كثيرة هي الأساليب التي يتبعها الاحتلال الصهيوني لسرقة أراضي الفلسطينيين. من ذلك عزل بعض سكان قرية شقبا عنها ومحاصرتهم بشوارع خاصة بالمستوطنات الصهيونية في المنطقة
لم يتمكن الشاب محمود خالد صالح المصري من قرية شقبا، غرب رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، من بناء منزله في أرضه إلاّ ملاصقاً لمنزل والده، قبل خمس سنوات، نظراً لمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي له ولثماني عائلات أخرى من التصرف بما يملكون من مساحة أرض أكبر، وهي الأرض التي فصلتها طرقات المستوطنين قبل نحو عشر سنوات عن قرية شقبا. ولا يسمح لتلك العائلات بالدخول إلى القرية إلاّ من خلال "عبّارة" أسفل الشارع الاستيطاني، لا تتسع إلاّ لمرور الأفراد أو مركبات صغيرة الحجم.
قبل عشر سنوات، شقت قوات الاحتلال الإسرائيلي طريقاً استيطانياً يربط عدة مستوطنات مقامة على أراضي الفلسطينيين غرب وشمال غرب رام الله، وفصلت قرية شقبا عن عدة قرى من ناحيتها الغربية، وصادرت معها نحو 25 دونماً من أراضي أهالي شقبا، وعزلت أربع عائلات تسكن الجهة الشمالية من قرية شقبا عن القرية، ولم تسمح لها بالعبور إلى قريتها إلا من خلال تلك العبّارة، وهي فتحة أسفل الشارع المخصص للمستوطنين، في معاناة يومية تعيشها العائلات، كلفتها أعباء مادية وحرماناً من مناسبات اجتماعية كثيرة في قريتها.
أربع عائلات عزلها الشارع الاستيطاني، فاضطرت عائلة منها لاحقاً للانتقال للعيش في قرية شقبا بعدما زاد عدد أفرادها، وباتت لديها التزامات جامعية لأبنائها، ثم زادت العائلات، وأصبحت ثمانيا. يوضح محمود المصري لـ"العربي الجديد": "ازداد عدد العائلات بعدما تزوج أشقائي، وبنينا شققاً ملاصقة لبناية والدي الذي حصل على رخصة للبناء منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولا تسمح لنا قوات الاحتلال باستصدار رخص جديدة حالياً".
اقــرأ أيضاً
محمود وثلاثة من أشقائه اضطروا للبناء المتلاصق لعدم استطاعتهم شراء منازل أو أراضٍ للبناء لأنّها باهظة الثمن، بينما اضطر أحد أشقائه للانتقال والعيش في بيت مستأجر في شقبا بإيجار باهظ، ناهيك عن البعد عن الأسرة والحرمان من التواصل معها بشكل دائم.
حينما شقت قوات الاحتلال الشارع الاستيطاني أخبرت العائلات أنها ستفتح لها طريقاً للمرور، لكنّ ذلك لم يحدث، وكلّ ما حدث أنّها سمحت للعائلات بالمرور من العبّارة التي تبعد عن منازلهم نحو نصف كيلومتر، ويتواجد عليها جنود الاحتلال باستمرار ويفتشون المارة ويدققون في بطاقاتهم الشخصية، من أجل العبور إلى الجهة الثانية أسفل الشارع للوصول إلى قريتهم.
العائلات المكونة حالياً من 75 شخصاً، تضطر، نظراً لعدم توفر خدمات في المنطقة، لاستئجار مركبة خاصة من أجل ذهاب أبنائها إلى مدارسهم. أما المناسبات الاجتماعية خصوصاً الأعراس فهي لا تستطيع استضافتها في منازلها، وتضطر للانتقال إلى منازل الأقارب في شقبا لذلك، علاوة على حرمانها من المشاركة الكاملة في مناسبات لأقاربها، خشية أن يتأخر أفرادها في العودة إلى منازلهم، ناهيك عن المعاناة في إيصال الخدمات التي يوفرها المجلس القروي لها، فلا تتمكن مركبات جمع النفايات من الوصول إليها، ما يضطر الأهالي إلى حرق تلك النفايات.
