توج الأساتذة المتعاقدون في المغرب أسبوع الإضراب الذي دشنوه قبل أيام، بمسيرة ليلية حملوا خلالها الشموع في شوارع الرباط، غير أن قوات الأمن تدخلت في ساعة متأخرة من ليل أمس السبت لفض تجمعات الأساتذة المحتجين ومنعهم من الاعتصام.
وانطلقت المسيرة الاحتجاجية عند السابعة من مساء أمس السبت، بتجمع الأساتذة المتعاقدين المحتجين، ورفع شعارات غاضبة تطالب برحيل وزير التعليم سعيد أمزازي، وتنادي بإدماج الأساتذة الذين "فرض عليهم التعاقد" في أسلاك الوظيفة العمومية، وتحذر من مستقبل أسود للمدرسة العمومية.
وقرر الأساتذة المتعاقدون بدء اعتصام ليلي أمام مقر البرلمان في شارع محمد الخامس بالرباط، حيث توسدوا أغراضهم وحاجياتهم وحقائبهم من أجل المبيت، في الوقت الذي باشر فيه أمنيون مفاوضات عسيرة مع ممثلي الأساتذة لفض الاعتصام، باعتبار أنه نشاط غير مرخص له.
ووفق مصادر من عين المكان، فإن المفاوضات التي قام بها مسؤولون أمنيون مع الأساتذة المتعاقدين لفض الاعتصام والتجمع في قاعات عمومية، من أجل الحوار، باءت بالفشل، كما ان مناشدات الأمن بالتفرق قوبلت برفض صارم من المحتجين الذين أطلقوا الصفير والشعارات الغاضبة.
Facebook Post |
وأمام رفض الأساتذة المحتجين تفريق الاعتصام والمبيت الليلي الذي عرقل السير وسط العاصمة الرباط، قررت القوات العمومية التدخل لفض هذا الشكل الاحتجاجي في حدود الساعة الثانية والنصف صباحا، مستخدمة خراطيم المياه لتفريق المتجمعين، ما خلف بعض الإصابات والصدمات.
ووفق مصادر من تنسيقية الأساتذة المتعاقدين، وقعت عدة حالات كسور تعرض لها المشاركون في صفوف المحتجين، إضافة للضرب والصدمات النفسية بين المحتجات خصوصا، ونقلوا على أثرها إلى المستشفى للعلاجات الأولية، مبرزة أن "التدخل الأمني لن يثني الأساتذة عن الاستمرار في النضال".
وفي الوقت الذي قدرت فيه مصادر تنسيقية الأساتذة المتعاقدين عدد المحتجين الذين وفدوا إلى العاصمة الرباط بأكثر من 40 ألف أستاذ، قال مصدر أمني مسؤول لـ "العربي الجديد" إن العدد بضعة آلاف فقط، وإن التكتل البشري لم يكن ممكنا معه التدخل في البداية حتى لا تقع أمور لا تحمد عقباها، لهذا تم التعامل مع الموقف بكياسة وفطنة وتدابير قانونية.