تحول تصنيف فلسطينيي أوروبا، من "بلا وطن" إلى تصنيفهم ضمن إحصاءات البلدان التي حملوا وثائق سفرها، كلبنان وسورية والأردن ومصر إلخ، وخلّف ذلك الكثير من الجدل. وتستقر أرقام السنوات الأخيرة على متوسط يجمع بين الإحصاءات الرسمية والتقريبية للفلسطينيين، ومن هم من أصل فلسطيني.
ففي ألمانيا، حيث أكبر تجمعات الفلسطينيين في أوروبا، وجد منذ الخمسينيات عدة آلاف من العمال والطلاب. ومنذ السبعينيات ارتفعت أعداد القادمين من عوائل الشتات وداخل فلسطين. وشهدت برلين بعد مذبحة تل الزعتر في لبنان، 1976، قدوماً مكثفاً من مخيمات لبنان.
وتقديرات 2017 بعد انضمام فلسطينيي سورية تفيد بأن ما بين 150-200 ألف فلسطيني يعيشون في ألمانيا ونصفهم تقريباً يحملون جنسية ألمانية. وفي دول اسكندنافيا والشمال، عبر موجات هجرة قديمة وحديثة، لا تقل أرقامهم في السويد والنرويج والدنمارك عن 70 ألفا.
وإذا كانت العاصمة الألمانية برلين اعتبرت لوقت قريب عاصمة فلسطينيي أوروبا، من حيث العدد والتعددية والنشاط القديم، المسيس والثقافي والاجتماعي، فإن العقود الثلاثة الأخيرة شهدت تطورات أخرى في التوزع الفلسطيني في الغرب. ففي دول الشمال، وبالأخص في السويد والدنمارك، ينتشر عشرات الآلاف من أبناء الفلسطينيين، بمن فيهم الجيلان الثاني والثالث، ممن هم من أصل فلسطيني، ومعظم هؤلاء من لاجئي مخيمات الشتات، وبالأخص من لبنان وبدرجة أقل من سورية، من دون إغفال وجود المئات من الداخل الفلسطيني والأردن. وقد تنبأ الفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي ذات يوم، بُعيد بدء اللجوء شمالا من لبنان، بوصول مجتمعات فلسطينيي اسكندنافيا إلى هذه الأحجام التي أصبحت عليها اليوم.
وبالرغم من ذلك فإن بريطانيا أيضا احتضنت تجمعات فلسطينية كبيرة، يقدرها زياد العالول، المتحدث الرسمي باسم "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج"، في حديثه مع "العربي الجديد" بما يفوق الـ30 ألفا "في غياب إحصاء دقيق لأعداد الجالية الفلسطينية".
ويتحدث العالول عن تاريخ هذه الهجرة بالقول إن "أولى الهجرات بدأت في ستينيات القرن الماضي، لغرض الدراسة". وأنّ الكثير منهم لم يكتفوا فقط بالدراسة، بل اختاروا الاستقرار في هذه البلاد، خاصّة مع مواجهة الفلسطينيين آنذاك لتداعيات النكبة وإعلان دولة الاحتلال. ثمّ تلا ذلك "هجرة فلسطينيي لبنان أثناء الحرب الأهلية وحرب المخيّمات وتبعتها هجرة أخرى أثناء حرب الخليج في تسعينيات القرن الماضي، حين غادر الكويت ما يقارب نصف مليون فلسطيني".
ويضيف العالول، أنّه على الرّغم من اختلاف دول المنشأ التي جاء منها فلسطينيو بريطانيا "إلاّ أنّهم تمكّنوا في وقت قصير من اجتراح مواقعهم في البلاد، وفقاً لكفاءاتهم العلمية والمهنية". ورأى العالول بأنه " لذلك نرى أغلبيتهم من الطبقة المتعلّمة التي تمكنّت من وضع بصمة في المجتمع البريطاني، إذ لا تكاد تخلو جامعة أو مستشفى من دكتور فلسطيني، فضلاً عن رجال الأعمال في مختلف المجالات".