قد يضطر الأهالي أحياناً للذهاب إلى قريتهم، حين تغلق قوات الاحتلال هذه "العبّارة"، من خلال قرى دير أبو مشعل وعابود ورنتيس الواقعة غرب رام الله. وهو ما يعني قطع مسافة 12 كيلومتراً، بالرغم من أنّ منازلهم لا تبعد عن قريتهم سوى 300 متر تقريباً.
راتب محمد قدح، وهو من إحدى العائلات التي تسكن في المنطقة المعزولة، يحرص على عدم التأخر في قريته شقبا في زيارته لأقاربه أو مشاركته في مناسباتهم، لخشيته من اعتداءات المستوطنين وجنود جيش الاحتلال الذين يقتحمون منازلهم باستمرار بحجة التفتيش، ويلاحقون كلّ من يرونه عند الشارع الاستيطاني. لكنّ العائلات تأقلمت مع هذه الحياة الصعبة، كما يقول لـ"العربي الجديد". بالرغم من تضييق الاحتلال على العائلات، ومنعهم من الحصول على رخص للبناء، ومنع قدح من تشغيل غرفة متنقلة للعمل فيها إلاّ أنّه يرفض الخروج من منزله. ويقول: "هذا حقنا ونحن الفلسطينيين، موجودون هنا منذ عشرات السنين".
اقــرأ أيضاً
شقبا التي تبلغ مساحتها نحو 13 ألف دونم ويقطنها نحو سبعة آلاف نسمة، التهم جدار الفصل العنصري والشوارع الاستيطانية مئات الدونمات من أراضيها، ويهدد الاستيطان مئات الدونمات الأخرى من أراضيها، بحسب ما يقول رئيس المجلس القروي لشقبا، عدنان شلش لـ"العربي الجديد".
لم يتمكن الشاب محمود خالد صالح المصري من قرية شقبا، غرب رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، من بناء منزله في أرضه إلاّ ملاصقاً لمنزل والده، قبل خمس سنوات، نظراً لمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي له ولثماني عائلات أخرى من التصرف بما يملكون من مساحة أرض أكبر، وهي الأرض التي فصلتها طرقات المستوطنين قبل نحو عشر سنوات عن قرية شقبا. ولا يسمح لتلك العائلات بالدخول إلى القرية إلاّ من خلال "عبّارة" أسفل الشارع الاستيطاني، لا تتسع إلاّ لمرور الأفراد أو مركبات صغيرة الحجم.
قبل عشر سنوات، شقت قوات الاحتلال الإسرائيلي طريقاً استيطانياً يربط عدة مستوطنات مقامة على أراضي الفلسطينيين غرب وشمال غرب رام الله، وفصلت قرية شقبا عن عدة قرى من ناحيتها الغربية، وصادرت معها نحو 25 دونماً من أراضي أهالي شقبا، وعزلت أربع عائلات تسكن الجهة الشمالية من قرية شقبا عن القرية، ولم تسمح لها بالعبور إلى قريتها إلا من خلال تلك العبّارة، وهي فتحة أسفل الشارع المخصص للمستوطنين، في معاناة يومية تعيشها العائلات، كلفتها أعباء مادية وحرماناً من مناسبات اجتماعية كثيرة في قريتها.
العبّارة (العربي الجديد) |
أربع عائلات عزلها الشارع الاستيطاني، فاضطرت عائلة منها لاحقاً للانتقال للعيش في قرية شقبا بعدما زاد عدد أفرادها، وباتت لديها التزامات جامعية لأبنائها، ثم زادت العائلات، وأصبحت ثمانيا. يوضح محمود المصري لـ"العربي الجديد": "ازداد عدد العائلات بعدما تزوج أشقائي، وبنينا شققاً ملاصقة لبناية والدي الذي حصل على رخصة للبناء منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولا تسمح لنا قوات الاحتلال باستصدار رخص جديدة حالياً".
