عاد التصاعد في توتر العلاقات بين مصر وإثيوبيا بسبب ملف سد النهضة الذي أعلنت أديس أبابا عن انتهاء 55% من أعماله.
التوتر كشف عنه هذه المرة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الذي أكد خلال لقائه عدداً من رؤساء التحرير والكتاب المصريين، أمس الأربعاء، خلال حفل إفطار نظمته الوزارة أنه غير راضٍ عن مسار المباحثات الخاصة بملف السد بين القاهرة وأديس أبابا.
وقال شكري إن مصر "تتابع ملف سد النهضة متابعة حثيثة، ومسار المباحثات الخاصة به. الاجتماعات الأخيرة على المستوى الفني كانت صعبة، ولن أستطيع أن أقول إننا نرضى عن نتائجها".
وأضاف "نحن لم نضع شرطًا مسبقا لوقف العمل بالسد، وأن يكون هناك مسارٌ وخطى متسارعة للانتهاء من الدراسات حتى نلبي الشروط الواردة بالاتفاق الإطاري، وهذه ملاحظة نبديها بشفافية ولكنها خاضعة للتواصل الذي يتم ثنائيا. ونتطلع لأن نزيل هذه العقبة سريعًا حتى لا تتفاقم وتؤدي لتعثر المسار الفني الذي نعتمد عليه كمسار موضوعي، ولا يختلف شخصان على أهمية المجال العلمي ووجود أسس علمية سليمة ثابتة، وبنية منطقية متسقة مع النظام الدولي والحسابات الدقيقة لمثل هذه الأمور".
وعما إذا كانت سياسة إثيوبيا تهدف لكسب الوقت، أوضح شكري "نتابع ونقيّم الوضع، وإذا شعرنا أن هذا هو النهج فسنتخذ مسلكًا آخر".
إلى ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية رسمية مصرية لـ"العربي الجديد" أن التوتر الأخير جاء في أعقاب فشل وساطة سعودية أخيراً لدى إثيوبيا، للتجاوب مع المساعي المصرية للتوصل لحل للأزمة.
وقالت المصادر إن الوساطة السعودية كانت مطلبا مصريا لتجنب أي أزمات مفاجئة خلال فترة تمرير اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين الرياض والقاهرة، تؤدي لوقف التصديق عليها من جانب البرلمان المصري.
وأكدت أن السعودية تعاملت بالفعل مع المطلب المصري بجدية كبيرة، مشيرة إلى أن زيارة مبعوث العاهل السعودي، المستشار الملكي أحمد بن عقيل الخطيب، إلى إثيوبيا ولقائه رئيس الوزراء هيلي ماريام ديسالين السبت الماضي، تناولت بشكل أساسي ملف العلاقة بين أديس أبابا والقاهرة، ومحاولة لعب دور لدى إثيوبيا لتخفيف الضغط على النظام المصري في ما يتعلق بملف سد النهضة.
يشار إلى أن الخطيب كان قد أجرى زيارة مماثلة إلى إثيوبيا ديسمبر/ كانون الأول عام 2016، وقام بتفقد موقع بناء سد النهضة، حيث جاءت الزيارة وقتها في أعقاب تصاعد التوتر بين مصر والسعودية، حينما قررت المملكة وقف إمدادات المواد البترولية في أعقاب تعطل تمرير اتفاقية تيران وصنافير. وحرص وقتها الخطيب على التقاط صور تذكارية في موقع تشييد السد.