تجهل الطفلة السورية في الصورة، البلد الأوروبي الذي ستحمل جنسيته عندما تكبر، وإن كان ذلك سيحصل فعلاً أم لا. هي سعيدة فحسب باستقبال إيطاليا لها ولعائلتها، في مبادرة نادرة تحمي بعض المهاجرين من مصير الموت في قوارب البحر الأبيض المتوسط، في رحلة هروبهم إلى أراضي الاتحاد الأوروبي. فالسياسة أقوى من كلّ الاحتياجات الإنسانية في هذا العالم، وأوروبا بالرغم من كلّ ما قدمته، لا تشذ عن القاعدة.
يُظهر تقرير لمنظمة العفو الدولية أنّ الاتحاد الأوروبي بدوله ومؤسساته فشل في الوفاء بالالتزامات التي قطعها على نفسه بإعادة توزيع 160 ألف طالب لجوء، يتواجدون في اليونان وإيطاليا على باقي الدول خلال عامين. وكانت المفوضية قد قررت عام 2015 إعادة توزيع العدد المذكور خلال مدة عامين يفترض أن تنتهي اليوم الثلاثاء بحسب وكالة "آكي" لكنّ "الاتحاد الأوروبي لم ينجح إلاّ في إعادة توزيع 28.7 في المائة منهم".
تشير المنظمة إلى أنّ مالطا وفنلندا وإيرلندا هي البلدان التي استضافت العدد الأكبر من الأشخاص المطلوب إعادة توزيعهم.
ولا يأخذ برنامج إعادة التوزيع في الحسبان الأشخاص الذين دخلوا إلى بلدان أوروبية أخرى وحصلوا على حق اللجوء فيها، باعتبار أنّ هدفه كان في الأساس تخفيف الضغط على اليونان وإيطاليا، وهما الدولتان اللتان تعرضتا للضغط بسبب تدفق أعداد هائلة من طالبي اللجوء والمهاجرين.
(العربي الجديد)