محمود وثلاثة من أشقائه اضطروا للبناء المتلاصق لعدم استطاعتهم شراء منازل أو أراضٍ للبناء لأنّها باهظة الثمن، بينما اضطر أحد أشقائه للانتقال والعيش في بيت مستأجر في شقبا بإيجار باهظ، ناهيك عن البعد عن الأسرة والحرمان من التواصل معها بشكل دائم.
حينما شقت قوات الاحتلال الشارع الاستيطاني أخبرت العائلات أنها ستفتح لها طريقاً للمرور، لكنّ ذلك لم يحدث، وكلّ ما حدث أنّها سمحت للعائلات بالمرور من العبّارة التي تبعد عن منازلهم نحو نصف كيلومتر، ويتواجد عليها جنود الاحتلال باستمرار ويفتشون المارة ويدققون في بطاقاتهم الشخصية، من أجل العبور إلى الجهة الثانية أسفل الشارع للوصول إلى قريتهم.
بيوت متلاصقة (العربي الجديد) |
العائلات المكونة حالياً من 75 شخصاً، تضطر، نظراً لعدم توفر خدمات في المنطقة، لاستئجار مركبة خاصة من أجل ذهاب أبنائها إلى مدارسهم. أما المناسبات الاجتماعية خصوصاً الأعراس فهي لا تستطيع استضافتها في منازلها، وتضطر للانتقال إلى منازل الأقارب في شقبا لذلك، علاوة على حرمانها من المشاركة الكاملة في مناسبات لأقاربها، خشية أن يتأخر أفرادها في العودة إلى منازلهم، ناهيك عن المعاناة في إيصال الخدمات التي يوفرها المجلس القروي لها، فلا تتمكن مركبات جمع النفايات من الوصول إليها، ما يضطر الأهالي إلى حرق تلك النفايات.
قد يضطر الأهالي أحياناً للذهاب إلى قريتهم، حين تغلق قوات الاحتلال هذه "العبّارة"، من خلال قرى دير أبو مشعل وعابود ورنتيس الواقعة غرب رام الله. وهو ما يعني قطع مسافة 12 كيلومتراً، بالرغم من أنّ منازلهم لا تبعد عن قريتهم سوى 300 متر تقريباً.
راتب محمد قدح، وهو من إحدى العائلات التي تسكن في المنطقة المعزولة، يحرص على عدم التأخر في قريته شقبا في زيارته لأقاربه أو مشاركته في مناسباتهم، لخشيته من اعتداءات المستوطنين وجنود جيش الاحتلال الذين يقتحمون منازلهم باستمرار بحجة التفتيش، ويلاحقون كلّ من يرونه عند الشارع الاستيطاني. لكنّ العائلات تأقلمت مع هذه الحياة الصعبة، كما يقول لـ"العربي الجديد". بالرغم من تضييق الاحتلال على العائلات، ومنعهم من الحصول على رخص للبناء، ومنع قدح من تشغيل غرفة متنقلة للعمل فيها إلاّ أنّه يرفض الخروج من منزله. ويقول: "هذا حقنا ونحن الفلسطينيين، موجودون هنا منذ عشرات السنين".
شقبا التي تبلغ مساحتها نحو 13 ألف دونم ويقطنها نحو سبعة آلاف نسمة، التهم جدار الفصل العنصري والشوارع الاستيطانية مئات الدونمات من أراضيها، ويهدد الاستيطان مئات الدونمات الأخرى من أراضيها، بحسب ما يقول رئيس المجلس القروي لشقبا، عدنان شلش لـ"العربي الجديد".