مؤسسات بارزة
التنظيم ومحاولة التأثير في المجتمع أثمرا في بريطانيا ليس فقط عن كسب مناصرين كثر لمصلحة دعم قضية فلسطين، وإنّما تغلغلوا في العديد من المؤسسات العاملة في بريطانيا، إلى جانب تأسيسهم العديد من المؤسّسات والمنظمات الخيرية والطبية والتعليمية ومؤسسات العمل الاجتماعي والضغط السياسي، وأبرزها: "الأنتربال" الصندوق الفلسطيني للإغاثة والتنمية، المتخصّص في الدعم الإغاثي وكفالة الأيتام والمشاريع الخيرية، ومؤسّسة "ميدكل إيد فور بالستاين" للدعم الصحي، و"مركز العودة الفلسطيني في لندن"، المتخصّص في شؤون اللاجئين ويلعب دوراً سياسياً بارزاً في بريطانيا. ويردف أنّ هناك مؤسّسات بريطانية، تعمل لمصلحة فلسطين، مثل حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني التي تعتبر من أكبر مؤسّسات الدعم لفلسطين، وتضم أكثر من خمسة آلاف عضو وتتمتّع بحضور سياسي وتعتبر من أقوى مجموعات الضغط، وتدعمها نقابات عمّالية كبيرة.
على الرّغم من ذلك، تبقى البحوث بشأن الفلسطينيين في هذا البلد، قليلة ولا توفّر المعلومات الأساسية عن تعداده أو إنجازاته، على الرّغم من الجهود الكبيرة التي يقوم بها لحماية قضيته ومصالحه الاجتماعية في إطار المجتمع البريطاني وقوانينه.
ويبرز اهتمام الفلسطيني، في الحفاظ على هويته أينما كان، ويحاول التعريف عن تاريخه وجذوره، أحياناً عبر عروض فنية وثقافية وحفلات. آخرها إعلان جمعية "أصدقاء الأقصى" البريطانية (جمعية تطوعية غير ربحية)، رسمياً إقامة معرض "فلسطين إكسبو" يوم 8 و9 يوليو/تموز، في العاصمة لندن. وأعتبر هذا المعرض، أكبر حدث اجتماعي وثقافي وترفيهي حول فلسطين في أوروبا، ويشارك فيه: فرح نابلسي، وإيلان بابي ولينا حديد بوريشة ومريم البرغوثي وآخرون.
وتضمّن "فلسطين إكسبو"، الذي أقيم في قاعة الملكة إليزابيث، فعاليات متنوعة، منها معرض للصور عن الحياة الفلسطينية، وندوات فكرية وسياسية وتاريخية حول القضية الفلسطينية، وفقرات فنيّة عن التراث الفلسطيني.
حضور في أميركا
ولا يختلف جدل الأرقام في القارة الأميركية عن الأوروبية. وتفيد الأرقام الرسمية عن "مركز الإحصاء الأميركي" وجود حوالي 85 ألف فلسطيني وأميركي من أصل فلسطيني في الولايات المتحدة. بيد أن الجمعيات العربية الأميركية تقدر أعدادهم بأضعاف ذلك الرقم، بينما يذهب الجهاز الإحصائي الفلسطيني إلى احتساب النمو الطبيعي بحوالي 3 في المائة ليقدر عددهم في 2005 بحوالي 240 ألفا. وهي ذات المسألة في أوروبا، حيث لا تحتسب الإحصاءات من سقط منهم تحت تصنيف الجنسيات الأخرى، ومن يُعتبرون من أصل فلسطيني لجهة الأجداد والآباء. ويبدو أن هذا الجدل، وفقا لما يذكر بعض فلسطينيي الشتات المهتمين بهذا الجانب، يرتبط بقضية الفلسطينيين وهويتهم الوطنية وإثبات الذات في مرحلة ما بعد النكبة.
اقــرأ أيضاً
وتعود الهجرات الفلسطينية الأولى إلى أميركا الشمالية أسوة بإخوتهم من سورية ولبنان إلى الربع الأخير من القرن التاسع عشر. وموجة ثانية في أعقاب احتلال فلسطين ونكبة 48 وحرب 67.
