خلال أربعة أو خمسة عقود بقي الجدل مثارا حول "سياسات وعمليات الدمج/الاندماج"، هو جدل لم يرقَ إلى نقاش معمق سوى مع تفاقم الأوضاع في السنوات الأخيرة. اليوم يعود المثلان الفرنسي والبلجيكي إلى الواجهة، مع توقعات بتفريخ المزيد منه شمالا، في غمرة الحدث المرتبط دائما بتوصيفات جنائية جرمية وإرهابية.
المشهد الذي يعيدك في عاصمة بلجيكا بروكسل إلى صورة جغرافية أخرى، باعتبار أن مواطني تلك العاصمة موزعون توزيعا ربما حدث مصادفة منذ نصف قرن عندما كانت اليد العاملة العربية تبني وتساهم في إعمار البلد مع عودة في المساء إلى "الهامش" كما يطلق عليه شاب جامعي مغربي كان يصف الواقع الذي يعتبر من اختصاصه في "علم الاجتماع". يقول محمد الوريقي "ثمة مفارقة غربية مستمرة منذ نصف قرن. تتوالد الأجيال ويتعايش معها المجتمع البلجيكي كما كان الآباء والأجداد ممن حضروا إلى العمل، والآن هم في مرحلة متأخرة وبعضهم ترك وعاد إلى البلاد. ذلك التكدس في الأحياء والشوارع لم يكن بهذا التوسع في البدايات، لكن الناظر لواقع تلك الأحياء لا بد له أن يتعمق في السؤال عن مسؤولية الفشل في سياسة الدمج. لم تشر أي من حكومات فرنسا وبلجيكا، وربما غدا نسمعها في إسكندنافيا، إلى تغييرات جدية ولا مسؤوليات ملقاة على أحد مع تعاقب الحكومات حول ذلك الفشل الذريع الذي لا يظهر سوى حين يحدث حدث مزلزل يخيف المجتمع الأصلي". لا متسع لنقل كل أسئلة بعض الشباب الواعي في الغرب، لكنّ سؤالا وحيدا يستحق الإشارة إليه: "لماذا لم نسمع عن ماليزي أو إندونيسي أو حتى تركي قام باسم الدفاع عن الإسلام بمثل تلك الأفعال؟". ذلك سؤال جزء من عشرات الأسئلة التي يثيرها هؤلاء حين كنا نناقشهم.
في الواقع، إدخال مصطلحات والإكثار من المشاريع التي تصرف المليارات بشأنها، لم ينتج سوى توسع مجتمعات الهوامش حتى في وسط العواصم التي يفصلها شارع أو بضعة مئات أمتار عن أحياء ساهم الآباء والأجداد في إعادة إعمارها بكد وجهد.
عند بعض خبراء علم الاجتماع العرب والغربيين، حيث المشكلة في الغرب، تصطنع برأي بعضهم الكثير من الدراسات والمشاريع الفاشلة التي يعاد إنتاجها بذات الأدوات الأمنية والإعلامية والتشديدات القانونية. على السطح يبدو ما يسمى "تعايشا" هو القائم، وبرأي هؤلاء تلك "مصيبة، فكيف يكون المطلوب تعايشاً وليس مواطنة متكاملة تمكّن أي مواطن أن يسكن أو يعمل حيث يريد؟". فقضية الاندماج التي سببت مع كل حدث كبير خوضا في نقاش الهوية كأنها تؤشر إلى جيل شاب بأن يغرق أكثر في أزمة "من أكون؟".
لماذا مثلا حين يتجول باحثون ميدانيون في أحياء من يقال عنهم "مهاجرين"، رغم أنهم ولدوا من آباء ولدوا في ذات المكان، سيكشفون لك الفرق بين بنية تحتية وتنظيم حياة مختلفين تماما عن بقية أحياء المواطنين الآخرين. فهؤلاء يرفضون ما يسمى "الخصوصية الثقافية" التي يجري التذرع بها، ويرفضون أكثر أن يصبح "من الطبيعي" أن يكون المكان الطبيعي لمواطن شاب من أصول مهاجرة هو تلك الأحياء.
المشهد الذي يعيدك في عاصمة بلجيكا بروكسل إلى صورة جغرافية أخرى، باعتبار أن مواطني تلك العاصمة موزعون توزيعا ربما حدث مصادفة منذ نصف قرن عندما كانت اليد العاملة العربية تبني وتساهم في إعمار البلد مع عودة في المساء إلى "الهامش" كما يطلق عليه شاب جامعي مغربي كان يصف الواقع الذي يعتبر من اختصاصه في "علم الاجتماع". يقول محمد الوريقي "ثمة مفارقة غربية مستمرة منذ نصف قرن. تتوالد الأجيال ويتعايش معها المجتمع البلجيكي كما كان الآباء والأجداد ممن حضروا إلى العمل، والآن هم في مرحلة متأخرة وبعضهم ترك وعاد إلى البلاد. ذلك التكدس في الأحياء والشوارع لم يكن بهذا التوسع في البدايات، لكن الناظر لواقع تلك الأحياء لا بد له أن يتعمق في السؤال عن مسؤولية الفشل في سياسة الدمج. لم تشر أي من حكومات فرنسا وبلجيكا، وربما غدا نسمعها في إسكندنافيا، إلى تغييرات جدية ولا مسؤوليات ملقاة على أحد مع تعاقب الحكومات حول ذلك الفشل الذريع الذي لا يظهر سوى حين يحدث حدث مزلزل يخيف المجتمع الأصلي". لا متسع لنقل كل أسئلة بعض الشباب الواعي في الغرب، لكنّ سؤالا وحيدا يستحق الإشارة إليه: "لماذا لم نسمع عن ماليزي أو إندونيسي أو حتى تركي قام باسم الدفاع عن الإسلام بمثل تلك الأفعال؟". ذلك سؤال جزء من عشرات الأسئلة التي يثيرها هؤلاء حين كنا نناقشهم.
في الواقع، إدخال مصطلحات والإكثار من المشاريع التي تصرف المليارات بشأنها، لم ينتج سوى توسع مجتمعات الهوامش حتى في وسط العواصم التي يفصلها شارع أو بضعة مئات أمتار عن أحياء ساهم الآباء والأجداد في إعادة إعمارها بكد وجهد.
عند بعض خبراء علم الاجتماع العرب والغربيين، حيث المشكلة في الغرب، تصطنع برأي بعضهم الكثير من الدراسات والمشاريع الفاشلة التي يعاد إنتاجها بذات الأدوات الأمنية والإعلامية والتشديدات القانونية. على السطح يبدو ما يسمى "تعايشا" هو القائم، وبرأي هؤلاء تلك "مصيبة، فكيف يكون المطلوب تعايشاً وليس مواطنة متكاملة تمكّن أي مواطن أن يسكن أو يعمل حيث يريد؟". فقضية الاندماج التي سببت مع كل حدث كبير خوضا في نقاش الهوية كأنها تؤشر إلى جيل شاب بأن يغرق أكثر في أزمة "من أكون؟".
لماذا مثلا حين يتجول باحثون ميدانيون في أحياء من يقال عنهم "مهاجرين"، رغم أنهم ولدوا من آباء ولدوا في ذات المكان، سيكشفون لك الفرق بين بنية تحتية وتنظيم حياة مختلفين تماما عن بقية أحياء المواطنين الآخرين. فهؤلاء يرفضون ما يسمى "الخصوصية الثقافية" التي يجري التذرع بها، ويرفضون أكثر أن يصبح "من الطبيعي" أن يكون المكان الطبيعي لمواطن شاب من أصول مهاجرة هو تلك الأحياء.