فشل متبادَل في معارك رمضان العراقية

07 يوليو 2015
فشل "الحشد الشعبي" في كسب الأنبار (فرانس برس)
+ الخط -

تستمرّ المعارك في العراق وتتّسع على نحو أعنف من ذي قبل، منذ بدء شهر رمضان (منتصف شهر يونيو/حزيران الماضي) حتى اليوم. وأخفقت القوات العراقية مدعومة بمليشيات "الحشد الشعبي" والحرس الثوري الإيراني، في تحقيق ما وعدت به بتحرير الأنبار واستعادتها من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). مع العلم أن التنظيم أخفق بدوره في اقتحام بغداد كما وعد سابقاً.

وسعت القوات العراقية النظامية، المدعومة من "الحشد الشعبي" والحرس الثوري الإيراني، فضلاً عن قوات التحالف مجتمعة، إلى إيقاف تقدم "داعش" ومنعه من احتلال مناطق أخرى في العراق، عبر الزجّ بنحو 40 ألف جندي ومقاتل إلى محافظات الأنبار وصلاح الدين وجزء من ديالى وكركوك.

وعمدت تلك القوات إلى صرف أنظار التنظيم عن بغداد أو المناطق الأخرى التي يصبو إليها، إلا أن هذا النجاح المحسوب للقوات العراقية وحلفائها المحليين والخارجيين، يقابله تمكن "داعش" من القيام بحرب استنزاف واسعة، أسفرت عن مقتل وجرح وفقدان نحو ثلاثة آلاف مقاتل عراقي، غالبيتهم من الأنبار وبيجي في محافظة صلاح الدين، فضلاً عن خسارة عشرات الآليات والمعدات العسكرية الحديثة التي حصل عليها العراق أخيراً من روسيا وايران.

ويشير مصدر رفيع في وزارة الدفاع العراقية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الحرس الثوري الإيراني، وخلال مناقشات دخوله البلاد مع الإيرانيين العام الماضي، قالوا للقادة العراقيين في الحكومة والبرلمان، إن الحرس الثوري والباسيج سينهون الموضوع في أشهر قليلة، لكنه حتى الآن لم يحقق شيئاً من وعوده، حتى إنه فشل في دخول تكريت، لولا التدخّل الأميركي الذي حسم الموقف".

اقرأ أيضاً العراق: الحكومة تعسكر الجنوب

ويضيف أن "قوات الحرس الثوري فشلت في تغيير مجريات الأمور لصالح الحكومة في العراق، رغم تضحية رئيسها حيدر العبادي بعامل المصلحة الوطنية، مراهناً على كلامهم بحسم الموضوع، وها نحن الآن بعد عام على وجود الحرس الثوري في العراق، لم تتغيّر الأحداث". ويوضح أن "الأمور لا تبشر بالخير مطلقاً، والأميركيين يريدون من العبادي أموراً معيّنة، ويطلبون منه إنهاء ملفات محددة، من أجل الدخول بمزاج حقيقي في الحرب ضد داعش"، وفقاً لقوله.

وكانت طلائع قوات الحرس الثوري الإيراني دخلت إلى العراق بعد سقوط الموصل بأسبوعين، تحديداً في 3 يوليو/تموز 2014، بقوة قوامها 80 عنصراً من الوحدة الخاصة "فيلق القدس" وتمركزت في بغداد وسامراء. وازداد عديدها وبلغ، مع مطلع الشهر الحالي، بين خمسة إلى ستة آلاف عنصر، مع أسلحة ومعدات ثقيلة ومتوسطة وخفيفة، يرافقون ما تُطلق عليها حكومة بغداد "قوات هيئة الحشد الشعبي في العراق"، وهي خليط من مليشيات مسلّحة تتلقّى تمويلاً من طهران وعددها 43 فصيلاً، أبرزها "حزب الله" و"بدر" و"المهدي" و"السلام" و"العصائب" و"أبو الفضل العباس" و"الإمام علي" و"الحجة القائم".

اقرأ أيضاً ديالى: مساومات مقابل حلّ أزمة النازحين
المساهمون