فشل حوارات بغداد وأربيل.. الخلاف قد يجر لأزمة جديدة

18 اغسطس 2017
الوفد الكردي متمسك بالاستفتاء(مروان إبراهيم/فرانس برس)
+ الخط -
لم يتوصل الوفد الكردي الذي يزور بغداد إلى أي اتفاق مع الحكومة المركزية بشأن الملفات العالقة بين الطرفين، إذ تمسك الطرفان بمواقفهما المتعنتة، ما دفع الكرد إلى اعتبار الاستفتاء خطاً أحمر لا يمكن نقاش تأجيله، الأمر الذي يدفع باتجاه أزمة جديدة في البلاد.

وقال مسؤول سياسي مطّلع، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المفاوضات بين وفد الإقليم وبغداد لم تسفر عن أي نتائج تذكر"، مبيناً أنّها "اصطدمت بالتعنّت من قبل الطرفين، وأنّ كلّا منهما تمسّك بموقفه، وأنّ وفد الإقليم مصر على إجراء الاستفتاء، في حين يصر الجانب العراقي على الرفض، ما أوصل الحوار إلى طريق مسدود".

وأضاف أنّ "الحوار انتهى الآن، ولم يحقق شيئاً، لكن بقي الباب مفتوحاً أمام الوساطة الأميركية أو غيرها، بعد أن عجز قادة الطرفين عن تجاوز العقبات التي تعترض طريق الحوار".


ودفع فشل هذا الحوار الجانب الكردي، إلى التعنّت بشأن إجراء الاستفتاء، مؤكداً أنّه "حق ديمقراطي لكل الشعوب، ولا يمكن التنازل عنه أو تأجيله". بينما يحذر مسؤولون من "أزمة جديدة تعصف بالبلاد بعد فشل الحوار والتمسك الكردي بالاستفتاء".


وقال النائب عن التحالف الوطني، هلال السهلاني، في تصريح صحافي، "نتمنى من الوفد الكردي المتواجد في بغداد أن يتفهم أنّ الإصرار على إجراء الاستفتاء هو بمثابة قنبلة جديدة قد تؤزم الوضع في العراق".

وأكّد على "ضرورة أن يدرس الوفد خطورة ذلك، وأن يركز خلال الحوار على الملفات الأخرى التي من الممكن حلحلتها، أمّا موضوع الاستفتاء فهو غير مقبول من كل الأطراف، وقد تكون نتائجه سلبية على الجميع".

كما حذّر النائب عن المكون المسيحي، لويس كارو، من مغبة الإصرار على إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان"، وقال كارو، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "موضوع الخلاف بين بغداد وأربيل يجب أن يتم حلّه بأسرع وقت ممكن، لما لذلك من مصلحة للبلاد".

وأشار إلى أنّ "الإصرار على إجراء الاستفتاء من قبل الجانب الكردي قد يدخل العراق في أزمة جديدة لا تصب بصالح البلاد"، داعياً إلى "تغليب لغة الحوار التي تحتاجها البلاد".

ومازال وفد كردستان متواجداً في بغداد، منذ عدّة أيام، وقد أجرى عدّة حوارات مع الحكومة ومع كتل سياسية مختلفة، بينما لم تثمر كل تلك الحوارات عن أي نتائج حتى الآن في ما يتعلق بخطوة الأكراد تنظيم استفتاء بشهر ديسمبر/كانون الأول المقبل لمواطني الإقليم بشأن انفصالهم عن العراق.


وانضمت دول جديدة إلى قائمة الدول الرافضة للاستفتاء أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي فضلاً عن تركيا وإيران التي أيدت موقف بغداد الرافض للخطوة.