فشل الأمعري: صفعة لمخطط دحلان بالعودة عبر مؤتمر "فتح"

24 أكتوبر 2016
دحلان في رام الله عام 2009 (عباس المومني/فرانس برس)
+ الخط -
تلقّت محاولات القيادي المطرود من حركة "فتح"، محمد دحلان، الهادفة إلى تأجيل المؤتمر السابع لحركة "فتح" المقررة الشهر المقبل، ريثما يحسّن وضعه داخل الفصيل الفلسطيني، تمهيداً لتنفيذ مشروع العودة إلى الأضواء رسمياً، ضربة قاسية، بعد إفشال اجتماع مخيم الأمعري قرب رام الله، أول من أمس السبت، والذي شارك فيه نحو 40 من القيادات الفتحاوية المحسوبة على خط دحلان. تمّ فض الاجتماع من دون الحاجة إلى استخدام القوة، رغم تجمع المئات من عناصر الأمن الفلسطيني، في محيط الاجتماع، ففضل المجتمعون إنهاء الاجتماع بعد دقائق من عقده، لتأتي قرارات لجنة العقوبات في الحركة بعد ساعات بفصل عضو المجلس التشريعي وابن مخيم الأمعري جهاد طمليه من حركة "فتح". وأكدت مصادر قريبة من الرئيس محمود عباس أن "هناك قائمة تضم نحو 16 قيادياً فتحاوياً منهم نواب في المجلس التشريعي الحالي عن كتلة فتح تم رفع أسمائهم من قبل لجنة التجنح في اللجنة المركزية للحركة، تمهيداً لفصلهم، بعد موافقة الرئيس".

ولفتت المصادر في تصريحات إلى "العربي الجديد" إلى أن كل من شارك في مؤتمر"عين السخنة" في مصر الأسبوع الماضي من قيادات "فتح"، وكل من شارك في اجتماع مخيم الأمعري، سيتم فصله بصورة نهائية. وتؤكد مصادر فتحاوية أن اجتماع مخيم الأمعري، كان بمثابة هروب إلى الأمام من قبل أنصار دحلان، بعدما أدركوا أنه تم اختيار أسماء أعضاء المؤتمر السابع للحركة، بشكل يفتت أي تكتل مرتقب لدحلان. وحول طمليه تحديداً، أكدت المصادر الفتحاوية أنه "تم توجيه تحذير له في وقت سابق مفاده بأن أي حراك ضد التوجه الرسمي لحركة فتح ستكون نتيجته الفصل، وهذا ما حصل".


ويرى مراقبون أن هندسة أعضاء مؤتمر "فتح" السابع المقرر في 29 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بشكل يقصي أنصار دحلان، يعتبر ضربة قاضية للأخير، لأن هذا الترتيب لن يسمح له بالعودة من بوابة الحركة، ليس في الوقت الراهن فحسب، وإنما في السنوات السبع المقبلة أيضاً، أي إلى حين مؤتمر "فتح" الثامن بعد سنوات، وهو ما يقوّض كل محاولاته المستميتة للعودة للصف الأول في القيادة الفلسطينية. وعقد آخر اجتماع للحركة في 2009 في مدينة بيت لحم، وكان الأول بعد 20 عاماً من الانقطاع. ويتساءل أحد قيادات "فتح" الذي فضل عدم ذكر اسمه: "إذا كان الاجتماع الذي عقد في الأمعري يوم السبت، هدفه وحدة حركة فتح، فلماذا تم الترتيب له بشكل سري؟ ولماذا اقتصرت الدعوة على كوادر معروفة بقربها من دحلان؟".


ووضع المشاركون في اجتماع الأمعري، يوم السبت، لافتة خلفهم كتب عليها: "نثمن المبادرة الرباعية العربية في استنهاض وتوحيد الحركة"، فيما تم وضع صورة كبيرة للرئيس الراحل ياسر عرفات كتب عليها عبارة "توحيد فتح ضرورة وطنية"، إلى جانب أعلام الدول العربية الأربع التي  تقدمت بمبادرة لعودة دحلان إلى حركة "فتح" وهي الأردن، مصر، السعودية والإمارات. وترى مصادر فتحاوية أن وتيرة نشاط أنصار دحلان بازدياد مستمر لإحباط عقد المؤتمر السابع أو تأجيله، حتى تتاح لهم فرصة ترتيب أمورهم والحضور بمعادلة قوية داخل المؤتمر تنظيمياً.

وقال أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" أمين مقبول لـ"العربي الجديد": "لقد أنجزنا نحو 95% من التحضير للمؤتمر، وبقي القليل من العمل، وبعد ذلك سيكون هناك اجتماع للجنة المركزية بقيادة رئيس الحركة أبو مازن، لإقرار البرنامج السياسي وأسماء أعضاء المؤتمر، والإعلان رسمياً عن موعد المؤتمر". 

ويؤكد مراقبون من الحركة أن أنصار دحلان قاموا بإطلاق النار في مخيمي بلاطة وجنين شمال الضفة الغربية، ضد الأمن الفلسطيني، قبل يومين، خلال ملاحقة خارجين عن القانون وبسبب سوء تقدير الأمن في بعض الأحيان لحل المشاكل وتحويلها لصدام مع المخيمات، إذ تم استخدامها وكأن أنصار دحلان يخوضون اشتباكاً ضد السلطة، وتم تسويق هذه الادعاءات في الإعلام الإسرائيلي، بهدف المبالغة في حجم شعبية دحلان، وهو أمر عار عن الصحة. وتابعت المصادر أنّ "من بين الخطوات التكتيكية التي يسوقها دحلان للرأي العام الفلسطيني، هو تصريحه بأنه يدعم القيادي الفتحاوي الأسير مروان البرغوثي، وهذه التصريحات هدفها خلق التفاف شعبي حول دحلان مستفيداً من رمزية وشعبية البرغوثي".