في يوم بارد من أيام تونس، خرج عشرات التونسيين يحتجون في الشارع الرئيسي للعاصمة على قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة في مايو/أيار المقبل. كانوا يمثلون جمعيات ومواطنين، ولم يكن هناك حزب واحد. لم نقرأ أو نسمع ردوداً للسياسيين التونسيين على هذا الاستفزاز الجديد، فكلهم منهمكون بالانتخابات البلدية والاستعداد لمعركة داخلية جديدة. وحتى ضجيج دعم القدس المعتاد على صفحاتهم اختفى تماماً. سيبقى الفلسطينيون وحدهم كالعادة، برغم أن أحد المحتجين كان بالضبط يتحدث عن هذا الأمر، إذ قال لـ"العربي الجديد"، "نريد أن يعرف الشعب الفلسطيني الصامد أنه ليس وحيداً في هذه المعركة".
وعلى بعد آلاف الكيلومترات من تونس، في الدوحة، كان المفكر العربي عزمي بشارة يتحدث في ندوة لـ"المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، حول الوضع القانوني والسياسي للقدس وقرار واشنطن نقل سفارتها إليها، قائلاً إن "ما يستطيع الشعب الفلسطيني فعله، في الوضع الراهن، ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هو الصمود". وأضاف "لا يستطيع أهل القدس وحدهم الدفاع عن المدينة، لغياب استراتيجية عربية، وعدم توفر إرادة سياسية للمواجهة، إذ تستخدم القضية الفلسطينية من قبل الأنظمة العربية خدمة لمواقفها وفي خلافاتها". لكن المحتجين التونسيين كانوا يتحدثون عن الحرية التي بحوزتهم، لأن "تونس حققت مكاسب وقطعت أشواطاً في تقرير مصيرها وكسب الحرية، وبالتالي لا بد أن توظف هذه المكاسب من أجل الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الكيان الصهيوني"، وبعبارة أخرى ماذا نفعل بهذه الحرية إذا لجمت أصواتنا في أغلى القضايا لدينا؟
لقد خرج التونسيون بعد الثورة يرفعون الأعلام الفلسطينية ويتبرعون بالدم والمال لغزة المحاصرة. لا يحسب البسطاء إذا تعلق الأمر بفلسطين، لا يفكرون كثيراً ولا يضعون المسألة تحت عنوان الربح والخسارة، بينما ينزوي مسؤولوهم في غرف خلفية متسلحين بجهاز قياس المواقف الدولية، من سيرضى عنا ومن سيغضب؟ يتساءل أحدهم ماذا سنضيف لفلسطين بتجريم التطبيع؟ ويرفع آخر شعار المصلحة الوطنية، وكأنهم يجهلون نبض هذا الشارع وإرادته الحقيقية. بارد جداً هذا الشارع العربي. قرأت عن مسؤولة أميركية، منذ أيام، تعبر عن سعادتها بأن رد الفعل حول قرار نقل السفارة إلى القدس مر بهدوء. لها ذلك. وفي الانتظار ليس أمام الفلسطينيين إلا صمودهم وسلاحهم، برغم أنه صمود مشتت وسلاح مفكك.
وعلى بعد آلاف الكيلومترات من تونس، في الدوحة، كان المفكر العربي عزمي بشارة يتحدث في ندوة لـ"المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، حول الوضع القانوني والسياسي للقدس وقرار واشنطن نقل سفارتها إليها، قائلاً إن "ما يستطيع الشعب الفلسطيني فعله، في الوضع الراهن، ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هو الصمود". وأضاف "لا يستطيع أهل القدس وحدهم الدفاع عن المدينة، لغياب استراتيجية عربية، وعدم توفر إرادة سياسية للمواجهة، إذ تستخدم القضية الفلسطينية من قبل الأنظمة العربية خدمة لمواقفها وفي خلافاتها". لكن المحتجين التونسيين كانوا يتحدثون عن الحرية التي بحوزتهم، لأن "تونس حققت مكاسب وقطعت أشواطاً في تقرير مصيرها وكسب الحرية، وبالتالي لا بد أن توظف هذه المكاسب من أجل الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الكيان الصهيوني"، وبعبارة أخرى ماذا نفعل بهذه الحرية إذا لجمت أصواتنا في أغلى القضايا لدينا؟
لقد خرج التونسيون بعد الثورة يرفعون الأعلام الفلسطينية ويتبرعون بالدم والمال لغزة المحاصرة. لا يحسب البسطاء إذا تعلق الأمر بفلسطين، لا يفكرون كثيراً ولا يضعون المسألة تحت عنوان الربح والخسارة، بينما ينزوي مسؤولوهم في غرف خلفية متسلحين بجهاز قياس المواقف الدولية، من سيرضى عنا ومن سيغضب؟ يتساءل أحدهم ماذا سنضيف لفلسطين بتجريم التطبيع؟ ويرفع آخر شعار المصلحة الوطنية، وكأنهم يجهلون نبض هذا الشارع وإرادته الحقيقية. بارد جداً هذا الشارع العربي. قرأت عن مسؤولة أميركية، منذ أيام، تعبر عن سعادتها بأن رد الفعل حول قرار نقل السفارة إلى القدس مر بهدوء. لها ذلك. وفي الانتظار ليس أمام الفلسطينيين إلا صمودهم وسلاحهم، برغم أنه صمود مشتت وسلاح مفكك.