رام الله الصغرى
يتمركز الفلسطينيون أو الأميركيون من أصول فلسطينية في ولايات ومدن عديدة منها
كاليفورنيا ونيويورك ونيوجيرسي وديترويت وشيكاغو. وفي منطقة شمال نيوجيرسي يوجد واحد من أكبر تجمعات الفلسطينيين. ففي مدينة باترسون تحديدا يعيش حوالي 20 ألف مهاجر وأميركي من أصول فلسطينية. ويطلق على واحدة من مناطق المدينة الرئيسة، التي تكتظ بالمطاعم والمحلات العربية، اسم رام لله الصغرى كما أن للمدينة اتفاقية توأمة مع مدينة رام الله. وتحتفل المدينة بالأسبوع الفلسطيني في الأسبوع الذي يصادف ذكرى النكبة، ويرفع العلم الفلسطيني في الـ 15 من أيار/ مايو أمام مبنى البلدية. ونسبة 85 في المائة من فلسطينيي أميركا الشمالية هم فلسطينيو الداخل والضفة الغربية.
ويعمل الكثير من الفلسطينيين في مجالات مختلفة، من بينها الأكاديمية والبحوث والطب والإعلام كما انخرط بعضهم في السياسة على المستويات المحلية، وعلى مستوى الولايات ناهيك عن عملهم في الكوميديا أو "ستاند آب كوميدي". وكان من أشهر الفلسطينيين الأميركيين المفكر والأكاديمي إدوارد سعيد.
لكن أسماء كثيرة أخرى من الأكاديميين والباحثين الفلسطينيين في الجامعات الأميركية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، هشام شرابي ووليد الخالدي وسلمى الخضراء الجيوسي وحنا بطاطو. ولم يعمل هؤلاء، وغيرهم، فقط على البحث في ما يتعلق في القضايا الفلسطينية، بل بحثوا في تاريخ دول وحضارات أخرى، كما هو حال حنا بطاطو الذي ولد في القدس 1926 واضطر للنزوح عنها عام 1948 عند احتلالها. وعرف بطاطو ببحوثه الشهيرة والمهمة في تاريخ العراق السياسي والاجتماعي الحديث، وأشهر كتبه في هذا المجال "الطبقات الاجتماعية القديمة والحركات الثورية في العراق"، وله بحوث عديدة أخرى عن سورية وكتابه المعروف "فلاحو سوريا - أبناء وجهائهم الريفيين الأقل شأناً وسياساتهم".
كما أنها من الجاليات الحاصلة على تعليم أكاديمي يفوق المعدل القومي، ومعدل دخل العائلة لدى أبنائها يفوق كذلك متوسط الدخل القومي.
وتعد الجالية الفلسطينية في أميركا من الجاليات المنظمة والنشطة سياسياً واجتماعياً، وهو ما يجعل أبناءها وبناتها في الكثير من الأحيان عرضة للهجوم، وخصوصاً من منظمات صهيونية وداعمة لها.
اقــرأ أيضاً
جمعيات ومؤسسات في أميركا...
تنتشر عشرات الجمعيات التي أسست من قبل فلسطينيين وفلسطينيات، وتقدم خدمات اجتماعية لمجتمعاتها أو سكان المناطق المحيطة. كما يوجد أكثر من مركز يقدم الخدمات القانونية ويتابع قضايا حقوق الأقليات وينشط في مجال تقديم الاستشارة والمعونة القانونية وملاحقة نشطاء، من غير الفلسطينيين كذلك، يدعمون القضية الفلسطينية، وخصوصاً في الجامعات الأميركية. ناهيك عن مؤسسة وجمعيات تعنى بالعمل على نشر الوعي حول القضية الفلسطينية وتقديم المحاضرات والدورات في التاريخ وحول الثقافة والمجتمع الفلسطيني كجمعية القدس ومقرها واشنطن.
(نيويورك-ابتسام عازم، لندن-كاتيا يوسف، ساو باولو-أنس عبيد، استوكهولم-العربي الجديد)
اقــرأ أيضاً
وبالرغم من ذلك فإن بريطانيا أيضا احتضنت تجمعات فلسطينية كبيرة، يقدرها زياد العالول، المتحدث الرسمي باسم "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج"، في حديثه مع "العربي الجديد" بما يفوق الـ30 ألفا "في غياب إحصاء دقيق لأعداد الجالية الفلسطينية".
