فساد كرة أميركا (5)...اكتشاف المرض والمريض "صفر"

08 أكتوبر 2015
مايك ويبستير الضحية الأولى (العربي الجديد)
+ الخط -
في الجزء الثاني من تحقيق "فساد كرة أميركا" يبدأ "العربي الجديد" الدخول في عمق قضايا الفساد، حيثُ ستبدأ الحكاية مع اكتشاف المرض الذي أثارت كشوفاته الطبية بلبلة كبيرة في الـ "NFL" وفتحت العيون على مشكلة ضربات الدماغ المُزمنة التي تؤدي إلى وفاة المريض بعد فترة بسبب ضرر دماغه نتيجة تكرر الضربات على رأسه، مايك ويبستير نجم كرة أميركا كان المريض رقم "صفر"، وبداية الاكتشاف الخطير.


الحلقة الخامسة: اكتشاف المرض والمريض "صفر"
مدينة بيتسبيرغ الأميركية تشهد على نشأة فريقها المُفضل في رياضة كرة القدم الأميركية، وهي المدينة التي تساند فريقها في كل مباراة، وسكان هذه المدينة يعكسون كثيراً ما يقدمه الفريق على أرض الملعب، خصوصاً العنف الذي يحصل في المباراة، وذلك لأن سكان هذه المدينة طبعهم خشن ويحبون العنف ورؤية لاعبي فريقهم "ستيلرز" يقسون على الخصم حتى لو كان ذلك عبر الضرب والهجوم العنيف.

وكان خط الدفاع لفريق "ستيلرز" مشهوراً باسم "الحاجب الحديدي" في إشارة إلى قوة هذا الدفاع في التصدي لكل الهجمات خلال المباريات، لكن أحد نجوم فريق "ستيلرز" في خط الدفاع هو رقم "52" مايك ويبستير "الحديدي" كما يلقبه أبناء المدينة، خصوصاً أن الجماهير تعشقه والمدينة بأكملها تعرف قيمته في خط الدفاع وفي الفريق بشكل عام، خصوصاً أنه قاد "ستيلرز" للتويج بأربعة ألقاب "السوبر بول" في السبعينيات.

لكن مايك ويبستير اعتزل اللعب رسمياً في العام 1990 بعد مسيرة رائعة لعب فيها حوالي 245 مباراة، وكسب ود واحترام الجماهير التي ما زالت تعتقد أنه من أفضل لاعبي الـ "NFL" على مر التاريخ. لكن ما حصل مع ويبستير بعد 11 عاماً من الاعتزال لم يكن شيئاً جميلاً إذ توفي ويبستير عندما كان عمره 50 سنة، ومع رحيل ويبستير ترك وراءه كارثة رياضية بدأت تتكشف في العام 2014، وذلك بعد تسريبات طبية كشفت أن مايك ويبستير كان مصاباً بمرض مُزمن سببه رياضة الكرة الأميركية.

المريض "صفر"
من هو المريض صفر ولماذا هذه الصفة؟ المريض صفر هو أول لاعب كرة قدم أميركية يشهد حالة مرضية كهذه في دماغه، لذلك فإن الأطباء وتحديداً بينيت أومولو هو الذي اكتشف "مرض الدماغ" المُزمن. وفاة ويبستير كان المدخل الأساسي لكشف المرض الدماغي المُزمن، لأنه وبعد الوفاة اتضح أن ويبستير يعاني من خلل جسدي غريب أدهش الطبيب أومولو الذي أصر على كشف المستور وفتح دماغ ويبستير نظراً لشكوكه الكبيرة.

والمثير أن الطبيب النيجيري أومولو لم يكن يعرف شيئاً عن كرة القدم الأميركية، خصوصاً ما حصل داخل عرفة التشريح والتحليل، فبعد أن حضر أومولو إلى الغرفة بوجود صحافيين، وبدا أومولو مندهشاً لما يحدث وسأل: ماذا يحصل هنا؟ قالوا له هذا مايك ويبستير، فرد أومولو متعجباً من هو ويبستير ولماذا كل هذه الضجة الإعلامية.

ويروي أومولو اللحظة الغريبة عن كيفية عدم معرفته لمايك ويبستير، لكن أومولو طبيب ناجح يملك كفاءات مُميزة، لذلك تم اختياره لهذه المهمة الصعبة، ولحسن حظ الكرة الأميركية أن أومولو ضليع أيضاً في عمل "النوروبوتولوجيست" أي أنه على دراية كاملة في كيفية عمل الجهاز العصبي في جسم الإنسان، وأي خلل من الدماغ إلى أسفل القدمين لن يمر مرور الكرام من تحت يدي أومولو. 

اقرأ أيضاً: فساد كرة أميركا (4)...تمويل الأندية من المراهنات والمقامرة
دلالات
المساهمون