فلسطيني يبتكر "طوبة ذكية" تشكل ثورة بعلم البناء

13 ابريل 2016
المبتكر الفلسطيني مؤيد الريماوي (العربي الجديد)
+ الخط -
يخوض الأكاديمي الفلسطيني مؤيد الريماوي، والمحاضر في كلية الهندسة المعمارية بجامعة بير زيت شمال رام الله وسط الضفة الغربية، تجاربه النهائية على تصميم أعده لما سمّاها "طوبة ذكية"، قابلة للتركيب بدون الحاجة إلى إسمنت، سعياً منه لإدخال ابتكاره سوق البناء العالمي، وإحداث ثورة في علم البناء.


وحصل الريماوي قبل نحو شهرين على شهادة تسجيل من وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطيني تتعلق بتصميم "طوبة ذكية" مصنوعة من الإسمنت، وتشبه في مواصفاتها ومقاييسها الطوبة الإسمنتية العادية، إلا أنها تتداخل وتركب ببعضها كقطع الليغو عن طريق "التشريك أو التشبيك"، دون الحاجة إلى وضع إسمنت بين الطوب كي يتماسك، وفق ما أشار مسجل علامات الاختراعات في وزارة الاقتصاد الفلسطينية علي ذوقان، لـ"العربي الجديد"، بأن "فكرة الطوبة سجلت كنموذج تصميم صناعي لطوبة وليست اختراعا".


طوبة ذكية بتكاليف أقل
الريماوي وسم طوبته بالذكية، لأنها تمتاز بالدقة وتوفر الوقت والجهد والمال وبذات تكاليف الطوبة العادية وربما أقل في حال تم تخفيف وزنها، مشيرة إلى أن تكلفة الطوبة نحو 75 سنتاً، وتصنع من ذات المواد التي تصنع منها الطوبة العادية (الحصى والإسمنت)، بقوالب خاصة بواسطة ماكينات تستخدم في صناعة الطوب.


ويوضح الريماوي لـ"العربي الجديد"، أن في زوايا الطوبة قطع من الإسمنت، تسمح بتداخل الطوبة بالتي تليها بدقة تجعل الجدار متوازناً، كما أنها مصممة بطريقة تسهل إزالتها عند الضرورة دون الحاجة لكسرها.

الطوبة الذكية تحتاج إلى أعمدة الباطون في إطارها الهيكلي كي تتماسك ببعضها، كما في جدران الطوب العادي.

ويسعى الريماوي إلى إدخال الحجر على الطوبة، للتخفيف من كلفة البناء، وحتى لا يبنى الجدار مرتين، موضحاً أنه من الممكن إدخال الحجر الصناعي أو الطبيعي، لافتاً إلى أن الحجر الطبيعي يجب أن يكون أقل سماكة ووزناً حتى تستطيع الطوبة حمله.





استعداد لإحداث ثورة في علم البناء

طور الريماوي طوبته الذكية بعدة نماذج لتصاميم مختلفة، يجري التجارب عليها، مبدياً تفاؤله مع استكمال استعداداته لإطلاقها بثقة لسوق البناء.

وبدأ الريماوي، الذي درس الهندسة المعمارية في جامعة بوليتكنيك فلسطين في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وحصل على الماجستير من جامعة بير زيت والتي يعمل فيها حالياً، ومنذ نحو عام أخرج تصميمه حيز التنفيذ، بعد تشجيع عمادة الكلية له، لما له من أثر ونفع على المجتمع الفلسطيني.

من جانبه، يؤكد أستاذ الهندسة في جامعة بير زيت والخبير في الهندسة المعمارية، جمال عمرو لـ"العربي الجديد"، أن فكرة تصميم الطوبة الإسمنتية هي فكرة جريئة، وستحدث ثورة في علم البناء، وسيكون لها نتائج إيجابية ليس فقط في فلسطين، بل في العالم.

ويشير عمرو إلى أنه اطلع على نموذج تصميم الطوبة، ورأى أنها بحاجة لتعديل في المحتوى، وهو ما أكده أيضاً الريماوي، مشيراً إلى أنه سيعمل "خلال الشهور القليلة القادمة على تطوير وتعديل نموذج جديد لتجريبه قبل طرحه في سوق البناء".

وكشف الريماوي عن محاولة شركة إسرائيلية مختصة في البناء، قبل أيام، إحباط مشروعه والاستيلاء عليه بطرق ملتوية، من خلال عرضها عليه مكافأة ودخولها بمساعدته في إنجاز وتطوير تصميم الطوبة، لكنه رفض الفكرة كلياً.

الفكرة الجديدة يمكن سرقتها، لكن الريماوي يقول إن "تصميم الطوبة سجلته قانونياً باسمي، وهي فكرتي وسأدافع عنها بكل تأكيد".

دلالات
المساهمون