ويتحدث العالول عن تاريخ هذه الهجرة بالقول إن "أولى الهجرات بدأت في ستينيات القرن الماضي، لغرض الدراسة". وأنّ الكثير منهم لم يكتفوا فقط بالدراسة، بل اختاروا الاستقرار في هذه البلاد، خاصّة مع مواجهة الفلسطينيين آنذاك لتداعيات النكبة وإعلان دولة الاحتلال. ثمّ تلا ذلك "هجرة فلسطينيي لبنان أثناء الحرب الأهلية وحرب المخيّمات وتبعتها هجرة أخرى أثناء حرب الخليج في تسعينيات القرن الماضي، حين غادر الكويت ما يقارب نصف مليون فلسطيني".
ويضيف العالول، أنّه على الرّغم من اختلاف دول المنشأ التي جاء منها فلسطينيو بريطانيا "إلاّ أنّهم تمكّنوا في وقت قصير من اجتراح مواقعهم في البلاد، وفقاً لكفاءاتهم العلمية والمهنية". ورأى العالول بأنه " لذلك نرى أغلبيتهم من الطبقة المتعلّمة التي تمكنّت من وضع بصمة في المجتمع البريطاني، إذ لا تكاد تخلو جامعة أو مستشفى من دكتور فلسطيني، فضلاً عن رجال الأعمال في مختلف المجالات".
مؤسسات بارزة
التنظيم ومحاولة التأثير في المجتمع أثمرا في بريطانيا ليس فقط عن كسب مناصرين كثر لمصلحة دعم قضية فلسطين، وإنّما تغلغلوا في العديد من المؤسسات العاملة في بريطانيا، إلى جانب تأسيسهم العديد من المؤسّسات والمنظمات الخيرية والطبية والتعليمية ومؤسسات العمل الاجتماعي والضغط السياسي، وأبرزها: "الأنتربال" الصندوق الفلسطيني للإغاثة والتنمية، المتخصّص في الدعم الإغاثي وكفالة الأيتام والمشاريع الخيرية، ومؤسّسة "ميدكل إيد فور بالستاين" للدعم الصحي، و"مركز العودة الفلسطيني في لندن"، المتخصّص في شؤون اللاجئين ويلعب دوراً سياسياً بارزاً في بريطانيا. ويردف أنّ هناك مؤسّسات بريطانية، تعمل لمصلحة فلسطين، مثل حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني التي تعتبر من أكبر مؤسّسات الدعم لفلسطين، وتضم أكثر من خمسة آلاف عضو وتتمتّع بحضور سياسي وتعتبر من أقوى مجموعات الضغط، وتدعمها نقابات عمّالية كبيرة.
على الرّغم من ذلك، تبقى البحوث بشأن الفلسطينيين في هذا البلد، قليلة ولا توفّر المعلومات الأساسية عن تعداده أو إنجازاته، على الرّغم من الجهود الكبيرة التي يقوم بها لحماية قضيته ومصالحه الاجتماعية في إطار المجتمع البريطاني وقوانينه.
ويبرز اهتمام الفلسطيني، في الحفاظ على هويته أينما كان، ويحاول التعريف عن تاريخه وجذوره، أحياناً عبر عروض فنية وثقافية وحفلات. آخرها إعلان جمعية "أصدقاء الأقصى" البريطانية (جمعية تطوعية غير ربحية)، رسمياً إقامة معرض "فلسطين إكسبو" يوم 8 و9 يوليو/تموز، في العاصمة لندن. وأعتبر هذا المعرض، أكبر حدث اجتماعي وثقافي وترفيهي حول فلسطين في أوروبا، ويشارك فيه: فرح نابلسي، وإيلان بابي ولينا حديد بوريشة ومريم البرغوثي وآخرون.
وتضمّن "فلسطين إكسبو"، الذي أقيم في قاعة الملكة إليزابيث، فعاليات متنوعة، منها معرض للصور عن الحياة الفلسطينية، وندوات فكرية وسياسية وتاريخية حول القضية الفلسطينية، وفقرات فنيّة عن التراث الفلسطيني.
