
من جانبه، شدد وزير التربية والتعليم الفلسطيني صبري صيدم في حديث لـ"العربي الجديد" على هامش الاحتفال، أن الجائزة بالنسبة لكل فلسطيني هي جائزة الانتصار على عالم التحدي الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي من خلال جملة من الممارسات ضد التعليم في الأراضي الفلسطينية مرورا بتهويد التعليم في القدس والهجوم على المناهج الفلسطينية وغيرها.
وأكد صيدم أن الممارسات الإسرائيلية دفعت بالفلسطيني إلى عدم الانكفاء بل استمر إلى الأمام في تحقيق انتصارات نوعية كحصول فلسطين على جوائز (المعلم الأول عالميا، وكذلك المدرسة الأولى في العالم العربي، والحصول على جائزة الموهوب في الحساب والذكاء العقلي واليوم في عالم التكنولوجيا، ما يعزز انتصار الفلسطيني على كل منظومة الظلم والقهر الذي يحاول الاحتلال أن يفرضه.
ولفت وزير التربية إلى أن فلسطين أثبتت أنها تستطيع الجمع بين عناصر مركبة في استخدام التكنولوجيا، وأن هذه الجائزة الأخيرة جاءت لتأكد على نجاح التوجه الفلسطيني باتجاه رقمنة التعليم، إذ تم تجهيز عديد المدارس، وهو ما يدفع باتجاه المزيد من العمل والحاجة لتعزيز مفهوم رقمنة التعليم.