ولدت تيريز حجل في مدينة الفحيص الأردنية، ما دفع عائلتها إلى مناشدة ملك الأردن للتدخل لفتح تحقيق للوقوف على ملابسات القضية، ومعاقبة المتسببين في الوفاة، والذين أوضحت مريان حجل لـ"العربي الجديد"، أنهم أفراد قوة الشرطة الفلسطينية التي اقتحمت منزل والدتها في مدينة بيت جالا، وعلى رأسهم ابن شقيق محافظ بيت لحم، كامل حميد.
وروت مريان ما جرى مع والدتها قائلة: "طالبت والدتي قائد دورية الشرطة بعدم ضرب أخي يوسف، لكنه صوّب مسدسه على رأسه، وقال إن (الحبة في بيت النار)، وحينها دخلت أمي إلى المنزل وهي مصابة بحالة رعب شديدة، وتوفيت إثر ذلك".
وشددت على أن والدتها تيريز حجل كانت مريضة بارتفاع ضغط الدم والسكري، وتعاني من مشاكل في القلب، وأكد طبيب القلب الذي كان يتابع حالتها الصحية حين تم استدعاؤه من قبل جهات فلسطينية مختصة، أنها حضرت إليه قبل وفاتها بـ11 يوما، وأن حالتها الصحية كانت اعتيادية ولا يمكن أن تؤدي إلى وفاتها.
وأوضحت مريان أن "العائلة تواصلت مع عدة أطباء من أجل معرفة سبب الوفاة المبدئي لعدم ظهور نتائج التشريح حتى الآن، فأكد الأطباء أن شعورها بالذعر، وارتفاع ضغط الدم بشكل كبير تسبب في إصابتها بجلطة دماغية حادة ونزيف في الدماغ أدى إلى وفاتها".
وكشفت عائلة تيريز حجل عن قيام النيابة العامة الفلسطينية بتشريح جثمانها دون علم الأسرة، أو أخذ إذنها، وقالت مريان حجل: "في اليوم التالي لوفاة والدتي توجهت أنا وإحدى شقيقاتي إلى مستشفى بيت جالا الحكومي لاستلام الجثمان لتجهيزها لمراسم الدفن، لكننا لم نجده في ثلاجة الموتى".
وأوضحت: "تم إخبارنا أن سيارة إسعاف نقلتها إلى معهد الطب العدلي في جامعة القدس ببلدة أبو ديس، لتشريحها، ما أصابني بصدمة وغضب شديد، فتوجهت إلى رئيس نيابة بيت لحم، راسم البدوي، والذي أمر بتحويل والدتي إلى التشريح دون علمنا".
وأضافت أن "رئيس نيابة بيت لحم أخبرني أنه ليس مضطراً لإخبار العائلة بتحويل الجثمان إلى التشريح، وأن خطوته قانونية، فأخبرته بأن والدتي أردنية، وعليه ستطلب العائلة تحويل عينات من الجثمان إلى الأردن، ورغم كل هذه المدة على وفاة والدتي إلا أنه لم تصدر بعد نتائج التشريح، والسلطة ترفض إظهار نتائج التحقيق قبل صدور نتائج التشريح".
وأشارت إلى أن أشقاء والدتها تقدموا بشكوى إلى مجلس الوزراء الأردني، وشكوى إلى السفارة الفلسطينية في العاصمة الأردنية عمان، وتطالب الأردن حاليا بالتحقيق، وبعينات من الجثمان، وبنتائج التشريح.
وقالت مريان حجل لـ"العربي الجديد"، إن رئيس بلدية بيت جالا، نيقولا خميس، عرض على عائلتها مبلغاً مالياً مقابل التنازل عن الشكوى المقدمة في الاستخبارات والنيابة العسكرية ضد أفراد الشرطة الذين تسببوا في وفاة والدتها، لكن العائلة رفضت، وإن والدها قال في غضب: "لن أبيع زوجتي بالمال".
وعقب المناشدة التي وجهتها مريان حجل عبر مقطع فيديو مصور إلى الملك عبد الله الثاني، تواصلت السفارة الأردنية مع والدها فيصل حجل؛ وفحصت الوثائق الأردنية التي تثبت أن المتوفية مواطنة أردنية، ومن بينها الرقم الوطني الأردني.