حضور في أميركا
ولا يختلف جدل الأرقام في القارة الأميركية عن الأوروبية. وتفيد الأرقام الرسمية عن "مركز الإحصاء الأميركي" وجود حوالي 85 ألف فلسطيني وأميركي من أصل فلسطيني في الولايات المتحدة. بيد أن الجمعيات العربية الأميركية تقدر أعدادهم بأضعاف ذلك الرقم، بينما يذهب الجهاز الإحصائي الفلسطيني إلى احتساب النمو الطبيعي بحوالي 3 في المائة ليقدر عددهم في 2005 بحوالي 240 ألفا. وهي ذات المسألة في أوروبا، حيث لا تحتسب الإحصاءات من سقط منهم تحت تصنيف الجنسيات الأخرى، ومن يُعتبرون من أصل فلسطيني لجهة الأجداد والآباء. ويبدو أن هذا الجدل، وفقا لما يذكر بعض فلسطينيي الشتات المهتمين بهذا الجانب، يرتبط بقضية الفلسطينيين وهويتهم الوطنية وإثبات الذات في مرحلة ما بعد النكبة.
وتعود الهجرات الفلسطينية الأولى إلى أميركا الشمالية أسوة بإخوتهم من سورية ولبنان إلى الربع الأخير من القرن التاسع عشر. وموجة ثانية في أعقاب احتلال فلسطين ونكبة 48 وحرب 67.
رام الله الصغرى
يتمركز الفلسطينيون أو الأميركيون من أصول فلسطينية في ولايات ومدن عديدة منها
ويعمل الكثير من الفلسطينيين في مجالات مختلفة، من بينها الأكاديمية والبحوث والطب والإعلام كما انخرط بعضهم في السياسة على المستويات المحلية، وعلى مستوى الولايات ناهيك عن عملهم في الكوميديا أو "ستاند آب كوميدي". وكان من أشهر الفلسطينيين الأميركيين المفكر والأكاديمي إدوارد سعيد.
لكن أسماء كثيرة أخرى من الأكاديميين والباحثين الفلسطينيين في الجامعات الأميركية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، هشام شرابي ووليد الخالدي وسلمى الخضراء الجيوسي وحنا بطاطو. ولم يعمل هؤلاء، وغيرهم، فقط على البحث في ما يتعلق في القضايا الفلسطينية، بل بحثوا في تاريخ دول وحضارات أخرى، كما هو حال حنا بطاطو الذي ولد في القدس 1926 واضطر للنزوح عنها عام 1948 عند احتلالها. وعرف بطاطو ببحوثه الشهيرة والمهمة في تاريخ العراق السياسي والاجتماعي الحديث، وأشهر كتبه في هذا المجال "الطبقات الاجتماعية القديمة والحركات الثورية في العراق"، وله بحوث عديدة أخرى عن سورية وكتابه المعروف "فلاحو سوريا - أبناء وجهائهم الريفيين الأقل شأناً وسياساتهم".
كما أنها من الجاليات الحاصلة على تعليم أكاديمي يفوق المعدل القومي، ومعدل دخل العائلة لدى أبنائها يفوق كذلك متوسط الدخل القومي.
وتعد الجالية الفلسطينية في أميركا من الجاليات المنظمة والنشطة سياسياً واجتماعياً، وهو ما يجعل أبناءها وبناتها في الكثير من الأحيان عرضة للهجوم، وخصوصاً من منظمات صهيونية وداعمة لها.
جمعيات ومؤسسات في أميركا...
تنتشر عشرات الجمعيات التي أسست من قبل فلسطينيين وفلسطينيات، وتقدم خدمات اجتماعية لمجتمعاتها أو سكان المناطق المحيطة. كما يوجد أكثر من مركز يقدم الخدمات القانونية ويتابع قضايا حقوق الأقليات وينشط في مجال تقديم الاستشارة والمعونة القانونية وملاحقة نشطاء، من غير الفلسطينيين كذلك، يدعمون القضية الفلسطينية، وخصوصاً في الجامعات الأميركية. ناهيك عن مؤسسة وجمعيات تعنى بالعمل على نشر الوعي حول القضية الفلسطينية وتقديم المحاضرات والدورات في التاريخ وحول الثقافة والمجتمع الفلسطيني كجمعية القدس ومقرها واشنطن.
(نيويورك-ابتسام عازم، لندن-كاتيا يوسف، ساو باولو-أنس عبيد، استوكهولم-العربي الجديد)